رونالدو بين كبار الدوريات الأوروبية رغم كل الانتقادات
انتهى الدوري الايطالي لهذا الموسم بخيباته وأفراحه، ورغم أن يوفنتوس احتفظ بلقبه، إلا أن غياب المنافسة أدخل نادي السيدة العجوز في دوامة من الانتقادات المحقة، نظراً لعدم قدرته على الفوز بأي لقب قاري، أو حتى تكرار سيناريو العام الماضي بحصد الثنائية المحلية على أقل تقدير، لذا سلطت الصحافة الايطالية أقلامها على النادي، وبطبيعة الحال تعرّض النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، أفضل لاعب في ايطاليا لهذا الموسم، للحصة الأكبر من النقد كون استقدامه بالأساس كان للفوز في البطولة الأوروبية الأغلى “دوري الأبطال”، والتي أصبحت عقدة لمحبي النادي كما إدارته، وحتى ننصف اللاعب سنجري مقارنة بين موسمه الأول مع النادي الايطالي وموسم أبرز النجوم العالميين عندما قدموا إلى ايطاليا.
البداية من رونالدو، إذ يعتبر موسمه متميزاً إلى حد ما، صحيح أنه لم يحقق البطولة الأوروبية، لكن أهدافه الخمسة كانت كفيلة بإيصال اليوفي إلى الدور ربع النهائي، حيث أقصي بأقدام أياكس الهولندي، والكل يجمع أنه لولا أداؤه لما وصل الفريق إلى هذا الدور نظراً للصورة الباهتة لزملائه في البطولة، أما على الصعيد المحلي، ورغم تأخر هدفه الأول في الأسابيع الافتتاحية للمسابقة، فسرعان ما دخل في الأجواء وتأقلم مع الكرة الايطالية، وتحول لهداف الفريق بواحد وعشرين هدفاً، بالإضافة لثماني تمريرات حاسمة ساعدت في حسم لقب الدوري مبكراً، وعليه يمكن القول: إن موسم الدون الأول في ايطاليا إيجابي، وبإمكانه البناء على ما حققه في عامه الافتتاحي في تورينو، والتحسن في المقبل رغم التقدم في العمر.
حصيلة رونالدو في موسمه الأول فتحت باب المقارنات مع مجموعة من الأساطير التي مرت على المسابقة، والبداية من الأسطورة الأرجنتينية دييغو مارادونا الذي استطاع الفوز بلقبي دوري خلال سنواته الست التي قضاها مع نادي نابولي، واعتبرته جماهير الجنوب قديسها، لكنه استغرق بعض الوقت ليثبت نفسه في السيري أ، فهز الشباك ثلاث مرات فقط في مرحلة الذهاب من موسمه الأول مع النادي، وهذا يمكن اعتباره طبيعياً، لأن الفريق الذي يلعب معه كان يحتل المركز الثاني عشر، لكنه سرعان ما أنهى موسمه بالمركز الثالث في ترتيب الهدافين برصيد 14 هدفاً، وكان النجم الفرنسي ميشيل بلاتيني لاعب اليوفي متصدر الهدافين حينها.
وبذكر بلاتيني، استغل يوفنتوس انتهاء عقده مع سانت اتيان الفرنسي ووقع مع أحد أهم نجوم كأس العالم 1982، وبدأ بلاتيني ببطء في تورينو، حيث سجل أربعة أهداف بحلول عيد الميلاد (نهاية مرحلة الذهاب)، ومع ذلك أنهى الموسم بـ 16 هدفاً للحصول على أول جائزة من جوائزه الثلاث المتتالية كأفضل هداف وأفضل لاعب.
أما الظاهرة البرازيلية رونالدو، فقد استفاد الانتر من انهيار المحادثات بين برشلونة ووكيل أعمال اللاعب بشأن تجديد عقده، وقدم له صفقة جعلته اللاعب الأغلى في العالم للمرة الثانية، ورغم أنه أرهب دفاعات الأندية الاسبانية وهو في الكامب نو، إلا أن نضوجه الكروي ظهر جلياً في السان سيرو، وسرعان ما كسب لقب “ايل فينومينو” بسبب مآثره في تسجيل الأهداف، فحقق في ذهاب موسمه الأول 9 أهداف، وأضاف 16 نقطة خلال النصف الثاني من الموسم، وحصل على جائزة أفضل لاعب في الدوري الايطالي، وللأسف حرمته الإصابتان اللتان تعرّض لهما خلال سنواته الأربع التي قضاها هناك من هيمنته على كل الأرقام القياسية الفردية في ايطاليا، وبعد أن اكتسب سمعته كأكثر المهاجمين المخيفين في باريس سان جيرمان، وعالم كرة القدم، تعاقد النجم الليبيري جورج واياه مع العملاق الايطالي ايه سي ميلان في صيف عام 1995، ولم يحرز سوى 11 هدفاً فقط في موسمه الأول، لكن ذلك كان كافياً بالنسبة له ليحرز لقب الهداف، ويساهم بتتويج فريقه بالدوري، وإذا انتقلنا إلى نجم الميلان الأوكراني أندريه شفتشينكو الذي دارت حوله التساؤلات عندما انتقل إلى الميلان عام 1999، ما إذا كان بإمكانه تكرار تسجيل أهدافه الرائعة كما كان حاله مع فريق دينامو كييف، لم يتأخر الأوكراني في الرد، حيث سجل 10 مرات في أول ظهور له في دوري الدرجة الأولى خلال الذهاب، وأكملهم إلى 24 هدفاً ليمكن فريقه من التتويج باللقب، ويفوز هو بلقب أفضل لاعب في الدوري، وليصبح شيفا بعدها ثاني أكثر لاعب غزارة في تسجيل الأهداف في تاريخ ميلان.
وأخيراً، بدأ موسم الهولندي ماركو فان باستن بداية سيئة، حيث منعته الإصابة من تسجيل أكثر من 3 أهداف موسم 1988، لكنه عاد في الموسم الثاني بقوة وحقق 19 هدفاً محلياً، و10 أهداف أوروبية مكنت الروسونيري من الفوز بكأس أوروبا، بما فيها ثنائيته الشهيرة في المباراة النهائية أمام ستيوا بوخارست، ليثبت بعدها أنه أحد أعظم لاعبي الوسط الذين شهدتهم اللعبة على الإطلاق.
سامر الخيّر