جمباز اللاذقية يصرخ بألم ويشكو قلة الاهتمام وغياب التجهيزات!
اللاذقية– خالد جطل
سنوات طويلة مرت وأنين وآهات “جمباز اللاذقية” مستمرة بغياب الدعم من اتحاد اللعبة، عشاق الجمباز يشتكون من قدم الأجهزة التي فقدت صلاحياتها منذ سنين، فلا يعقل أن يتم التدريب عليها، وغالبيتها تعود إلى أيام دورة ألعاب البحر المتوسط العاشرة عام 1987، حيث أكل الدهر عليها وشرب، ما أدى لتراجع مخيف للعبة، وابتعاد لاعبين كان من الممكن أن يبصموا في سجل الإنجازات، ورغم ما سبق فإن الأمل بغد أفضل هو السمة التي رأيناها على من يقود هذه الرياضة في اللاذقية، ويتضح ذلك من الإصرار بخلق جيل جديد قادر على المنافسة وصنع البطولات رغم ضيق ذات اليد، وقدم الأجهزة، وواقع الصالة تحت مدرجات ملعب الباسل.
ومن منطلق الحرص على إلقاء الضوء على الرياضات المنسية، حاولت “البعث” الإضاءة على واقع اللعبة في اللاذقية على أمل أن تحظى بدعم ورعاية وتجديد أجهزة الصالة في المرحلة القادمة.
الكابتن كرم إسماعيل رئيس اللجنة الفنية للجمباز في اللاذقية تحدث عن واقع اللعبة المرير قائلاً: نبدأ من الصالة وإمكانياتها المحدودة جداً، حيث تعيق عملنا في إعداد اللاعبين بالشكل الأمثل لقدم الأجهزة الفنية للعبة، وانتهاء عمرها الافتراضي، ويمكننا القول إننا نعمل من العدم، فالأجهزة قديمة جداً، وغالبيتها تعود لعشرات السنين، ولابد من استقدام أجهزة جديدة، فاللاعب لدينا يتدرب على أجهزة، وعند الذهاب إلى دمشق للمشاركة ببطولات الجمهورية تختلف عليه الأجهزة، مع العلم أن الأجهزة في دمشق رغم حداثتها عن أجهزة صالتنا، تعتبر قديمة قياساً للأجهزة المعتمدة بالدول المجاورة لنا، يضاف إلى ذلك ضعف البنية التحتية للعبة، وافتقارنا لمواد ضرورية، ومنها المنغيزية المهمة بلعبتنا لمنع الانزلاق عن الأجهزة، وعدم توفر اللباس الخاص باللعبة، ونقص التجهيزات، ومنها “كفوف” الثابت والحق.
وتابع إسماعيل: لا أبالغ إن قلت إن الأجهزة الحالية تعتبر منتهية الصلاحية منذ عام 1998، ومع هذا ورغم انقضاء أكثر من عشرين سنة عن هذا التاريخ مازلنا نعمل ونمضي حباً باللعبة كمدربين ولاعبين وأيضاً الأهالي يدعمون أولادهم ويشجعونهم، وهناك من ابتعد وترك اللعبة، ومن بقي ليواصل مهمته.
وأضاف إسماعيل: رغم ما سبق فإن القائمين على اللعبة من مدربين سابقين وحاليين يواصلون العمل والتدريب، وقد نجحنا بمنافسة محافظات أخرى من خلال نتائج لافتة ببطولات الجمهورية، لكن الغصة بقلوبنا هي المعاناة التي نعيشها، وعدم دعمنا بأجهزة جديدة، وكلنا أمل بأن يتم رفد صالتنا بأجهزة جديدة.
من جهته أشار الكابتن حافظ قدار، أحد نجوم اللاذقية باللعبة سابقاً، إلى أن ضعف الإمكانيات، وضبابية واقع اللعبة أجبرا الكثيرين على الابتعاد كون الرياضة، وفقاً لواقعنا، “ما بتطعمي خبز”، فكيف الحال واللعبة “جمباز، وهي تعاني وتعاني؟!.
وأردف قدار: ماضي لعبتنا كان جميلاً، لكن اللعبة، وبألم أقولها، تراجعت كثيراً ولسنوات، والواقع لا يسر، والسبب الأساسي هو عدم تطوير الصالة ورفدها بأجهزة جديدة، في السابق تفوق لاعبونا لتميزهم بالقوة والمرونة والخفة، فتميزوا بالحركات البهلوانية القوية، وحينها كانت الأجهزة مقبولة، أما الآن فلم تعد تخدم كما السابق، ومطلبنا منذ سنين تجديدها، حلمنا هو رؤية صالة متكاملة بكل شيء لحماية اللاعب من أية إصابة قد يتعرّض لها، وهو همنا الأول، ونحن حذرون جداً بهذا الجانب، الكثير من الأجهزة “اهترت” بفعل السنين، وكلجنة تنفيذية ووفق الإمكانيات المتاحة لها نعمل سوياً لتحسين عمل ونوعية بعض الأجهزة لنستمر بالتدريب، ونحافظ على من تبقى من محبي وممارسي اللعبة.
الجدير بالذكر أن واقع الصالة لا يتناسب مع أساسيات اللعبة، وهي مقامة تحت مدرجات الاستاد طولها 35 متراً، وعرضها 9 أمتار، والمقاييس المعتمدة على أقل تقدير أن يكون الطول 35 متراً، والعرض 20 متراً، وارتفاع السقف لا يقل عن 10 أمتار، ويعاني اللاعبون من ارتفاع درجة الحرارة صيفاً، وبرودة الطقس شتاء، كما تفتقد الصالة لأجهزة الأمان للاعبين، واللافت أن آخر جهاز دخل الصالة هو جهاز القفز، وهو تصنيع محلي من 15 عاماً.