أخبارصحيفة البعث

رغم إجراءات الاحتلال.. 120 ألف فلسطيني يؤدون صلاة العيد في الأقصى

 

فيما أحيا الفلسطينيون عيد الفطر المبارك، صعّدت سلطات الاحتلال من اعتداءاتها، حيث اقتحم عشرات المستوطنين الإسرائيليين، بحماية مشدّدة من قوات الاحتلال، الموقع الأثري في بلدة سبسطية شمال مدينة نابلس بالضفة الغربية، بعد إغلاق الاحتلال المنطقة أمام الفلسطينيين ومنعهم من دخولها، كما اعتدى المستوطنون على أراضي الفلسطينيين جنوب مدينة نابلس، وأضرموا النار بحقولهم الزراعية، وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس: “إن عشرات المستوطنين اقتحموا قرية جالود جنوب نابلس، وأضرموا النار بحقول الفلسطينيين الزراعية، ورشقوا منازلهم بالحجارة”.
إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم عايدة شمال مدينة بيت لحم بالضفة، واعتقلت شابين بعد مداهمة منزلي عائلتيهما، فيما أصيب عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق جراء اعتداء قوات الاحتلال عليهم خلال اقتحامها بلدة بيت أمر شمال الخليل بالضفة.
وتتصاعد اعتداءات قوات الاحتلال على الفلسطينيين، من خلال التضييق عليهم ومداهمة مدنهم وقراهم، وشن حملات اعتقال يومية، بهدف تهجيرهم والاستيلاء على أراضيهم وتهويدها.
يأتي ذلك فيما أدى أكثر من 120 ألف فلسطيني صلاة عيد الفطر في رحاب المسجد الأقصى المبارك في القدس، رغم إجراءات الاحتلال، وقال فراس الدبس، مسؤول الإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس: “أدى ما يقارب 120 ألف مصل صلاة عيد الفطر في رحاب المسجد الأقصى المبارك”.
وتوافد المصلون من أنحاء مدينة القدس والضفة الغربية والداخل الفلسطيني منذ ساعات الفجر إلى المسجد، وحث الشيخ محمد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية، في خطبة العيد، الفلسطينيين على مواصلة شد الرحال إلى المسجد الأقصى بعد انتهاء شهر رمضان.
وانتشر العشرات من عناصر شرطة الاحتلال في مدينة القدس، مع تواصل فرض القيود على وصول المصلين من الضفة الغربية وقطاع غزة إلى المسجد.
كما أدى آلاف الفلسطينيين صلاة العيد في مخيم العودة شرق مدينة غزة، ووصل الفلسطينيون عبر حافلات وسيراً على الأقدام إلى ساحة كبيرة في مخيم العودة بحضور قادة الفصائل الفلسطينية وذوي الشهداء والجرحى.
ورفع المشاركون أعلام فلسطين، وأكد المتحدّثون أن الصلاة في مخيمات العودة هي رسالة تحد للاحتلال وتصمم على مواصلة النضال.
بالتوازي، وخلال لقائه وفداً من الكنيسة الأرثوذكسية البلغارية، ندّد المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بانتهاكات العدو الإسرائيلي المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، وباستهدافه لمدينة القدس المحتلة أرض التجسد والفداء والقداسة والسلام والتاريخ والتراث والمقدسات، وأشار إلى أن القدس المحتلة مدينة لها طابعها الخاص ومكانتها الروحية السامية، مطالباً بضرورة متابعة ما يحدث فيها جراء ممارسات الاحتلال من استهداف للمقدسات والأوقاف ومحاولات هادفة إلى تهميش وإضعاف الحضور الفلسطيني.
كما طالب المجتمع الدولي بالتضامن والتعاطف مع الشعب الفلسطيني وإعطائه كامل حقوقه وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
في الأثناء، أعرب وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني آندرو موريسون عن قلق بلاده حيال إعلان سلطات الاحتلال عن مخطط جديد لإقامة مئات الوحدات الاستيطانية في القدس المحتلة، وقال: “إن حكومة المملكة المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء الخطط التي أعلنت في الثلاثين من أيار الماضي لإقامة مئات الوحدات الاستيطانية في القدس الشرقية”، مؤكداً أن إقامة المستوطنات على الأراضي الفلسطينية المحتلة مخالف للقانون الدولي.
وكانت سلطات الاحتلال أعلنت الخميس الماضي عن مخطط جديد لإقامة 805 وحدات استيطانية في القدس المحتلة ضمن خططها لتهويد المدينة المقدسة في انتهاك للقرارات الدولية ولا سيما قرار مجلس الأمن رقم 2334 لعام 2016 الذي يطالب الاحتلال بوقف فوري لكل عمليات الاستيطان على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي وقت سابق، حذّر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية من أن استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بانتهاكاتها ضد الفلسطينيين ومخططاتها الاستيطانية العدوانية ينذر بعواقب خطيرة لا تحمد عقباها، ولفت إلى أن قرار سلطات الاحتلال إقامة أكثر من 800 وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة واستمرار اعتداءاتها على المصلين والمعتكفين في الأقصى يعكس محاولة الاحتلال تكريس الأمر الواقع وتدمير أي فرصة متبقية لأي تسوية مستقبلية للقضية الفلسطينية، وطالب المجتمع الدولي بالضغط على كيان الاحتلال لوقف انتهاكاته بحق الفلسطينيين ومقدساتهم، والتي تتعارض مع القرارات والقوانين الدولية.
كما طالب مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية نبيل شعث المجتمع الدولي بالضغط على كيان الاحتلال الاسرائيلي لوقف اعتداءاته وانتهاكاته المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، ولفت إلى أن سلطات الاحتلال تواصل اعتداءاتها وانتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني ومخططاتها الاستيطانية العدوانية، مشدداً على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
وجدد شعث التأكيد على الموقف الرافض لما تسمى “صفقة القرن” الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، والتي تحاول الولايات المتحدة تمريرها من خلال “ورشة العمل الاقتصادية” التي دعت إلى عقدها في البحرين أواخر الشهر الجاري بتواطؤ خليجي.