قوى وأحزاب عربية تدعو لمقاطعة “مؤتمر البحرين” وإسقاط “صفقة القرن”
صعّدت سلطات الاحتلال من عمليات الاستيطان في الضفة الغربية، فأعلنت عن مخطط استيطاني جديد لإقامة 805 وحدات استيطانية في مدينة القدس المحتلة، لتوسيع مستوطنتين مقامتين على أراضي الفلسطينيين في المدينة المقدّسة، ما يهدد بالاستيلاء على مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين، وذلك بعد أقل من شهر على الإعلان عن مخطط تهويدي لإقامة 4927 وحدة استيطانية في الضفة الغربية، فيما اقتحم مئات المستوطنين أراضي واقعة بين حي الطيرة وقرية عين قينيا غرب رام الله، واعتدوا على الفلسطينيين، وسط حراسة مشدّدة من قوات الاحتلال.
كما اقتحمت قوات الاحتلال طوباس والبلدة القديمة في الخليل وقرية اللبن الشرقية جنوب نابلس وبلدة جيوس شمال شرق قلقيلية، وداهمت منازل الفلسطينيين وفتشتها، واعتقلت ستة منهم، فيما قرية العراقيب الواقعة في منطقة النقب بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 للمرة الـ 145.
ويؤكد أهالي قرية العراقيب استمرارهم بمعركة الصمود على أراضيهم وإعادة بناء منازلهم ونصب الخيم مجدداً، مشددين على رفضهم مخططات سلطات الاحتلال، التي هدمت عشرات القرى في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 بهدف تشريد أهلها ومصادرة أراضيهم التي تقدّر مساحتها بمئات آلاف الدونمات ضمن مخطط لتهويد هذه القرى.
وفي الضفة الغربية، اقتحمت قوات الاحتلال منطقة الرأس الأحمر، في الأغوار الشمالية، وهدمت منزلين فلسطينيين ومخزن أعلاف وحظيرة مواش.
بالتوازي، أكد أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، أن فلسطين، وخاصة القدس المحتلة، تتعرّض لمؤامرة من خلال “صفقة القرن”، التي تعد ورشة البحرين إحدى حلقاتها بهدف تصفية حقوق الشعب الفلسطيني، لافتاً إلى أن ما يحدث في القدس هو عمليات تطهير عرقي وجرائم عنصرية شجّع الصمت الدولي سلطات الاحتلال على مواصلة ارتكابها، وأشار إلى أن يوم القدس العالمي هو مناسبة للتأكيد على أن القدس للفلسطينيين، وأن الاحتلال زائل لا محالة، مبيناً أن أفضل رد على استهداف واشنطن والاحتلال للقدس هو استمرار المقاومة من أجل الدفاع عن القدس وحضارتها العربية والإسلامية والمسيحية.
ولفت عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض إلى أن القدس تتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل، الأمر الذي يتطلّب الدفاع عنها وحماية هويتها العربية عبر تعزيز صمود الشعب الفلسطيني، موضحاً أن “صفقة القرن” تستهدف بالأساس القدس وحضارتها، ولذلك يجب التصدي للمحاولات الأمريكية الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد المدينة.
وأشار عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عصام أبو دقة إلى أن يوم القدس العالمي يجب أن يكون هذا العام مختلفاً عن الأعوام السابقة في ظل تكثيف الحديث عن “صفقة القرن”، التي تستهدف بشكل أساسي القدس، وذلك من خلال المشاركة الفلسطينية الواسعة في مسيرات يوم القدس العالمي للتأكيد على أن المدينة المقدسة خط أحمر، وأن كل المحاولات والمؤامرات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية ستفشل.
إلى ذلك، دعت وزارة الخارجية الإيرانية الدول الإسلامية للعمل على منع تمرير “صفقة القرن”، وقالت في بيان: “إن الظروف التي تمر بها فلسطين والمنطقة اليوم تستوجب من الشعوب والحكومات الإسلامية الحفاظ أكثر مما مضى على الوحدة والتضامن والبقاء في أقصى درجات اليقظة أمام العدو المشترك المتمثّل بالكيان الصهيوني، ومقاومة مخططات هذا الكيان وحماته الرامية لإثارة التفرقة في صفوف الأمة الإسلامية، ونسيان القضية الفلسطينية بصفتها القضية الجوهرية للعالم الإسلامي، وكذلك منع تمرير صفقاتهم السياسية كالمشروع المسمى “صفقة القرن” وتنظيم مؤتمر الخداع والتضليل في البحرين”، وجدّد البيان التأكيد على أن إرساء السلام والاستقرار في المنطقة لن يتم سوى بإحقاق الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم، ومنح هذا الشعب حقه في تقرير مصيره. ونوّه البيان بنضالات الشعب الفلسطيني، داعياً الشعب الإيراني وجميع الشعوب الإسلامية والحرة في العالم للمشاركة الفاعلة في مسيرات يوم القدس العالمي تعبيراً عن الوقوف إلى جانب فلسطين وشعبها في نضاله العادل.
وفي لبنان، أكد حزب الاتحاد أن المقاومة هي الوسيلة الوحيدة لإسقاط مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، وأشار إلى أن كيان الاحتلال الصهيوني حوّل مدينة القدس، وبدعم أمريكي، إلى ما يشبه المعتقل لأبنائها، الذين يمنعون من ممارسة حياتهم في عاصمة وطنهم، وشدّد على أن احتلال فلسطين، وفي قلبها القدس، هو تحد صارخ لكل قيم الحق والعدل، مؤكداً أن أي محاولات للتطبيع مع هذا الكيان الصهيوني الغاصب تحت أي ذريعة هي عدوان على كل ما تحمله القدس من قيم وتخل عن الانتماء القومي والوطني.
إلى ذلك دعا الأمناء العامون للمؤتمرات الثلاثة: المؤتمر القومي العربي، والمؤتمر القومي الإسلامي، والمؤتمر العام للأحزاب العربية ومؤسسة القدس الدولية إلى “اللقاء السياسي الشعبي للتداول في سبل مواجهة صفقة القرن وتداعياتها، وحدّد الموعد في الثاني من حزيران في بيروت.
من جهته، أكد الأمين العام لحركة الجهاد في فلسطين، زياد النخالة، أن مؤامرة مؤتمر المنامة لن تمر، مشيراً خلال لقائه بوفد من جبهة العمل الإسلامي في لبنان إلى أن الشعب الفلسطيني المعطاء والمثابر سيفشل صفقة القرن، وسيفضح هذه الورشة الخيانية، وشدّد المجتمعون على أنه “لا مكان لمن يريد بيع فلسطين وشراء الذمم والضمائر بين المقاومين ومعهم، بل هو من الخائنين الذين باعوا القضية توهّماً منهم بأن الإغراءات المالية، وما يسمّى بالانتعاش الاقتصادي سيكون سبيلاً لإنهاء الصراع وتصفية المقاومة”، داعين الشعوب العربية والإسلامية إلى أوسع مشاركة في مسيرات يوم القدس هذا العام “تعبيراً عن التمسّك بمقدسات الأمة ورفضاً لسياسة الإدارة الأمريكية، ولسياسات التطبيع مع العدو الصهيوني”، لافتين إلى المحاولات الحثيثة الجارية من قبل إدارة ترامب والصهاينة من أجل تمرير صفقة القرن، والعمل على تصفية القضية الفلسطينية، وإنهاء المقاومة، وإلغاء حق العودة، وفرض توطين الفلسطينيين في أماكن وجودهم.