طهران: تصريحات ترامب لا تهمنا.. المهم هو الأفعال
كشف القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي عن امتلاك بلاده منظومة صواريخ موجّهة ضد أهداف متحركة، فيما أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن معيار بلاده في التعامل مع واشنطن هو السلوك العملي، وليس تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمسؤولين الأمريكيين المتناقضة، وقال: إن الطريق للتفاوض لن يكون مغلقاً إن تراجعت أمريكا بشأن التهديد والعقوبات والتزمت بالاتفاقات الدولية، وفي حال كفت عن ظلم الشعب الإيراني، ورفعت العقوبات، وعادت إلى طاولة المفاوضات التي تركوها وقلبوها، مشيراً إلى أن العقوبات الأمريكية استهدفت الشعب الإيراني وليس النظام، مؤكداً أن صمود إيران جعل ترامب يصدر تصريحات متناقضة، وأضاف: ننصحهم باختيار طريق آخر.
يأتي ذلك فيما نفت الخارجية الإيرانية اتهامات مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون لطهران بتفجيرات الفجيرة، التي استهدفت 4 ناقلات نفط، ووصفتها بالمثيرة للسخرية، وقالت في بيان: “اتهامات بولتون لطهران بالمسؤولية عن تفجيرات الفجيرة مرفوضة ومثيرة للسخرية تماماً”، وأضافت: إن “اتهامات بولتون ناتجة عن خطط سياسية مدمرة للفريق (ب)”، وأشارت إلى أنها “لا تستغرب توجيه هكذا اتهامات خلال لقاء بولتون وبن زايد اللذين ينتهجان العداء لإيران منذ وقت طويل”. وختمت بالقول: “على بولتون وجميع من يدقون طبول الحرب والفوضى في المنطقة أن يعلموا أن إيران بصبرها الاستراتيجي ووعيها واستعداداتها الدفاعية ستحول دون تحقيق الأهداف المشؤومة لخلق فوضى عارمة في المنطقة”.
في الأثناء أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي، حشمت الله فلاحت بيشه، أن الأداء المحبط وغير المبال للأوروبيين إزاء خرق الاتفاق النووي سيجعل القارة الخضراء أكثر عرضة للتهديدات، مثل الإرهاب والاتجار بالبشر والمخدرات.
وفي الإشارة إلى ضعف “أوروبا” في الحفاظ على الاتفاق النووي، أعرب عن أسفه تجاه هذا الموقف، مضيفاً: إن “أوروبا لم تقدّر مواقف إيران البنّاءة على الصعيد الدولي، والموقف الأوروبي بشأن الاتفاق النووي اتسم باللامبالاة وعدم الاكتراث، ما سيعرّض هذه القارة لتهديدات عديدة منها الإرهاب والاتجار بالبشر والمخدرات”.
كما بحث مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية عباس عراقجي مع نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في طهران آخر المستجدات حول خطة العمل الشاملة المشتركة الاتفاق النووي وسبل إنقاذه، فيما أعلنت إيران أنها تنتظر رداً من دول الخليج على مقترح الجمهورية الإسلامية حول توقيع معاهدة عدم الاعتداء، معتبرة أن هناك مؤشراً جيداً بخصوص هذه المبادرة، وقال نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي: “الفكرة التي قدّمناها تخص توقيع معاهدة عدم اعتداء بين دول الخليج، وهذه الفكرة مبدئية، لدينا تفاصيل لها، لكننا لم نناقشها، لأننا ننتظر رداً من بلدان المنطقة”، وتابع: “طرحنا هذه المسألة منذ يومين فقط، وبالطبع علينا إعطاؤهم وقتاً كافياً لدراستها.. إلا أننا لم نلق أي ردود أفعال سلبية، مما يمثّل أمراً جيداً”. وشدّد عراقجي على أن “إيران مستعدة لاتخاذ أي إجراءات من أجل بناء الثقة لإقامة علاقات بناء وصديقة مع كل دول المنطقة، بما في ذلك إبرام معاهدة عدم الاعتداء”، وتابع بالقول: “نرغب في أن تجلس دول المنطقة حول طاولة واحدة لتبحث سوية المشاكل القائمة، ومن بينها القضايا المتعلقة بالأمن”.
وسبق أن أعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، خلال زيارة قام بها إلى العراق يوم 26 أيار الحالي، أن بلاده اقترحت توقيع معاهدة خاصة بعدم الاعتداء بين دول الخليج، على خلفية تصعيد التوتر في المنطقة ومخاوف متزايدة من مواجهة عسكرية مباشرة بين إيران والولايات المتحدة.
بالتوازي كشف القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي عن امتلاك بلاده منظومة صواريخ موجّهة ضد أهداف متحركة، وقال: إن امتلاك إيران منظومة صواريخ موجّهة ضد أهداف متحركة هي تقنية لا تتوفر إلا لدولة أو اثنتين في العالم، مشيراً إلى أن إيران اختبرت هذه المنظومة بنجاح قبل اثني عشر عاماً على أهداف بحجم ثلث حاملات الطائرات، وأنها حقّقت التطوّر إلى الحد الذي أصبحت نسبة الإصابة في صواريخها مئة بالمئة.
ولفت إلى أن إيران، وبالرغم من التحديات التي تواجهها، وصلت في مجال الصناعات الدفاعية إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي، مبيناً أن القوات المسلحة الإيرانية نجحت في تصميم وإنتاج أنواع العربات وناقلات الجند والصواريخ والطائرات القتالية والطائرات المسيّرة، وعملت على تطوير صواريخ مختلفة بعيدة وقصيرة ومتوسطة المدى، حيث تمتلك أكبر ترسانة من الصواريخ البالستية في الشرق الأوسط.