فصائل المقاومة تدعو إلى نبذ المطبّعين: ورشة المنامة هدفها تمرير “صفقة القرن”
يتوالى الرفض الشعبي لورشة العمل الاقتصادية، التي دعت واشنطن لعقدها في العاصمة البحرينية المنامة بادّعاء “تشجيع الاستثمار في الأراضي الفلسطينية”، حيث أكد المجلس الوطني الفلسطيني أن الورشة مرفوضة لأنها تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وتكريس الاحتلال، مشدّداً على تمسك الفلسطينيين بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وحذّر المجلس من الانخداع بالادعاءات الكاذبة التي تروّجها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعقد الورشة، مشيراً إلى أن هذه الإدارة منحازة كلياً للاحتلال على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، بدءاً من اعتبار القدس عاصمة لكيان الاحتلال ونقل السفارة الأمريكية إليها، وصولاً إلى محاولة إلغاء قضية اللاجئين وتشجيع الاستيطان وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية بواشنطن وغيرها.
وشدّد المجلس على أنه لن يكون هناك أي تعايش مع الاحتلال، وأن التنمية وازدهار الاقتصاد هي حقوق للشعب الفلسطيني، ولن تتحقق إلا بإنهاء الاحتلال لفلسطين بعاصمتها مدينة القدس وحل قضية اللاجئين وفقاً للقرار الأممي 194.
وكان البيت الأبيض أشار في بيان له إلى أنه وجّه دعوات لحضور ورشة عمل اقتصادية في العاصمة البحرينية المنامة يومي الـ25 و الـ26 من حزيران القادم إلى عدد من رؤساء الدول ووزراء المالية في أوروبا وآسيا ودول عربية إضافةً إلى رجال أعمال لـ”تبادل الأفكار ومناقشة الاستراتيجيات لتشجيع الاستثمار في الضفة الغربية وقطاع غزة وحشد الدعم للاستثمارات والمبادرات الاقتصادية المحتملة التي يمكن تحقيقها لبناء مستقبل مزدهر للشعب الفلسطيني”.
كما أكدت حركة فتح مقاطعة مؤتمر البحرين، معتبرةً أنه يهدف إلى تمرير صفقة العار من البوابة الاقتصادية والإنسانية، وأوضح المتحدّث باسم حركة فتح أسامة القواسمي في بيان أسباب رفض حركته لعقد مثل هذا المؤتمر والدعوة لمقاطعته، مشيراً إلى أن البيت الأبيض قد عاث بحقوق الشعب الفلسطيني خراباً ودماراً وضرب الأسس والمرجعيات التي انطلقت منها العملية السياسية، خاصة في ملفي القدس واللاجئين، وذلك عدا عن معاداته للشعب الفلسطيني وتجويع أطفاله من خلال قطع المساعدات كاملة عنه.
وقال القواسمي: “إن الهدف من وراء هذه الدعوة وورشة العمل هو جلب الفلسطينيين للبدء بتنفيذ صفقة العار من البوابة الاقتصادية تحت حجة نقل الشعب الفلسطيني إلى واقع أفضل”، ورأى أن الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية موحدون في رفض صفقة العار ورفض الدعوة الأمريكية الإسرائيلية للمؤتمر الاقتصادي في البحرين. ولفت القواسمي إلى أن المسار السياسي المستند للشرعية الدولية هو الكفيل بحل القضايا الاقتصادية وليس العكس، مؤكداً أن أحداً غير مخوّل للحديث باسم الشعب الفلسطيني.
وكان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني أطلق موقفاً واضحاً برفض اللجنة القاطع للمشروع الأميركي لتصفية القضية الفلسطينية المسمّى بـ “صفقة القرن،” واعتبر أن المؤتمر الذي تدعو إليه الولايات المتحدة في البحرين هو الفصل الأول من المشروع الأميركي الذي بدأ تطبيقه سياسياً، وأكّد أن هذه الدعوة هي عملياً جزءاً مكملاً للمشروع الأميركي التصفوي.
وتعليقاً على موقف البحرين باستضافة الورشة، اعتبر مجدلاني أن أي مشاركة فلسطينية على أي مستوى من المستويات هو تعامل مع الولايات المتحدة و”إسرائيل”، والمتعامل مع “إسرائيل” هو خائن.
كما رفضت فصائل المقاومة الفلسطينية استضافة البحرين للورشة الاقتصادية، معتبرة أن المشاريع الاقتصادية، لن تحجب وجه “صفقة القرن” الخبيث، واعتبرت أن القضية الفلسطينية حقوق وطنية غير قابلة للمساومة والبيع، وبالتالي فإن المشاريع الاقتصادية والوعود الخيالية، لن تحجب الوجه الخبيث الذي تحمله “صفقة القرن” والتي تمثّل منحاً خطيراً لتصفية القضية الفلسطينية، وأكدت رفضها القاطع لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، حيث أن التطبيع يمثل خيانة للقضية، وطعنة غادرة لتضحيات الشعب الفلسطيني.
ودعت فصائل المقاومة الفلسطينية شعوب الأمتين العربية والإسلامية إلى نبذ المطبعين والتبرؤ منهم ودعم صمود وثبات الشعب الفلسطيني، وأكدت على وحدة الشعب الفلسطيني، واستمرار مسيرات العودة بطابعها الشعبي وأدواتها السلمية، لمواجهة “صفقة القرن” وتحقيق أهداف الفلسطينيين بالحرية والعودة والحياة الكريمة. وفي السياق ذاته، دعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إلى الشروع في تنفيذ قرارات مقاطعة الكيان الصهيوني.
ميدانياً، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة القدس المحتلة والخليل وبيت لحم وقلقيلية بالضفة الغربية واعتقلت 13 فلسطينياً بينهم طفل جريح، كما اقتحمت مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم بالضفة وأطلقت الرصاص الحي تجاه الفلسطينيين ما أدى إلى إصابة شابين تمّ نقلهما إلى إحدى المستشفيات في مدينة بيت لحم لتلقي العلاج.
وأصيب فتى فلسطيني برصاص قوات الاحتلال في بلدة الخضر جنوب بيت لحم قبل أن تعتقله، فيما اقتحم عشرات المستوطنين الإسرائيليين المنطقة الأثرية في بلدة سبسطية شمال نابلس بالضفة تحت حماية قوات الاحتلال، وقال رئيس بلدية سبسطية محمد عازم: “إن عشرات المستوطنين اقتحموا المنطقة الأثرية وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال”.