تسريبات العمل الدرامي
لعل أهم ما يشد المشاهد إلى حضور المسلسل التلفزيوني ومتابعة حلقاته الثلاثين -عدا عن كون الدراما فعل محاكاة للواقع تقدم إشباعاً للحاجات المختلفة عبر تجسيد نماذج وشخصيات متعددة- هو “عنصر المفاجأة والغموض” حيث تدفعه رغبته بالتعرف إلى قصة وحكاية جديدة تعبر عن أحد أشكال الصراع في الحياة إلى ترقب حلقات مسلسله المفضل واحدة تلو الأخرى بشوق ولهفة، منتظراً ما ستحمله الحلقة القادمة من أحداث ومفاجآت!، ولكن ماذا سيحدث لو علم المشاهد ما الذي ستؤول إليه جميع مجريات عمله المحبب وكيف ستكون نهايته، ترى هل سيبقى الترقب والانتظار على حاله! وهل سيتمكن المشاهد من متابعة باقي حلقات المسلسل بالشغفذاته؟.
لعل أسوأ ما قد يواجه أي مسلسل تلفزيوني هو “التسريب” سواء تسريب لبعض حلقاته على مواقع الإنترنت أو تسريب تفاصيله وقصته، ونحن هنا لا نتكلم عن المشاهد التي يعمد نجوم العمل إلى عرضها على صفحاتهم الخاصة بقصد الترويج له، بل نقصد بـ” التسريب” سرد الأحداث ومعرفة النهاية التي ستؤول لها مجريات العمل مما يعرض العمل لفقدان “متابعيه” وانصرافهم عنه كما حدث مع بعض الأعمال الدرامية السورية في هذا الموسم الرمضاني حيث تداولت أغلب مواقع التواصل الاجتماعي تفاصيل ما سيحدث، وبكل أسف هذا التسريب أفقد العمل “نكهته” وتشويقه وحرم الملتقي من متعة المشاهدة لأن افتقد عنصر المفاجأة ولم يعد حدثا جديداً طازجاً بل على العكس أصبح حدثا متوقعا ومنتظرا ولا يترك أي صدى أو قيمة، لذلك التسريب يتسبب بحرق العمل بأكمله.
لوردا فوزي