استنفار عالي المستوى و300 مندوب لإنجاح الامتحانات وزير التربية: المراقبون أولياء أمور والمجتمع الأهلي شريك أساسي وعقوبات رادعة للمخالفين
تدرك وزارة التربية حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها تجاه ضمان حسن سير العملية الامتحانية وإيصالها لبر الأمان، حيث تحرص الوزارة بالتعاون مع الجهات المعنية بعد عودة الأمن والأمان على ضبط العملية الامتحانية باتخاذ إجراءات رادعة وتطبيق الأنظمة والتعليمات الوزارية الضابطة للامتحانات، وذلك بالتشديد على المراقبة من خلال تشكيل غرفة عمليات لمتابعة “الشاردة والواردة ” والرد على الاستفسارات والتساؤلات التي ترد حول أسئلة الامتحان ومعالجة الأمور الطارئة، مع الاتصال بغرفة المتابعة في الإدارة المركزية ومديريات التربية لمعالجة الإشكالات التي تعترضها وإبلاغها عن الحالات الطارئة فوراً، وذلك حسب التعليمات الامتحانية، ولاسيما أن الجميع معني بالعملية الامتحانية، وتأمين بيئة امتحانية للأبناء وفق الأسس المعتمدة، حيث تشهد وزارة التربية استنفاراً عالي المستوى بكافة كوادرها التي تعمل كخلية نحل بشكل يومي، خاصة أن العملية الامتحانية تعتبر استحقاق وطني بامتياز.
استدراك ملاحظات
وزارة التربية أنجزت ما يستدعي لإنجاح العملية الامتحانية واستدراك الملاحظات السابقة، وأعلنت عن جاهزيتها لبدء الامتحانات لموسم 2018/2019، حيث تسعى التربية جاهدة لتحقيق العدالة بين الأبناء، ليؤكد وزير التربية عماد العزب على اتخاذ أقسى العقوبات بحق المخالفين مع إجراءات حازمة لكل من يحاول التشويش على العملية الامتحانية مهما كانت صفته، وذلك بالتنسيق والتعاون مع الوزارة والمحافظين والجهات المختصة والمعنية لتطبيق التعليمات، وضبط العملية الامتحانية، مشدداً على منع اصطحاب الجوال من قبل الطلاب والمراقبين، وسيصادر في حال وجوده مهما كانت المبررات، إضافة إلى منع دخول أي شخص المراكز الامتحانية مهما علي شأنه إلا للمندوبين والمكلفين بالمتابعة.
وأشار وزير التربية في حديث خاص لـ”البعث” إلى ضرورة تعاون المجتمع المحلي كونه شريكاً أساسياً في نجاح العملية التعليمية، وتخفيف التوتر عن أبنائهم وعنهم، ولاسيما أن الوزارة ستؤمن أجواء مريحة وهادئة خلال الامتحانات، إضافة إلى أنه تم توجيه المراقبين بأن يكونوا بمثابة أولياء أمور أثناء الامتحان والتعامل مع الطلاب بكل هدوء وطمأنة، وتقديم امتحان بعيد عن الضغط أو التشويش.
سلوك انحرافي
ومع هذه الاستعدادات والجهد الكبير يصعب ضبط مشكلة الغش في الامتحانات بالكامل، ولاسيما أن لها صوراً متعددة وأشكالاً متنوعة وأساليب يتبعها الطلبة كاستعمال قصاصات ورق صغيرة والنقل من الجدار والكتابة على المقعد، وحسب دراسة تربوية أعدها مختصون على عدد معين من الطلبة كانت نسبة اتباع طرق الغش كالنقل من أوراق مكتوبة بخط صغير 30 % و25% التحدث مع الزميل و15% النظر إلى ورقة الزميل و 14% كتابة على المقعد و 16% استخدام أجزاء الجسم للكتابة كاليد والرجلين، ويوضح خبير اجتماعي تربوي أن ظاهرة الغش في الامتحانات المدرسية سلوك انحرافي يخل بالعملية التعليمية ويهدم أحد أركانها الأساسية، وهو ركن التقويم إذ يعد الغش في الامتحانات بمثابة تزييف لنتائج التقويم، ما يضعف من فاعلية النظام التعليمي ككل ويعوقه عن تحقيق أهدافه التي يسعى إلى تحقيقها، مشيراً إلى أن نمط التنشئة الاجتماعية التي تعرض لها الفرد طوال مراحل حياته يتحمل جزءاً من تفشي هذا السلوك، إضافة إلى إحساس الطالب بضعف قدراته العقلية وضعف مستوى التحصيل الدراسي للطالب مع عدم الرغبة في الدراسة وغياب تحمل المسؤولية من قبل الطالب مع ضعف الاستعداد الكافي للامتحان.
