دراساتصحيفة البعث

“قناة فوكس” تفجر مفاجأة عن سورية

ترجمة: سمر سامي السما رة

عن موقع زيرو هيج 25/5/2019

قدم برنامج “تاكر كارلسون تونايت” على قناة فوكس تغطية نادرة لتقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية المسرب، الذي فند فيه الأحداث الرئيسية المحيطة بالهجمات الكيماوية المزعومة على دوما في نيسان 2018،  والتي أدت لشن الولايات المتحدة وحلفائها غارات جوية هائلة على دمشق والآن تلوح مزاعم جديدة في الأفق يمكن أن تؤدي مرة أخرى لشن غارات جوية أمريكية على سورية.

بدأ تاكر ملاحظاته الاستهلالية بأن الوثيقة المسربة تؤكد صحة شكوكه وشكوك غيره في الماضي، يقول مقدم البرنامج: ها نحن هنا مرة أخرى – بعد مرور عام – نواجه مزاعم أخرى حول شن هجوم كيماوي بالقرب من إدلب حيث  تؤكد وزارة الخارجية الأمريكية أنها تتولى التحقيق فيه، و تلوح “بالرد السريع والمناسب” إذا ثبت استخدام الأسلحة المحظورة ، وفقاً لبيان رسمي.

وفي إشارة إلى أحداث دوما العام الماضي، أشار تاكر كارلسون أنه في وقت حدوث هذا في دوما، كان هذا البرنامج يكاد يكون البرنامج الوحيد على التلفزيون الرئيسي الذي يُظهر شكوكاً حول الرواية الرسمية للهجوم”.

وفي سؤال مباشر إلى المنافس الديمقراطي في سباق الرئاسة تولسي جابارد، هل الوثيقة المسربة تقدم أسباباً قوية للشك في الرواية الرسمية المتعلقة بكل من دوما والادعاءات الأخيرة عن إدلب التي قدمتها مجموعات “تنظيم القاعدة، هيئة تحرير الشام، والحزب الإسلامي التركستاني”، كان جوابه أن الإدارة الأمريكية تتواصل مع الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية للحصول على إجابات، لكن جواب تاكر كان واضحاً “لقد بدأت أشك في أننا نلعب هنا”.

تعتبر الوثيقة، التي أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على صحتها أن القصة الرسمية التي اُستخدمت لتبرير الغارة الجوية التي شنتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا حول الغاز السام الذي تم إلقاؤه على المدنيين من طائرات الهليكوبتر التابعة للحكومة السورية أمر غير قابل للتصديق علمياً، وقالت : “باختصار تشير الملاحظات التي تم تقديمها حول المشهد الموجود في الموقعين إلى جانب التحليل اللاحق إلى أن العبوات التي تحوي المواد الكيمياوية لم تلق من الجو، إنما تم وضعها يدوياً.

وقد علق الكاتب الشهير “روبرت فيسك” على البرنامج وأهمية التقرير الذي تم تسريبه،  وخاصة التقييم المخالف الذي لم تشير إليه المنظمة في استنتاجاتها المنشورة، والتي وجد أن هناك  احتمالات كبرى بأن العبوات قد وضعت يدوياً ولم يتم إلقاؤها من الطائرة .

من الصعب الاستهانة بخطورة هذا التلاعب الذي قامت به منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، يقول فيسك. ولعل الأهم  من ذلك، أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أكدت صحة تقرير الخبير الذي قضى معظم حياته المهنية كمحقق تقني على أرض الواقع منذ تأسيس المنظمة. وعلى الرغم من وجود تعتيم كبير من قبل وسائل الإعلام الرئيسة على الوثيقة المسربة، إلا أنه من الممكن أن تتسرب ببطء إلى الخطاب الإعلامي بعد تغطية فوكس لأول مرة في برنامج تاكر.

كما يمكن أن تبدل الوثيقة قواعد اللعبة،  وخاصةً أن التقرير يشير إلى أن موقع العبوات كان عبارة عن كمين، وأن شخصاً ما داخل دوما فور تفجيرات 7 نيسان 2018 وضع العبوات في المواقع التي تم فحصها فيها لاحقاً بواسطة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

مع احتمال قيام جولة جديدة من الهجمات التي تشنها القوات الأمريكية ضد الحكومة السورية بناءً على مزاعم عن هجوم كيماوي جديد في إدلب ، نتساءل ، هل قام الرئيس ترامب بمشاهدة عرض تاكر ليلة الخميس؟