المنتخب مجدداً
بما أن آثار الخروج المؤسف من كأس آسيا أوائل العام الحالي لاتزال مخيّمة على أجواء كرتنا، وهو ما ظهر جلياً من ضعف الاهتمام الجماهيري بالمنتخب وكواليسه، ورغم تواجد أبرز نجومه في المعسكر الذي أقيم في دمشق، فإن القائمين على المنتخب من إداريين، وجهاز فني، ولاعبين مطالبون بمصالحة هذه الجماهير بالسرعة القصوى.
صحيح أن القادم من استحقاقات لا يوازي أهمية المسابقة القارية، إلا أن مجرد تحسين الصورة، وتقديم الأداء الجيد، والفوز في المباريات الودية المقبلة ربما يعيد قليلاً من الثقة التي انعدمت بين جماهير كرتنا والمنتخب نتيجة تراكمات كثيرة خلال الفترة الماضية.
وإذا كان تقديم مستوى قوي في الاختبارين المقبلين أمام إيران وأوزبكستان هو الخطوة الأولى نحو مصالحة الجمهور، فإن المطلوب أيضاً من نجوم المنتخب إظهار أكبر قدر من المحبة بينهم، مع التمني أن تكون المشاكل السابقة قد انتهت إلى غير رجعة، وتحديداً تلك التي تتعلق بالنجومية، وشارة القيادة.
كما أن الجهاز الفني مطالب هو الآخر بفرض الانضباط على المجموعة، ومعاقبة كل لاعب يتخلّف عن تلبية الواجب لإرسال رسالة واضحة لكل لاعب يظن نفسه أكبر من المنتخب، ويتذرع في كل مرة بسبب غريب ليعتذر عن تلبية الدعوة دون حسيب أو رقيب!.
وكي تكتمل الحلقة فإن اتحاد اللعبة في الفترة المتبقية له يجب أن يسعى للنظر للأمام، والتوقف عن العيش على إنجاز التصفيات المونديالية الماضية، ومراجعة طريقة تحضير المنتخب كون المشاركة في دورات دون المستوى، وخوض لقاءات مع منتخبات متواضعة لن تفيد كرتنا، فاللقاءان المقبلان أمام إيران وأوزبكستان يجب أن يكونا مرجعية، ولا نقبل بخوض مباريات مع منتخبات أضعف منهما.
المنتخب على أبواب مرحلة جديدة يفترض أن تكون خالية من السلبيات السابقة لاستعادة شغف الجمهور الذي يثبت مرة بعد مرة أنه النقطة المضيئة في عتمة أجواء كرتنا.
مؤيد البش