“متحدون ضد صفقة القرن”.. مؤتمر لمناهضة ورشة البحرين التطبيعية
أكد البيان الختامي لمؤتمر “متحدون ضد صفقة القرن”- الذي نظّمه كل من المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي والمؤتمر العام للأحزاب العربية ومؤسسة القدس الدولية في العاصمة اللبنانية بيروت أمس- عن دعم المقاومة بأشكالها كافة بما فيها المقاومة المسلحة.
وتلا المنسق العام للمؤتمر القومي الإسلامي، خالد السفياني، ميثاق الأمة ضد صفقة القرن”، تضمن إجماعاً فلسطينياً ضد هذه الصفقة، وأشار إلى أنه حان الوقت لإنهاء اتفاقية أوسلو، والعمل على إفشال ورشة البحرين من خلال مجموعة من الفعاليات.
وافتتح المؤتمر بكلمة لعباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، الذي اعتبر أن ما يجري اليوم هو تجديد لاتفاق سايكس بيكو و”صفقة القرن” ولا يخص فلسطين فقط، بل إن التقسيم سيشمل كل المنطقة، وأكد أن الشعب الفلسطيني هو من سيصوّب الأوضاع، وأطفال فلسطين أقوى من كل الدبابات والجنرالات، وأشار إلى أنه إذا بقيت فلسطين محتلة فلن يكون هناك أمن أو أمان في أي بلد عربي “ولسنا كلنا خرافاً لدى أميركا”. ودعا إلى “إصدار ميثاق يحدّد مسارنا وخطتنا في مواجهة المؤامرة الكبرى الممثّلة بصفقة القرن”، معتبراً “أن هذه المرحلة هي مرحلة اختبار لإرادتنا لأننا لسنا أمام مرحلة تسوية، بل أمام مرحلة تصفية للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني”.
وكانت كلمة لمسؤول العلاقات العربية في حزب الله، الشيخ حسن عز الدين، الذي اعتبر أن “صفقة القرن” هي التحدي الأساسي في المنطقة حالياً، داعياً إلى “مواجهتها لأنها صفقة الباطل لتمرير الشروط الأميركية”، وأضاف: “في لقائنا اليوم يجب أن نفتح صفحة جديدة ترتكز على ثلاثية “الجيش والشعب والمقاومة” في المنطقة كلها”، وتابع: “بدأت تتشكّل موازين ردع لأميركا وحلف الرجعية العربية في المنطقة”، مثمّناً الموقف الفلسطيني الرافض لمؤتمر البحرين، الذي أسقط ورقة التوت عن بعض الأنظمة الخليجية.
وطالب السفياني بأن تكون مواجهة هذه الصفقة خطوة نحو وحدة كاملة من أجل فلسطين والقدس، مشدّداً على أن “مشروعنا هو المقاومة في مواجهة كل الصفقات والضغوط والتحديات”، فيما أكد الأمين العام لحركة الجهاد، زياد النخالة، “نحن بحاجة للوقوف جميعاً وإعلان دعمنا للمقاومة في ظل حملات التشويه”.
وأكد رئيس المركز العربي للتضامن والتواصل معن بشور، والذي ترأس جلسات اللقاء، أن وحدة الموقف الفلسطيني كفيلة بإسقاط كل المخططات التآمرية، بما فيها “صفقة القرن”، منوّهاً بصمود أهلنا المعتصمين في المسجد الأقصى، والذين يتعرّضون لاعتداءات قطعان المستوطنين وجنود الاحتلال، فيما أشار الأمين العام للمؤتمر القومي العربي، مجدي المعصراوي، إلى أهمية موقف الفصائل والقوى الفلسطينية الموحّد لإسقاط هذه الصفقة، وكذلك وحدة موقف قوى المقاومة وكل القوى الحية في الأمة العربية، مؤكداً “أن أمتنا مستهدفة بهذه الصفقة التآمرية، كما حصل ضد سورية وقبلها العراق واليمن وليبيا”.
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله اليمنية عبد الملك العجري “أن القضية الفلسطينية هي البوصلة التي تختبر المواقف على خارطة الصراع ضد الكيان الإسرائيلي”، منتقداً صمت الموقف العربي الرسمي إزاء ما يجري في اليمن وسورية وفلسطين.
