طهران: لا نسعى للحرب.. ولكن سنرد بقوة على أي اعتداء
أعلنت إيران مجدداً استعدادها لتوقيع معاهدة عدم اعتداء مع جيرانها، فيما أكد النائب الأول للرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري، أن الولايات المتحدة ستندم حتماً إذا واجهت إيران، داعياً الأميركيين للعودة إلى لغة العقل، والابتعاد عن ممارسة الضغوط، وترك المنطقة آمنة، وأضاف: إن أعداء إيران يكذبون منذ20 عاماً بالقول إنها تريد صنع قنبلة نووية، فيما “الوكالة الدولية للطاقة الذرية و6 قوى كبرى اعترفت بأن إيران لا تسعى إلى ذلك”.
في سياق متصل أكد متحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، شريف رمضان، أن بلاده التزمت بضبط النفس أمام ممارسات بعض دول الجوار، ولم تتعد على أي دولة منذ انتصار ثورتها، لكنها لن تتوانى عن الرد إذا تعرضت للتهديد، مضيفاً: إيران التزمت بضبط النفس مقابل تصرفات بعض دول الجوار، ولم تتعد على أي دولة منذ انتصار الثورة، وشدد على: “قدراتنا العسكرية موظفة لمواجهة العدو الأمريكي والإسرائيلي، نسعى إلى السلام والصداقة مع دول المنطقة، لكن إذا تحوّلت دول الجوار إلى أداة للعدوان على إيران، فإن سياسة إيران معها ستتغيّر”.
وأكد أن “الحرس الثوري سيرد على أي عدوان، نحن مستعدون للدفاع عن بلادنا، ولا نهاب التهديدات. لا نسعى للحرب، لكننا لا نخشاها، ومتأكدون من أن المنتصر من هذه المواجهة من يمتلك الإرادة الأكثر صلابة. نحن نرصد تحركات القوات الأمريكية في الخليج بشكل آني، وهم لم يعزّزوا وجودهم مقارنة بالسابق”. وأضاف: “القوات الأمريكية أصبحت أكثر أدباً في الرد على أسئلة الحرس الثوري أثناء عبورها من مضيق هرمز، ولم نشهد أي تغيير في لحن وسلوك القوات الأمريكية. القوات البحرية في الحرس الثوري مستعدة لجميع السيناريوهات، ونحن قادرون على تأمين الخليج ومضيق هرمز”.
إلى ذلك أكد سفير إيران في باريس، بهرام قاسمي، استعداد بلاده الدائم للتعاطي والحوار وإزالة سوء الفهم مع بعض دول الخليج، مؤكداً أن لا مكان إطلاقاً للسلاح النووي في العقيدة الدفاعية الإيرانية، مضيفاً: إن بلاده مستعدة للتوقيع على اتفاقية عدم اعتداء مع دول الخليج لبناء الثقة وإزالة مخاوف سببتها أطراف أخرى، واتهم “الآخرين بأنهم هم الذين لم يلبوا لغاية الآن دعوة إيران الخيرة لخفض التوتر، والعمل لترسيخ السلام والاستقرار في المنطقة”. وأوردت السفارة الإيرانية في باريس في تغريدة لها على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” لأن السفير قاسمي قال في كلمة له أمام مؤتمر “خفض التوتر في الخليج”، المنعقد في مجلس الشيوخ الفرنسي: إن “السلاح النووي لم يكن مدرجاً أبداً في أي وقت من الأوقات في العقيدة الدفاعية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبأن لا مكان إطلاقاً للسلاح النووي في العقيدة الدفاعية الإيرانية”.
بالتوازي، جدد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تأكيده أن الإرهاب الاقتصادي الذي يمارسه “فريق باء” يصيب الشعب الإيراني بأذى، مضيفاً إنه يثير التوتر في المنطقة، مشيراً إلى أن إجراءات الرئيس الأميركي لا أقواله ستثبت إن كان يسعى إلى هذا الهدف أيضاً، فيما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي أن الدبلوماسية الإيرانية بدأت مرحلة جديدة، لافتاً إلى أن وزير الخارجية الإيراني سيجري مباحثات مع دول أخرى خلال الأسابيع المقبلة.
واعتبر موسوي أن إيران لا تتطلع إلى التفاوض مع الولايات المتحدة في الوقت الراهن، مضيفاً: إن بلاده “لا تعير الكثير من الاهتمام لتصريحات ترامب، فالمهم هو تغيير نهج وسلوك الولايات المتحدة”، وتابع: إن “دول جنوب الخليج من أهم الدول المجاورة لإيران”، مشيراً إلى أن فكرة اتفاقية عدم الاعتداء ليست جديدة، فقد تم عرضها في السابق من قبل وزير الخارجية في إطار مجمع الحوار الإقليمي، وأردف قائلاً: إن إيران تسعى إلى رفع التوتر في المنطقة، و”نقدم مقترح اتفاقية عدم الاعتداء بحسن نية، ونأمل من دول الخليج التعامل مع المقترح بحسن نية”.
وشدد موسوي على أن إيران لا تنوي التفاوض مع أي من المسؤولين الأميركيين، داعياً الدول الأوروبية إلى الالتزام بتعهداتها في الاتفاق النووي، فيما ذكر وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه أن العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران هي السبب في مماطلة الصين بإكمال تطوير حقل “بارس” الجنوبي للغاز.