المجلس العسكري يفض اعتصام الخرطوم بالقوة.. ودعوات للعصيان
جدّد المجلس العسكري الانتقالي السوداني الدعوة لمواصلة التفاوض بشأن ترتيبات الفترة الانتقالية في أقرب وقت، لافتاً إلى أن وتيرة الأحداث تصاعدت وأدت إلى ظهور مناطق خارجة عن القانون تمارس فيها كل الأفعال المخالفة، فيما دعت ما يسمى “قوى الحرية والتغيير” للعمل على إسقاط المجلس العسكري الانتقالي.
جاء ذلك بعد سقوط 14 شخصاً وعدد كبير من الجرحى خلال فضّ الاعتصام أمام القيادة العامة للقوات المسلحة في الخرطوم، أمس، حيث دعا تجمّع المهنيين السودانيين المعارض إلى إعلان العصيان المدني الشامل، فيما أعلن تحالف التجمع الاتحادي السوداني المعارض وقف التفاوض بصورة نهائية مع المجلس العسكري.
وقال محمد الأسباط عضو تجمع المهنيين السودانيين: “أغلقنا ملف الحوار مع المجلس العسكري الانقلابي، ولا يمكننا الجلوس معه بعد كل الدم الذي سال”، مشيراً إلى أن “المجلس العسكري سيدفع ثمن سلوكه غير الأخلاقي تجاه المعتصمين باهظاً”.
وأكد حزب الأمة القومي السوداني، من جهته، الوقوف إلى جانب الحلفاء في نداء السودان، وقوى الحرية والتغيير، فيما دعا تجمّع المهنيين السودانيين المعارض إلى إعلان العصيان المدني الشامل، وأعلن تجمّع الطيارين السودانيين، بدوره، العصيان المدني الشامل من دون استثناء لأي رحلات جوية.
وأشارت لجنة أطباء السودان إلى ارتفاع حصيلة الهجوم على ساحة الاعتصام إلى 14 قتيلاً وعدد كبير من الجرحى، وناشدت المنظمات الدولية الإنسانية والطبية المساعدة على إخلاء الجرحى من ساحة الاعتصام، بينما تحدّثت وسائل إعلام سودانية عن مقتل 14 شخصاً وإصابة أكثر من ستين آخرين خلال محاولة فضّ الاعتصام.
وأشارت اللجنة إلى أن القوات الأمنية اقتحمت مستشفى “رويال كير” بالقرب من ساحة الاعتصام في الخرطوم، وعملت على إغلاق وسط العاصمة، كما أفادت بأن قوات المجلس العسكري تمنع المتطوعين من الكوادر الطبية من الوصول إلى المستشفى. وبينما ذكرت وكالة رويترز أن المعتصمين يعملون على إغلاق الطرقات بالحجارة، ويحرقون الإطارات في أم درمان بالخرطوم، تحدّثت “سبوتنيك” الروسية عن سماع إطلاق نار في مدينة أم درمان قرب جسر شمبات في العاصمة.
من جهته قال القيادي في الحزب الشيوعي السوداني كمال كرار: إن منطقة الاعتصام بالعاصمة الخرطوم باتت شبه خالية بعد أن تم فضّها بالقوة، مشيراً إلى أن الحصيلة الأولية للقتلى بلغت 12 شخصاً، وأضاف في تصريح صحفي: “ما يحدث الآن، هو مجزرة بكل ما تحمله الكلمة، والمجلس الانقلابي يتحمّل مسؤوليتها، وسيعاقب عليها.. العصيان المدني ينطلق الآن”.
وقد توالت ردود الفعل الدولية على تطورات الأحداث في السودان، حيث أصدرت مصر بياناً أشارت فيه إلى “أن القاهرة تتابع ببالغ الاهتمام التطورات في السودان وتداعياتها، مؤكدة أهمية التزام جميع الأطراف بالهدوء وضبط النفس والعودة إلى المفاوضات والحوار بهدف تحقيق تطلعات الشعب السوداني”.
ودعت السفارة الأمريكية في الخرطوم إلى وقف العنف ضد المعتصمين، وحمّلت المجلس العسكري الانتقالي المسؤولية عن مقتل وجرح عدد من المدنيين، وكتبت على “تويتر”: “هجمات قوات الأمن السودانية ضد المتظاهرين والمدنيين الآخرين خاطئة، ويجب أن تتوقف”، حسب قولها.
وأدانت وزارة الخارجية البريطانية “الهجوم على المتظاهرين من قوات الأمن السودانية”، وقال وزير الخارجية، جيرمي هانت، في تغريدة أعادت صفحة السفارة البريطانية في الخرطوم نشرها: إن “هذه خطوة شنيعة ولن تؤدّي إلا إلى مزيد من الاستقطاب والعنف، ولن تساعد في بناء المستقبل الذي يطالب به السودانيون”، وحمّلت المجلس العسكري المسؤولية الكاملة عن الأحداث.
بدورها، أعلنت ألمانيا عن قلقها إزاء ما يحدث في السودان، ودعت كل الأطراف إلى وقف العنف، فيما أكد الاتحاد الأوروبي أنه يتابع أحداث السودان بدقة، محذراً من عواقب استعمال العنف ضد المدنيين، وقالت المتحدثة الرسمية باسم الاتحاد الأوروبي، مايا كوتسيانشيتش: إن الاتحاد يطالب المجلس العسكري باحترام حرية التعبير والتظاهر السلمي، ويدعوه إلى نقل السلطة للمدنيين في أقرب وقت.