دور الإرشاد التربوي
ودعا الخبير التربوي إلى تفعيل دور المرشد التربوي والنفسي في مساعدة الطلبة على كيفية الاستعداد للامتحان، والتخفيف من القلق الناجم عنه لما لذلك من أثر على أداء الطالب في الموقف الاختباري، وتوضيح الأضرار الناجمة من هذه السلوكيات الخاطئة من أجل الوصول إلى مستوى عال من الأخلاق والسلوكيات الإيجابية، إضافة إلى إقامة الندوات التربوية التوعوية مع أهمية تطوير نظام التقويم التربوي الامتحانات بحيث يرتكز على قواعد الاستنتاج واكتساب المهارات والابتعاد عن الحفظ، حيث لا مكان للغش فيها باستخدام الوسائل الحديثة في التقويم حسب ما تنتهجه وزارة التربية وفق المناهج المطورة، حيث تسعى التربية إلى الوصول لامتحانات تعكس مفاهيم المناهج الجديدة، وترسم شخصية الطالب المتمكن بمهارات وفهم للمادة، ما يقلل حالات الاعتماد على الغش لتتلاشى هذه الثقافة عند بعض الطلاب بالتزامن مع اتخاذ عقوبات رادعة للمرتكبين من قبل وزارة التربية، ما سيؤدي إلى مخرجات تربوية تكون جاهزة لمدخلات التعليم العالي وتحقيق التكامل بين الوزارتين، وهذا ما أوضحه وزير التربية بأن الامتحانات شاملة للكتاب المدرسي، ولا مجال لأي توقعات، فهي تقيس مدى تفهمكم للمادة الدراسية، وتتماشى والمنهاج المعتمد، مع قطع الاتصالات في بعض المواد، والتي اعتبرها الوزير “شر لابد منه”، إضافة إلى أنه تم تزويد بعض المراكز بكاميرات مراقبة موصولة بغرف متابعة في مديريات التربية، وغرفة المتابعة المركزية في الوزارة، وتم توزيع أكثر من/300/ مندوب وزاري للإشراف على العملية الامتحانية. كما أن طبيعة العمل في أي مركز هي التي تحدد سير العمل فيه، حيث يمكن تغيير المركز الامتحاني مثلاً إلى مركز احتياط بديل إذا اقتضت الحاجة، مؤكداً وجوب التواصل المباشر مع غرفتي المتابعة في مديرية التربية والوزارة.
ونبّه وزير التربية للابتعاد عن التوقعات والملخصات التي تختصر المحتوى وتكون الإجابات ناقصة، ما يؤدي إلى عدم اكتمال الإجابة وهدر علامات للطالب، ولاسيما أن المطلوب هو المنهاج المقرر في الكتاب، حيث إن الدرجة التي ينالها تعبير صادق عن الجهد والمتابعة والاستعداد الامتحاني على مدى العام الدراسي والمرحلة الدراسية كاملة، لافتاً إلى أن الوزارة قامت في هذا العام بالتنسيق مع وزارة الداخلية ووزارة الإدارة المحلية والبيئة، من أجل إنجاح العملية الامتحانية، مضيفاً: إنه تم صدور التعليمات الامتحانية لمدراء التربية ورؤساء المراكز والمندوبين، الذين يملكون صلاحيات واسعة لقمع أي حالة غش في أي مركز امتحاني.
نتائج الثانوية قبل
وعن سلالم التصحيح بيّن وزير التربية أنه تم إعطاء هامش واسع لأفكار الطلاب حتى لا يتم تقييد المصححين بهامش ضيق، حيث سيكون هامش أوسع هذا العام، كاشفاً أنه سيتم إصدار نتائج المرحلة الثانوية قبل نتائج الصف التاسع في العام الحالي لتوفير الوقت الكافي للطلبة من أجل الالتحاق بالدوام الجامعي في الوقت المحدد خلافاً للسنوات الماضية. والجدير ذكره أن وزارة التربية قامت بتأمين سكن الطلاب في شرقي حلب، ووسائل الموصلات لنقلهم للمراكز الامتحانية، ومن ثم تأمين عودتهم بعد نهاية الامتحان.
علي حسون