لوحة ب 50 مليون دولار لمارك روثكو
بيع مؤخراً في مزادات سوثبي نيويورك لوحة للفنان مارك روثكو بمبلغ تجاوز الخمسين مليون دولار ضمن مجموعة متحف سان فرانسيسكو للفن الحديث، وروثكو مات منتحراً بعد رفضه بيع أعماله لمن لا يستحقها ولا يقدرها وهو فنان أمريكي معاصر 1903- 1970 من أصل روسي درس الفن في جامعة يلي وعمل مدرساً في معهد بروكلين ومدرسة نيويورك الفنية، كما ينتمي للمدرسة التعبيرية التجريدية التي تضم جاكسون بولوك ووليام دي كونيينق وآخرين، تأثر فنياً بأسلوب هنري ماتيس أهد أهم فناني التجديد في الفن الحديث.
واللافت أن مدرسة نيويورك التعبيرية التجريدية تلقت دعماً غير محدود من قبل وكالة الاستخبارات الأمريكية من قبل باعتبارها أهم منتج ثقافي أمريكي معاصر يمكن من خلاله مواجهة المد الثقافي الاشتراكي والواقعية الروسية أثناء الحرب الباردة والتي شاعت في أوروبا وكادت تسحب البساط الثقافي الأمريكي من العالم.
وتعتبر مدرسة نيويورك إلى جانب التعبيرية والتجريدية مرحلة متقدمة على السوريالية في جانب العفوية والتلقائية والسعي لسيطرة اللاوعي على الإنتاج الإبداعي وتسعى للتمرد والفوضوية والعدمية في الممارسة العملية، ورأى النقاد والمسؤولون عن الثقافة الأمريكية فيها ملاذاً للفكر الحر والأسواق الحرة، وتحدي لكل أساليب الواقعية الاشتراكية فدخل الفن ضمن أدوات الحرب الباردة ولا نستغرب وصول أعمال رواد الفن في نيويورك وهذا الاتجاه من الفنون إلى هذه الأسعار العالية والمبالغ الفلكية، وقد اعتبرت إحدى المجلات الفنية الأوربية إن ما يحصل في سوق الفن وتحديداً لرموز التشكيل في أمريكا في الفترة 1950-1967 أساليب إمبريالية استعلائية مغامرة مدعومة بتنظيرات نقدية مأجورة غير حيادية تشيع ثقافة أمريكية مضمونها العبث: “الفن مغامرة في عالم مجهول لا يمكن اكتشافه إلا من قبل أولئك المستعدين للمغامرة”.
أكسم طلاع