600 مليار دولار.. فاتورة حرب ترامب التجارية ضد الصين
شهدت العلاقات التجارية بين الصين وأمريكا مؤخراً توتراً شديداً بدأ عندما فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوماً على واردات وبضائع صينية بأكثر من 200 مليار دولار، وذلك في محاولة يائسة للضغط على بكين لتقديم تنازلات تجارية غير قانونية، وهو ما ردّت عليه الصين بإجراءات مماثلة، ضمن حقها الطبيعي بالرد، وفرضت زيادة في الرسوم أيضاً على بضائع أمريكية بقيمة 50 مليار دولار.
وفي جديد “حرب ترامب”، فقد حذّرت “بلومبرغ” من تداعيات الحرب التجارية بين بكين وواشنطن على الاقتصاد العالمي، وقالت: إن الحرب دخلت مرحلة خطيرة جديدة، وسط مخاوف من استمرار التصعيد بين أقوى اقتصادين في العالم.
وحسب وكالة “بلومبرغ”، الاقتصادية الأمريكية، فإن استمرار الحرب التجارية يمكن أن يقصي ما قيمته 600 مليار دولار من حجم الناتج المحلي الإجمالي العالمي في العام 2021، وربطت حدوث ذلك بتوسّع الرسوم الجمركية لتشمل كل التجارة بين الولايات المتحدة والصين، وتراجع الأسواق العالمية، رداً على ذلك، معتبرة أن ذروة تأثير الحرب ستكون في 2021.
وقبل “بلومبرغ” توقّعت منظمة التعاون الاقتصادي، في تقرير نشرته الأسبوع الماضي، أن تساهم التوترات التجارية الحالية في تباطؤ الاقتصاد العالمي لينمو 3.2 % خلال العام الجاري، مقارنة بـ 3.5 % العام الماضي.
وقال التقرير: إن الناتج العالمي سينخفض بنسبة 0.7 % في 2021، في حال استمرار العلاقات التجارية العالمية في التدهور، مشدداً على أن نمو الاقتصاد العالمي مشروط بعدم تصاعد التوترات التجارية.
إلى ذلك ذكرت “بلومبرغ” أن قطاع السياحة الأمريكي أصبح ضحية جديدة للحرب التجارية المشتعلة بين الولايات المتحدة والصين أقوى اقتصادين في العالم، وقالت: “إن عدد المسافرين من الصين إلى الولايات المتحدة انخفض خلال العام الماضي بنسبة 5.7 بالمئة، إلى 2.9 مليون مسافر، وهو أدنى مستوى منذ العام 2003”.
وأشارت الوكالة إلى أن أحد أسباب هذا التباطؤ هو التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مبينة أنه بعد تبادل واشنطن وبكين فرض الرسوم الجمركية أصدرت الصين تحذيراً لمواطنيها من السفر إلى الولايات المتحدة، طالبة منهم الحذر من عمليات إطلاق النار والسطو والتكاليف المرتفعة للرعاية الطبية.
وفي السياق ذاته قال وولفغانغ جورج أرلت مدير المعهد الصيني لأبحاث السياحة الخارجية: إن جزءاً كبيراً من المسافرين الصينيين فضّلوا قضاء عطلتهم في بلدهم أو في هونغ كونغ أو تايوان.
من جهتها ذكرت وكالة الأنباء الصينية شينخوا: إن بكين تعتبر صاحبة أعلى متوسّط إنفاق في الولايات المتحدة، مسترشدة ببيانات رابطة السفر الأمريكية، التي تبيّن أن كل سائح صيني أنفق بالمتوسط 6900 دولار في عام 2016، وهو ما يفوق إنفاق السياح القادمين إلى الولايات المتحدة من دول أخرى.
وحذّرت الصين الولايات المتحدة من أن المستهلكين والشركات الأمريكية سيقعون ضحية الاستخدام العشوائي لقرار ترامب بزيادة التعريفات الجمركية على البضائع الصينية.
وفي وقت سابق، أفاد باحثون في صندوق النقد الدولي بأن الشركات الأمريكية هي التي تدفع تقريباً جميع تكاليف الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الواردات الصينية، الأمر الذي يتناقض مع تصريحات الرئيس الأمريكي التي ادعى من خلالها أن الصين هي من يتكبّد الخسائر، فيما أكد باحثون في بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك أن زيادة واشنطن الرسوم الجمركية بنسبة 15 بالمئة على بضائع صينية ستكلّف كل أسرة أمريكية نحو 831 دولاراً سنوياً.