الموساد يشيد بالعلاقات “القوية” مع الاستخبارات السعودية!
لم تعد العلاقات بين كيان الاحتلال الإسرائيلي ونظام آل سعود سرية، فمسار التطبيع مستمر بوتائر عالية، ما دفع صحيفة “معاريف” إلى القول: “إن الإعلام السعودي قد تفوّق على الإسرائيلي في الدفاع عن الصهيونية”. وفي جديد مسار التطبيع، كشف الرئيس السابق للموساد تامير باردو، بشكل غير مباشر، عن لقاء جمعه بمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية السابق مايكل موريل يوم الأربعاء الفائت، وفق ما ذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، والتي أضافت: “إن الاثنين كانا يتناقشان في قوة التعاون بين الوكلاء الإسرائيليين ووكالات الاستخبارات في مختلف البلدان، حيث بدأ باردو يعدّد بعض من يتعاون معهم الموساد، ثم بشكل غير متوقّع ذكر السعوديين”، لافتاً إلى أنهم -الموساد وعملاء المخابرات السعودية- يتواصلون ومنسجمون بشكل جيد.
وتكشّف خلال السنوات الماضية عمق العلاقات التي تجمع نظام بني سعود وكيان الاحتلال، التي وصلت حد الجهر بها مع وصول محمد بن سلمان إلى منصب ولي عهد ملك النظام السعودي، بينما تؤكّد تقارير أن الاتفاقات بين عدد من الأنظمة الخليجية، وخاصة السعودية والبحرينية ومشيخة قطر، مع هذا الكيان تشمل المجالات السياسية والعسكرية والاستخباراتية، وتتعزّز فيما يخص دعم التنظيمات الإرهابية في سورية بالمال والسلاح.
باردو قال خلال اللقاء أيضاً: “يمكنك أن تكون عدواً عندما تخرج من الغرفة، لكن عندما تكون جالساً معنا، يمكنك تبادل الخبرات الخاصة بك، يمكنك التحدّث كثيراً، ويمكنك التعامل مع العديد من العقبات”، وأضاف: “يمكنهم قتال بعضهم البعض بشكل جيد للغاية، لكن يمكنهم التحدث والتواصل أيضاً بشكل جيد للغاية”.
وبحسب الصحيفة، فإن تصريح باردو يؤرّخ أن التعاون الاستخباري الإسرائيلي السعودي يعود إلى فترة سابقة، حيث شغل منصب مدير الموساد من عام 2011 لغاية آذار 2016.
وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو كشف العام الماضي عن تعاون على مختلف المستويات مع أنظمة عربية، لافتاً إلى إجراء اتصالات بصورة غير معلنة وأوسع نطاقاً من تلك التي جرت في السابق، فيما أكد رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي غادي ايزنكوت أن ابن سلمان التقى ما يسمى رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات، وأضاف: إن اللقاء تطرّق لمواجهة ما سماه التهديدات الإيرانية، مؤكداً تطابق الرؤى والمصالح بين كيانه والنظام السعودي.
يأتي ذلك فيما جددت وزارة الخارجية الفلسطينية إدانتها اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة على المسجد الأقصى المبارك، مطالبة المجتمع الدولي بضرورة التحرك الفوري لوقفها، وأكدت أن اقتحام قوات الاحتلال باحات المسجد الأقصى والاعتداء على الفلسطينيين وإجبارهم على الخروج منه بالقوة انتهاك صارخ للقانون الدولي.
وأشارت إلى أن هذا الاعتداء ليس الأول الذي يتعرّض له المصلون الفلسطينيون منذ بداية شهر رمضان حيث تقتحم قوات الاحتلال باحات المسجد بشكل متكرر واستفزازي وتعتدي على المصلين أثناء خروجهم من المسجد. ولفتت الخارجية الفلسطينية إلى أن هذه الاعتداءات تأتي في إطار مخطط سلطات الاحتلال لفرض أمر واقع بخصوص تهويد الحرم القدسي والسيطرة عليه.
بالتوازي، اقتحمت قوات الاحتلال مدن القدس المحتلة والخليل وطولكرم وبيت لحم، وداهمت منازل الفلسطينيين وفتشتها، واعتقلت 10 منهم.
وفي ردود الفعل حول ما تسمى “صفقة القرن”، أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران علي لاريجاني أن التحرّكات الغربية الشريرة ضمن “الصفقة” تهدف لتصفية الحقوق الفلسطينية المشروعة، وقال، خلال اجتماع لمجلس الشورى، “نشاهد في الظروف الراهنة بعض التحركات الشريرة في المنطقة تحت عنوان “صفقة القرن”، ويأتي هنا الترويج لورشة ستعقد في البحرين حول هذه الصفقة أيضاً ومن المخزي لجميع الدول المشاركة في هذه التحركات وتنفيذ هذه الصفقة”.
وأوضح لاريجاني أن ما تسمى “صفقة القرن” تتجاهل متطلبات السلام الحقيقي وحقوق الشعب الفلسطيني فيما تزيد من سيطرة وهيمنة الكيان الصهيوني على الأراضي المحتلة، مشيراً إلى أن بعض الأنظمة في المنطقة تسير في ركب هذه الصفقة وتسعى لتمريرها.
وأشار لاريجاني إلى أهمية يوم القدس العالمي الذي يصادف يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان المبارك، مضيفاً: “إن الهدف من هذا اليوم إيصال صرخة للعالم بأسره لإحياء حقوق الشعب الفلسطيني والدفاع عنها والرد على بعض السلوكيات العدوانية في الساحة الدولية والمنطقة والرامية لتصفية القضية الفلسطينية”.