إعلام العدو يقر بدور الاحتلال في فبركة مسرحيات “الكيميائي” الجعفري: التنظيمات الإرهابية و”التحالف” وميليشياته سبب معاناة السوريين
أوقعت وحدات من قواتنا المسلحة أمس قتلى ومصابين في صفوف المجموعات الإرهابية بينهم جنسيات أجنبية خلال ضربات مركّزة استهدفت تجمعاتهم في ريف حماة الشمالي.
وخلال جلسة لمجلس الأمن، أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن السبب الرئيسي لمعاناة السوريين هو التنظيمات الإرهابية و”التحالف الأمريكي” غير الشرعي وأدواته وميليشياته العميلة، مشدداً على أن سورية تطالب مجلس الأمن بالتحرك لوقف ممارسات النظام التركي الرامية إلى تغيير الهوية والطابع الديموغرافي للمناطق التي يحتلها.
وبعد سنوات من النفي والتواري خلف أكذوبة “العمل الإنساني”، وبعد افتضاح أدوارها المباشرة في دعم التنظيمات الإرهابية على وقع الانتصارات الحاسمة للجيش العربي السوري على الإرهاب، وتقزم المجاميع الإرهابية، وتضاؤل الرهانات عليها في تنفيذ مخططاتها في سورية، أقرت وسائل إعلام الكيان الصهيوني بدور الاحتلال الإسرائيلي في الفبركات والمسرحيات التي كانت تنفّذها وتسوّقها التنظيمات الإرهابية حول استخدام السلاح الكيميائي.
وفي التفاصيل، نفّذت وحدات من الجيش عمليات مكثّفة على تجمعات ومحاور تحرك إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات المرتبطة به في أطراف بلدات مورك والزكاة والأربعين بالريف الشمالي، وأسفرت العمليات عن مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين بينهم جنسيات أجنبية تسللوا عبر الحدود التركية وتدمير أوكار وكميات من الأسلحة والذخيرة لهم.
في الأثناء، أفاد مراسل “سانا” في حماة بأن المجموعات الإرهابية واصلت خرقها اتفاق منطقة خفض التصعيد، واعتدت بعد ظهر أمس بعدد من القذائف الصاروخية على مدينة سلحب شمال غرب مدينة حماة، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية في المنازل والممتلكات، واندلاع حرائق في بعض الحقول الزراعية والأحراج.
سياسياً، قال الدكتور بشار الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن: إن دولاً أعضاء في مجلس الأمن تستغل الشأن الإنساني لاستهداف سورية، والإساءة إلى جهود مؤسسات الدولة فيها، ومحاولة تشويه صورتها، وتأليب الرأي العام عليها، وأوضح أن تنظيم جبهة النصرة الإرهابي يسيطر على معظم مساحة محافظة إدلب، ويواصل اعتداءاته على المناطق المجاورة وعلى نقاط الجيش العربي السوري ومن حق الدولة وواجبها حماية مواطنيها من الإرهاب.
وأشار مندوب سورية الدائم إلى أن اجتماع استخبارات النظام التركي مع ممثلين عن تنظيم جبهة النصرة والتنظيمات الإرهابية المرتبطة به يثبت مجدداً دعم النظام التركي لهذه التنظيمات، مبيناً أن الولايات المتحدة وإرهابييها يواصلون احتجاز آلاف المدنيين في مخيم الركبان بمنطقة التنف المحتلة، ويرفضون تفكيك المخيم، موضحاً أن ميليشيا “قسد” العميلة للولايات المتحدة ارتكبت مجازر، ومارست البطش والاعتقال والتعذيب بحق السوريين الذين يطالبون بحقوقهم وبعودة مؤسسات الدولة إلى مناطق وجودها.
