الاشتباكات العنيفةتقترب من وسط طرابلس
أعلنت مصادر ليبية بأن خط المواجهات العنيفة تقترب من أحياء وسط العاصمة طرابلس، حيث يتقدّم “الجيش الوطني الليبي” بقيادة المشير خليفة حفتر على قوات حكومة الوفاق المعترف بها دولياً، وأكد مساعد رئيس أركان “الجيش الوطني”، سراج المجبري، أن قوات الجيش الليبي أحرزت تقدماً في منطقة صلاح الدين، التي تبعد بضعة كيلومترات عن وسط العاصمة. وذكر سكان أن مواجهات عنيفة تدور على طول طريق استراتيجي يربط العاصمة بمطار طرابلس الدولي، الذي توقّف عن العمل عام 2014.
ونشرت شعبة الإعلام الحربي التابعة لـ”الجيش الوطني الليبي” مقطع فيديو قيل إنه يظهر اللحظات الأولى لاقتحام قوات حفتر منطقة الأحياء البرية في طرابلس.
من جانبها، أكدت عملية “غضب البركان” التي أطلقتها قوات حكومة الوفاق بغية التصدي لزحف قوات حفتر نحو العاصمة، أن منطقة صلاح الدين تتعرّض لقصف جوي من قبل طيران “الجيش الوطني”.
ونشرت وزارة الداخلية التابعة لحكومة الوفاق صوراً تظهر عناصر مسلحين نشروا لضمان أمن المقار والبعثات الدبلوماسية في المدينة.
وحسب الإحصاءات الأممية، أودى القتال الذي اندلع في محيط طرابلس أوائل نيسان، إثر بدء قوات حفتر التقدّم على المدينة، معقل حكومة الوفاق، بأرواح 562 شخصاً على الأقل، بمن فيهم ضحايا مدنيون.
إلى ذلك، أكدت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا أن الحريق الذي اندلع في مستشفى النفط في طرابلس غرغور يوم الجمعة الفائت، كان نتيجة لقصف مباشر على مبنى المستشفى، حسب نتائج التحقيق، وأضافت: إن التحقيقات التي أجراها جهاز الأمن الداخلي، إضافة إلى تقرير المباحث الجنائية، بعد فحص الحطام الذي وجد في المخزن المدمّر، أظهرت أن الحريق نتج عن قصف مباشر.
ودانت المؤسسة الوطنية للنفط استهداف المنشآت المدنية والمرافق الطبية، معتبرة إياها “جريمة حرب”، وانتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي، وطالبت بإجراء تحقيقات دولية ومقاضاة مرتكبي هذه الأفعال الشنيعة، ولفتت إلى أن الحادث لم يسفر عن أي إصابات، إلا أنها أعربت عن بالغ قلقها إزاء المحاولات الرامية إلى تعريض حياة مرضى المستشفى وموظفيه للخطر.
وفي هذا السياق، قال رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط المهندس مصطفى صنع الله: إن استهداف مثل هذه المرافق يعتبر عملاً شنيعاً، مطالباً بوقف فوري لإطلاق النار من أجل وضع حد لهذا العنف العبثي.
يشار إلى أن المؤسسة الوطنية للنفط شكّلت لجنة تحقيق رسمية، وقالت: إنها على تواصل مستمر مع السلطات المحلية لمعرفة أسباب الحريق.
في الأثناء، أعلن مكتب المدعي العسكري التابع للجيش الوطني الليبي الذي يقوده خليفة حفتر، أن الطيار “المرتزق” البرتغالي الذي أسقطت طائرته مطلع الشهر الجاري، يقبع في سجن بمدينة بنغازي شرقي البلاد.
وكشف عادل الحضيري من مكتب المدعي العام العسكري أن الطيار البرتغالي جيمي ريس اعترف بمعلومات وصفها بالخطيرة، وقال: “الطيار المرتزق كشف عن أن تجنيده كمرتزق في قاعدة الكلية الجوية في مصراتة لم يكن فردياً، بل كان ضمن عملية منظمة بدأت منذ أكثر من أربع سنوات بهدف بناء قوة جوية في المدينة، بعد أن رفض الطيارون الليبيون القتال مع المليشيات الإرهابية التي تسيطر على المدينة”، وأضاف: إن “الطيار المرتزق اعترف بأن قاعدة الكلية الجوية بمصراتة فيها طيارون وفنيون مرتزقة من البرتغال، وأوكرانيا، والإكوادور”، مؤكداً “أن هناك طيارين ومهندسي طيران وفنيين من الإكوادور، وفنيين يعملون في القاعدة منذ 2014، إضافة إلى طيارين آخرين من البرتغال”.
وأقر الطيار البرتغالي بأن طيار برتغالياً آخر “شارك في معارك سرت في حزيران 2016 وسقطت طائرته الميراج غرب المدينة ما أسفر عن مقتله”.
يذكر أن مضادات الجيش الوطني نجحت في 7 أيار في إسقاط طائرة حربية تابعة لحكومة الوفاق حاولت الهجوم على مواقع للجيش في منطقة وادي الهيرة، الواقعة بين مدينتي طرابلس وغريان، وألقت القبض على الطيار. وعرّف قائد الطائرة وهي من طراز ميراج “إف – 1” بنفسه على أنه برتغالي واسمه جيمي ريس، ويبلغ من العمر 27 عاماً، فيما نفى الجيش البرتغالي وجود طيار بهذا الاسم في صفوفه، وأعلنت السلطات هناك أنها تتحقق من هويته.