ناصر الشبلي: مخاطبة الطفل دون التعالي عليه
بعد تألقه في مسرحية “حياتكم الباقية” كتابة وإخراج سهير برهوم من خلال شخصية أبو رامي والتي قُدِّمَت مؤخراً على خشبة مسرح الحمراء يعود الفنان محمد ناصر الشبلي للوقوف على خشبة المسرح من خلال مسرح الطفل هذه المرة عبر مسرحية “حيلة العنكبوت” اقتباس جوان جان عن نص روائي للكاتب أ. ب. وايت، وإخراج غسان الدبس والتي ستُقَدَّم بدءاً من أول أيام العيد على خشبة مسرح القباني، وعبّر الشبلي عن سعادته بالمشاركة في هذه المسرحية التي ستدخل الفرح والسعادة إلى قلوب أطفالنا لتكون المسرحية جزءاً من طقوس العيد، مبيناً أن ما يميز مسرحية “حيلة العنكبوت” أنها تُقَدِّم حكاية غير مألوفة ومختلفة عن نمط الحكايات التي تُقَدَّم عادة للأطفال من خلال تقديم حكاية بسيطة وبشكل غير مباشر لتكون لوحة ملونة من خلال قصة خروف يضل طريقه عن والديه فيلجاً إلى حظيرة حيوانات تحاول مساعدته في إيجاد والديه، ويجسد الشبلي في المسرحية شخصية صاحب الحظيرة الذي يحاول مع زوجته وابنته البحث عن والدَي الخروف..
وعن الشكل الفني الذي ستُقَدَّم فيه هذه الحكاية أكد الشبلي أن طبيعة الحكاية ستفرض شكلاً مختلفاً على صعيد الديكور والموسيقا والأزياء لتتوافق مع جوهر الحكاية، موضحاً -وهو الذي اعتاد أن يميل إلى الكوميديا في تقديم شخصياته- أنه وبمساعدة المخرج غسان الدبس سيُقدّم شخصية جدية طبية جداً وهي شخصية جديدة بالنسبة له، ولأن من طبيعة الممثل أن يبحث ويقدم مقترحات للمخرج بشأن الشخصية التي يجسدها في أي عمل فهو لم يتوانَ عن فعل ذلك مع المخرج الدبس، خاصة وأن في رصيده الفني كممثل العديد من الأعمال الموجهة للطفل، كما أن أعمالاً كثيرة جمعته كممثل مع الدبس، وهذه العلاقة القديمة مع المخرج ساعدت كثيراً في خلق تواصل فكري وإنساني وفني في “حيلة العنكبوت” منوهاً الشبلي إلى أن الدبس مخرج يعمل بطريقة طفولية ويخلق أجواء حميمية أثناء البروفات تنعكس إيجابياً على فريق عمل المسرحية حيث يعمل الجميع باستمتاع، وهذا ما ينعكس إيجابياً على العرض بشكله النهائي، مشيراً كذلك إلى أن الدبس مخرج لديه رؤية فنية خاصة وهو يعمل على التفاصيل الجميلة ويقدم المعلومة للطفل ببساطة ودون تعقيد، وهذا ما يجب أن يتميز به مخرج مسرح الطفل، هذا المسرح الذي يحتاج إلى مخرج يمارس إنسانيته ويتعامل معه دون عُقَد وبما يشبه عالم الطفل.
ويأسف محمد ناصر الشبلي -وهو الذي يميل كممثل لعالم مسرح الطفل وقدم على خشبته العديد من الأعمال-لأن السطحية طغت على هذا المسرح في الطرح والتجربة والتعامل مع الطفل كدرجة ثانية والاستسهال بشكل عام وعدم الجدية فيه، وهذا خطأ كبير لأن مسرح الطفل ليس أمراً سهلاً ويحتاج لمسرحيين يدركون قيمته وصعوبته وأهميته وتقديم أعمال فيه تعبّر عن حالة فنية وإبداعية وتربوية عالية المستوى، وهذا برأيه لا يتحقق إلا بوجود مسرحي صاحب ضمير لديه إحساس عالٍ بالمسؤولية وطفولة يمكن من خلالها مخاطبة الطفل دون التعالي عليه، وينوه الشبلي إلى أنه بصدد كتابة نص مسرحي بعنوان “جوري وجودي” كما سيشهد مسرح العرائس عرضاً مسرحياً من كتابته في فترة لاحقة.
أمينة عباس