وقال الجعفري: إن سورية تؤكد مجدداً أن وجود أي قوات عسكرية أجنبية على أراضيها دون موافقتها هو عدوان واحتلال، وسيتم التعامل معه على هذا الأساس، وأضاف: إن سورية لن تألو جهداً في تخليص أبناء محافظة إدلب من سيطرة التنظيمات الإرهابية وفي وضع حد لاعتداءاتها على المدنيين في البلدات والمدن المجاورة، وهي عازمة على تحرير كامل ترابها الوطني من أي وجود أجنبي غير شرعي، وأكد أن سورية حذّرت مراراً من دعم بعض الدول للإرهاب ومن سعيها للاستثمار فيه لزعزعة أمن واستقرار دول بعينها خدمة لأجنداتها السياسية، لافتاً إلى أن تجاهل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” الإرهاب الاقتصادي المتمثل بالإجراءات الأمريكية القسرية أحادية الجانب على سورية أمر غير مقبول، ويجب عدم استمراره.
ولفت الجعفري إلى أن مندوبي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا يستمرون باستغلال منبر مجلس الأمن لحماية الإرهابيين وعرقلة تقدم الجيش العربي السوري في مواجهة التنظيمات الإرهابية التي تدعمها هذه الدول، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تقول للإرهابيين في سورية: إن السبيل الوحيد لإنقاذكم هو استخدام مواد كيميائية ضد المدنيين وفبركة أدلة، ومن ثم اتهام الدولة السورية بذلك.
هذا وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سيد عباس موسوي ضرورة احترام سيادة سورية وحقها بتطهير كامل أراضيها من الإرهابيين، وشدد، خلال مؤتمر صحفي، على رفض التدخل الخارجي بشؤون سورية، وعلى أن شعبها وحده من يقرر مستقبل بلاده، وأضاف: “إن إيران تعارض بشدة تدخل الآخرين بالشأن السوري، وعلى الذين دخلوا سورية دون إذن الحكومة الشرعية الخروج منها شاؤوا أم أبوا”، ودعا الدول الإقليمية والجارة إلى العمل وفق الاتفاقيات التي تمّ التوصل إليها، و”الكف عن التدخل بالشأن السوري وترك الشعب يقرر مستقبله السياسي بنفسه”.
في غضون ذلك، أقرت وسائل إعلام الكيان الصهيوني بدور الاحتلال الإسرائيلي في الفبركات والمسرحيات التي كانت تنفّذها وتسوّقها التنظيمات الإرهابية حول استخدام السلاح الكيميائي.
الاعتراف الإسرائيلي جاء عبر القناة (12) في تقرير متلفز بثته أول أمس، حيث أكدت أن حكومة الكيان الصهيوني هي من تقف وراء فبركة مسرحيات استخدام الجيش العربي السوري للسلاح الكيميائي ضد المدنيين في المناطق التي كانت تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية من خلال الإشراف بالتعاون مع إرهابيي “الخوذ البيضاء” على تدريب المجموعات الإرهابية لتنفيذ تلك المسرحيات التي أوكلت لوسائل الإعلام الغربية والخليجية تسويقها لتكون ذرائع للولايات المتحدة وبعض الدول الغربية بغية تنفيذ عدوان عسكري على الدولة السورية يمهّد الطريق أمام أدواتها ومرتزقتها من مجاميع الإرهاب للتمدد والسيطرة.
وبالعودة إلى الوراء نجد أن واشنطن وحلفاءها الغربيين نفّذوا بالفعل اعتداءاتهم على سورية أكثر من مرة، متخذين من تلك الفبركات “مبررات” لهذه الاعتداءات كالعدوان على مطار الشعيرات بريف حمص في نيسان من العام 2017، ثم العدوان الثلاثي (الأمريكي البريطاني الفرنسي) في نيسان من العام الماضي، وكل هذا عدا عن الحصار الاقتصادي الجائر الذي فرضته واشنطن على الدولة والشعب في سورية تحت نفس العنوان.
وإذا كان إقرار وسائل إعلام الكيان الصهيوني بدور حكومتها المباشر في دعم التنظيمات الإرهابية في سورية يشكّل أول اعتراف واضح وجلي وواسع النطاق في هذا الخصوص، فقد سبق لرئيس أركان العدو السابق جادي ايزينكوت أن اعترف في مقابلة أجرتها معه صحيفة (صنداي تايمز) البريطانية في الـ 15 من كانون الثاني الماضي أن دعم كيانه للتنظيمات الإرهابية في سورية يتجاوز إطار تقديم الدعم الطبي وعلاج الإرهابيين المصابين في المشافي الإسرائيلية ليصل إلى تقديم الدعم بمختلف أنواع الأسلحة الإسرائيلية والتدخل المباشر عشرات المرات من خلال قصف المواقع العسكرية السورية.
