الجــــــــــــــولان لنـــــــــــا..”المَسعَديّة” الغافية على ضفة طبريا
تغفو قرية المسعدية على الضفة الشرقية لبحيرة طبرية، تعانق نسائم صباحات البحيرة منتشية بسحر أنغام نهر الأردن الذي يمخر عبابها من الشمال للجنوب، وتلامس قرى: الحاصل، تل عامر، المحجار، الدّوكا، الحسينية، قطوع الشيخ علي، وتمر بها أودية: زبيد والدالية والصفا التي تصب في بحيرة طبرية.
أما بحيرة طبرية فتقع في الجنوب الغربي للجولان، طولها من الشمال للجنوب 21 كم، وعرضها من الشرق للغرب 12 كم، وبذلك تكون مساحتها 144 كم2، ويتراوح عمقها بين 42 و48 متراً، وتنخفض عن سطح البحر 212 متراً. وهي أخفض منطقة في سورية وثاني أخفض بحيرة في العالم بعد البحر الميت، وتشبه بامتدادها تقريباً شكل الأجاص.
تتمتع بحيرة طبريا بمناخ معتدل نسبياً في فصل الشتاء، بسبب انخفاضها عن مستوى سطح البحر، ويبلغ متوسط درجات الحرارة فيها نحو 14 درجة مئوية في شهر كانون الأول. وتتساقط معظم الأمطار فيها على شكل زخات رعدية قصيرة وعنيفة في فصل الشتاء الذي لا يتجاوز طوله خمسين يوماً. وفي المقابل يسودها مناخ حار في فصل الصيف، حيث يبلغ معدل درجات الحرارة فيه نحو 31 درجة مئوية، مما ساهم بنجاح زراعة الخضار الباكورية والموز والتين والعنب والزيتون، ومياهها عذبة، وتقع على ضفتها الشرقية قرى: النقيب، الكرسي، الدوكا، المسعدية.
صيد السمك من طبرية كان عملاً يومياً لكثير من أبناء قرية المسعدية، لذلك كان بالقرية جمعية للصيادين ترعى شؤونهم وتدافع عن مصالحهم، كما كان فيها ورشة لصنع قوارب وشباك الصيد يديرها شخص من آل الملاحي، ويتم صيد السمك بعدة طرق منها: الجوز، الجُرف، العُب، الصنارة الضفدعية. أما أنواع السمك فهي: المشط، البوري، الكِرسين، الحَفافي، الشبوط، السللور، السردين، وكان يُجمع السمك بمركز ناحية البطيحة بقرية المحجار، وينقل للبيع في القنيطرة ودمشق.
بنت الدولة عام 1958 م وحدات سكنية للعسكريين بالقرية، وكانت تسكنها عائلات العيايدة، العصبات، العميريين، الصبيحات، رحّال، السويدات، الملاحي. في الخامس من حزيران عام 1967 احتل الصهاينة القرية وطردوا سكانها.
محمد غالب حسين