الصفحة الاولىصحيفة البعث

الانتخابات الأوروبية: اليمين يحقّق تقدماً.. والاتحاد ينجو من التفكك

رغم التقدّم الكبير الذي أحرزته أحزاب اليمين في انتخابات البرلمان الأوروبي، إلا أنها لم تتمكّن من الحصول على النسبة التي تخوّلها التحكم في مصير الاتحاد، حيث أظهرت النتائج الأولية للانتخابات الأوروبية تقدّم حزب الشعب الأوروبي اليمين الوسط، وفوزه بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان.
وكشفت النتائج الأولية عن تناغم المزاج السياسي الداخلي بكل بلد مع هوية نوابه الذين انتخبهم لتمثيله ببرلمان القارة، مع بعض الاستثناءات في فرنسا واليونان.
وانطلقت انتخابات البرلمان الأوروبي الخميس في كل من بريطانيا وهولندا، وانتهت الأحد في باقي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
الناطق باسم البرلمان جاومي دوتش، قال: إن حزب الشعب الأوروبي فاز بـ 178 مقعداً متقدّماً على خصمه التقليدي تحالف الاشتراكيين والديمقراطيين المحسوب على اليسار الوسط الذي حصد 152 مقعداً، بينما فازت سائر الأحزاب اليمينية والشعبوية والمشككة بأوروبا بأكثر من 100 مقعد، وأضاف: “لا أحد يمكنه أن يصبح رئيس المفوضية دون أن يحصل على دعم 376 من أصل 751 نائباً أوروبياً”، مشيراً إلى أن رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، سيجتمعون للبحث في التعيينات المقبلة.
رئيس حزب الشعب الأوروبي جوزيف دول، أكد أن مرشح مجموعة اليمين الوسط الأوروبي مانفريد فيبر سيكون رئيساً للمفوضية، بينما انطلق العمل على تأليف تحالفات في هذا الإطار.
وحزب الشعب الأوروبي هو حزب سياسي تأسس في عام 1976 من الأحزاب الديمقراطية، وتمّ توسيع عضوية الحزب ليشمل أحزاباً محافظة وأحزاباً سياسية أخرى تنتمي إلى يمين الوسط.
وجاءت نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي متناغمة مع تغير الخارطة السياسية للأحزاب في الدول الأوروبية، حيث تصدّر حزب “بريكست” نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي في بريطانيا على حساب المحافظين، بينما حل ثانياً حزب الديمقراطيين الأحرار، المؤيد للبقاء في الاتحاد الأوروبي.
ودعا زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربين، الذي حل ثالثاً، إلى مطالبة الرأي العام البريطاني مجدّداً بإصدار حكمه بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي، إما من خلال انتخابات عامة أو استفتاء ثانٍ.
وكانت زعيمة التجمع الوطني في فرنسا مارين لوبان أعلنت فوز حزبها في انتخابات البرلمان الأوروبي، وقالت: “لم يتبقّ أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سوى حل الجمعية الوطنية”، ورأت في النتائج “انتصاراً للشعب واستعادة للسلطة”.
وحقق الحزب الحاكم في المجر انتصاراً على المعارضة من يسار الوسط واليمين المتطرف، بعد نيله 56% من الأصوات متقدّماً بأكثر من 45 نقطة على المعارضة.
وفي النمسا حلّ الحزب المحافظ برئاسة المستشار سيباستيان كورتز في الطليعة متقدماً على الاشتراكيين الديمقراطيين، بينما كشفت استطلاعات رأي عن تعرّض حزبي الائتلاف الحاكم في ألمانيا لخسائر كبيرة في انتخابات البرلمان الأوروبي.
وذكر موقع دويتشه فيله الألماني أن تحالف المستشارة أنجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي حصل في الانتخابات على نسبة 28 بالمئة من الأصوات، وخسر نحو ثمانية بالمئة مقارنة مع الانتخابات الماضية عام 2014، بينما تعرّض الحزب الاشتراكي الديمقراطي لخسارة تاريخية بحصوله على 15.5 بالمئة من الأصوات، وبالتالي خسر نحو 12 بالمئة من الأصوات.
وحقق حزب الخضر المعارض في ألمانيا مفاجأة كبيرة بحلوله بالمركز الثاني بعد التحالف المسيحي وبحصوله على 22 بالمئة من الأصوات، ويتوقّع أن يحصل حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني على 10.5 بالمئة من الأصوات، أي بزيادة أكثر من ثلاثة بالمئة مقارنة مع الانتخابات السابقة.
وفي إيطاليا، احتفى نائب رئيس الوزراء، وزير الداخلية الإيطالي وزعيم “حزب الرابطة” اليميني ماتيو سالفيني بفوز أقصى اليمين في البرلمان الأوروبي، وغرّد على تويتر مرحّباً بهذا الفوز، واصفاً ذلك بـ”النجاح الذي لا يصدق” لحزبه، لكنه قال: إن ذلك لن تكون له عواقب على الحكومة الائتلافية الإيطالية. واعتبر أن نتيجة الانتخابات ستشجع دعواته لإجراء إصلاحات جذرية في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك وضع حدّ لقواعد ضبط الميزانية، وأشاد بنجاح شركائه في فرنسا والمملكة المتحدة، والعديد من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، وقال: “هذه إشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي يتغيّر”.
وحقّق حزب الرابطة المناهض للهجرة فوزاً تاريخياً في إيطاليا، بحصوله على ما بين 27 و31% من الأصوات، حسب استطلاعات الخروج من مراكز الاقتراع، ما يجعل أقصى اليمين القوة الأولى في البلاد. لكنّ حركة “خمس نجوم”، التي تشارك الرابطة في الائتلاف الحكومي، تلقت هزيمة على يد الحزب الديمقراطي، العائد بقوة إلى الساحة، والذي حقق المركز الثاني بنسبة تراوحت بين 21 و25%، وفق استطلاعات جرت بعد إغلاق مراكز الاقتراع.
أما في اليونان، فمُني رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس بانتكاسة كبيرة، بينما حصل حزب العمال الاشتراكي الإسباني على 20 مقعداً من أصل 54 لإسبانيا في البرلمان الأوروبي، بعد فرز نحو 95 في المئة من أصوات الناخبين. وتشير استطلاعات الرأي، إلى حصول الأحزاب اليمينية على نتائج أفضل من الانتخابات الأخيرة، لكنها لن تكون قادرة على ضمان الأغلبية في البرلمان الأوروبي.