ما أضافه اعتراف إعلام العدو بالدعم الإسرائيلي للإرهابيين في سورية يتمثّل في الكشف عن وجه آخر من أوجه ذلك الدعم وفضح حقيقة علاقة منظمة ما يسمى “الخوذ البيضاء” الإرهابية بالكيان الصهيوني، ما يعرّي نفي رئيس تلك المنظمة الإرهابية رائد الصالح لوجود علاقة تنسيق وتعاون بين منظمته و”إسرائيل” عبر سلسلة من التصريحات الصحفية.
وسبق أن افتضح أمر العلاقة الوثيقة بين منظمة “الخوذ البيضاء” عندما قامت حكومة الكيان الصهيوني بناء على طلب أمريكي بإخلاء 800 عنصر للخوذ البيضاء مع عائلاتهم من جنوب سورية مع بسط الجيش العربي السوري سيطرته على تلك المنطقة وتطهيرها من الإرهاب إلى الأردن.
اعترافات وسائل إعلام العدو بالعلاقة الوثيقة بين حكومة الكيان ومنظمة “الخوذ البيضاء” تضيف صفحة جديدة إلى السجل المشبوه لتلك المنظمة المليء بالوقائع التي تؤكد أنها منظمة إرهابية تتلطى خلف تقديم خدمات إنسانية لتنفذ أجندات ومخططات لا يقل دورها خطورة عن دور تلك المجاميع الإرهابية التي انحصر دورها في نشر التدمير والتخريب وإشاعة الفوضى تمهيداً لفرض مخططات مشغليها في الخارج.
من جهة ثانية، أكد كبير الباحثين في قسم الدراسات العربية والإسلامية في معهد الاستشراق الروسي بوريس دولغوف أن النهج العدواني للولايات المتحدة ضد سورية يشجّع المجموعات الإرهابية المسلحة في إدلب على مواصلة تصعيد نشاطهم الإرهابي، وقال دولغوف في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو: إن تكثيف الإرهابيين لاعتداءاتهم في محافظة إدلب مرتبط بصورة مباشرة بمحاولات شن الإدارة الأمريكية حملة استفزازية جديدة عبر اتهام الحكومة السورية باستخدام مواد كيميائية، ما يعتبر هراء مطلقاً يراد منه تجييش المجتمع الدولي ضد سورية.
وأضاف دولغوف: إن هذه المحاولات باتت مكشوفة للجميع، وكانت روسيا قد فضحتها بالأدلة القاطعة في وقت سابق، وأعلنت عنها رسمياً، بل ونبّهت من مغبة استخدام هذه المواد من قبل المجموعات المسلحة بغية اتهام الجيش العربي السوري بذلك، لافتاً إلى أن النظام التركي يحفّز الإرهابيين على توسيع وتكثيف أنشطتهم الإرهابية.
وفي مقابلة مماثلة قال رئيس المركز الروسي “القدس” سيرغي بابورين: إن الأمريكيين الذين يحتلون جزءاً من الأراضي السورية يحاولون إطالة عمر الأزمة في سورية بشتى الوسائل، لذلك يعمدون إلى شن حملات الاتهام ضد الحكومة السورية، منوهاً بصمود سورية أمام هذه الاستفزازات. وشدد بابورين على أن روسيا تؤكد على وحدة أراضي سورية وسيادتها واستقلالها التام وإرساء الأمن والنظام والعدالة في جميع أرجائها، لذلك لا مفر من مواجهة العصابات الإرهابية، وأشار إلى أن النظام التركي لا يرغب بالاستقرار في سورية، ويحدد مواقفه تجاهها انطلاقاً من مصالحه الأنانية الضيّقة.