الجــــــــــــــولان لنـــــــــــا..”جرابا”.. سحر الطبيعة وخيراتها
تزهو قرية جرابا في غابة حراجية كثيفة متعانقة الأغصان، تنوس بين الظلال والخضرة من أشجار البطم والبلوط والسنديان والدفلى والسِّدر، كما أن وادي حواء الذي يغسل أقدامها، يزيد الجمال بهاء، ويلون المنظر سحراً أخاذا، فالوادي الذي تشرف عليه القرية بيئة مدهشة للحياة، حيث الأشجار المتنوعة والحيوانات بأنواعها والطيور البرية، إضافة للأسماك التي تسبح بمجراه الأدنى.
وادي حواء من أطول أودية الجولان، لأن بدايات تشكله جنوب غربي مدينة القنيطرة معمقاً مجراه، ليصبح دائم الجريان بعد أن ترفده مياه قرية عين السمسم ومسيلات من قرية نعران، ويزداد غزارة من التقاء عدة أودية سيلية غرب قرية الفاخورة، متابعاً باتجاه قصرين فالسنابر، محاذياً عسلية ومجامع فسويهية فجرابا، وترفده أودية الشيخ موسى ودير الراهب واليعربية، مشكلاً عدداً من المساقط المائية، ليصب في بحيرة طبرية، ويبلغ طوله ستة وعشرين كيلو متراً. تلامس قرية جرابا قرى: عِلمين، المساكيّة، عسلية ومجامع وسويهية، ويفصلها نهر الأردن عن فلسطين المحتلة. إعمار القرية قديم. ودلت التنقيبات الأثرية أنها بنيت فوق أنقاض قرية موغلة بالقدم، وعثر فيها على مدافن رومانية ولُقى وحجارة منحوتة مزركشة، وأجزاء مهدمة من القرية القديمة، كانت تسكنها عائلات الويسية.
تزدان سهول القرية ربيعاً بساطاً أخضر بديعاً ساحراً باهراً جميلاً، يفوح عطراً وأريجاً وبخوراً من أزاهير ونباتات طبية وغذائية كالنَّفل، الأقحوان، الدّودحان، السنيرة وغيرها.
إثر العدوان الصهيوني في الخامس من حزيران عام 1967، قام جيش الاحتلال الإسرائيلي باحتلال القرية وطرد سكانها واقتلعهم من أرضهم وبيوتهم بقوة السلاح، وما تزال القرية محتلة، وأهلها يسكنون تجمعات بدمشق وريفها وهم واثقون من تحرير كل ذرة من تراب الجولان، لأن الاحتلال إلى زوال، وسيعود الجولان أبياً شامخاً لوطنه وشعبه.
محمد غالب حسين