وعلى هامش المؤتمر، قالت النائب في مجلس نواب الشعب التونسي عن الجبهة الشعبية مباركة البراهمي: إن ورشة البحرين تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، وأضافت: “أتينا لنقول: إن الشعوب العربية تقف إلى جانب الحق الفلسطيني”، وتابعت: “نراهن على الوحدة الفلسطينية وعلى الجماهير العربية أن تختار بشكل صحيح في هذه اللحظة الحاسمة”.
من جهته، رأى نائب الأمين العام لجمعية الوفاق البحرينية، الشيخ حسين الديهي، أن “من تبنّى مؤتمر البحرين مستعدون للمتاجرة بكل شيء”.
وإذ اعتبر أن “صفقة القرن” جريمة يلحق عارها كل مشارك فيها، أكد أن من يدافع عن القدس يدافع عن مكة، مشيراً إلى أن كل القضايا المفتعلة في المنطقة هي قضايا هامشية، فيما القضية الفلسطينية هي الفيصل، وأضاف: إن ورشة البحرين هي نسخة جديدة من وعد بلفور، ومسؤوليتنا إسقاطها لإسقاط “صفقة القرن”، كما أكد قائلاً: “علينا صناعة الموقف السياسي والشعبي الرادع لكل من تسوّل له نفسه أن يكون جزءاً من الصفقة”.
وشدّد أن شعب البحرين لن يهدأ، وسيتحرّك في كل الاتجاهات للمساهمة في إفشال مشروع تصفية القضية الفلسطينية.
من جانبه دعا نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أبو أحمد فؤاد، للتركيز على حراك شعبي في فلسطين وفي كل مكان، ويجب سحب الاعتراف بالكيان الصهيوني، وإلغاء اتفاقية أوسلو من أجل مواجهة “صفقة القرن”، ورأى أن المطلوب “دعم المقاومة المسلحة كعنوان رئيسي في مقاومة صفقة القرن والمؤامرة ضد أمتنا”، وأشار إلى أنه يجب الرد على مؤتمر البحرين بمؤتمرات فلسطينية وعربية موحّدة بالتزامن معه رداً عليه.
أما العجري، فقال من جهته: “إن ما نشهده اليوم مزاد علني للمساومة على القضية الفلسطينية”.
وأدان المشاركون في المؤتمر كل مشاركة في ورشة البحرين، أياً كان المشاركون فيها، وأكدوا أن كل من يسير على نهج الرئيس الأميركي دونالد ترامب خائن للأمة.
وكان البيت الأبيض أشار في بيان له إلى أنه وجّه دعوات لحضور ورشة عمل اقتصادية في العاصمة البحرينية المنامة يومي الـ 25 و الـ 26 من حزيران القادم إلى عدد من رؤساء الدول ووزراء المالية في أوروبا وآسيا ودول عربية، إضافة إلى رجال أعمال، لـ “تبادل الأفكار ومناقشة الاستراتيجيات لتشجيع الاستثمار في الضفة الغربية وقطاع غزة، وحشد الدعم للاستثمارات والمبادرات الاقتصادية المحتملة التي يمكن تحقيقها لبناء مستقبل مزدهر للشعب الفلسطيني”، فيما أشارت مصادر إلى أن ما يسمى وزير الاقتصاد الاسرائيلي، موشيه كحلون، سيصل إلى المنامة على رأس وفد إسرائيلي لإعلان الخطة.
وأعلنت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية معارضتها الحاسمة لمؤتمر المنامة، ووصفت فصائل المقاومة الفلسطينية إياه بأنه “فصلٌ من فصول صفقة القرن الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية”، فيما قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس: إن من يريد حل القضية الفلسطينية عليه أن يبدأ بالقضية السياسية، وليس “ببيع أوهام المليارات التي لا نعلّق عليها آمالاً ولا نقبل بها”، وأكد “ستذهب صفقة القرن إلى الجحيم”.
بالتوازي، أكد وزير الدولة اللبناني لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد أن معادلة الجيش والشعب والمقاومة كفيلة بتحقيق المزيد من الانتصارات على العدو الإسرائيلي في لبنان، كما تحققت الانتصارات في السابق، وقال: “صراعنا مع العدو صراع وجود، وليس صراع حدود، ولذلك سنبقى مقاومين لكل مشاريع ومخططات العدو والصفقات التي يحاول تمريرها على حساب حقوقنا”، مشدداً على أن “كل الصفقات بما فيها صفقة القرن ستفشل، ولن يستطيعوا إلغاء حقنا في فلسطين والقدس التي ستبقى قضيتنا الجوهرية”.