روسيا والصين توقّعان إعلاناً لتطوير التعاون الاستراتيجي
وقّع الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ على إعلان حول تطوير التعاون الاستراتيجي بين البلدين، وقال بوتين خلال مؤتمر صحفي جمع الرئيسين: إن تنسيق التعاون جارٍ مع الصين في مجال الغاز المسال، و”نولي أهمية كبيرة للمشاريع الصناعية، وسيتمّ إنتاج أكثر من 80 ألف سيارة في السنة”، ولفت إلى أنه “يجري العمل على إقامة ممرات بحرية وبرية بين البلدين”.
ووصل الرئيس الصيني، أمس، إلى روسيا في زيارة تهدف إلى فتح “حقبة جديدة” من الصداقة وتعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين، وسيتمّ خلال الزيارة بحث اقتران بناء الاتحاد الاقتصادي للمنطقة الأوروبية الآسيوية مع المبادرة الصينية “حزام واحد وطريق واحد”، كما أنه من المقرّر توقيع حوالي 30 وثيقة، بالإضافة إلى وثيقة حول تعزيز الاستقرار الاستراتيجي.
وأضاف بوتين خلال المباحثات مع الرئيس الصيني: إن العلاقات الروسية الصينية وصلت إلى مستوى غير مسبوق، مشيراً إلى أن زيارة الرئيس الصيني تأتي بالتزامن مع الذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مضيفاً: خلال هذه المدة جرت الكثير من الأحداث، لكن السنوات الأخيرة وصلت العلاقات بين البلدين دون مبالغة إلى مستوى غير مسبوق بفضل مشاركتكم المباشرة، مؤكداً أن هذا يسمح لشعوب الدولتين بالتعاون والاستفادة من المزايا التنافسية من أجل تحقيق التنمية الكاملة.
وفي هذا السياق، وافق صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي وشركة الاستثمار الصينية على استثمار مليار دولار في إنشاء صندوق ابتكاري علمي وتقني روسي- صيني، وقال مدير العام لصندوق الاستثمارات المباشرة الروسي كيريل دميتريف: سيساعد صندوق الابتكار الروسي-الصيني للعلوم والتكنولوجيا على توسيع نطاق التعاون مع زملائنا الصينيين بشكل كبير، ونتوقّع أن تسهم أنشطته بشكل كبير في تطوير وتنفيذ أحدث التقنيات والحلول لتطوير اقتصادات بلداننا وتعزيز الشراكة بين البلدين، مشيراً إلى أنه سيستثمر كل طرف مبلغ 500 مليون دولار.
وتمّ التوقيع على جميع الوثائق من قبل وزارة التنمية الاقتصادية الروسية ووزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية بحضور الرئيسين الروسي والصيني.
وفي عام 2012، أنشأ صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي وشركة الاستثمار الصيني صندوق الاستثمار الروسي الصيني، والذي تمّ خلاله استثمار أكثر من 7 مليارات دولار في أكثر من 30 مشروعاً.
ويعتبر صندوق الاستثمار الروسي الصيني بمثابة حلقة وصل رئيسية في تطوير التعاون الاستثماري بين روسيا وجمهورية الصين الشعبية.
إلى ذلك، أكد سفير روسيا الاتحادية لدى بكين أندريه دينيسوف أن الحرب التجارية الأمريكية ضد الصين تجعل مسألة الانتقال إلى التعامل بالعملات الوطنية بين روسيا والصين أكثر إلحاحاً، وقال: إن الشركاء الأمريكيين أعلنوا حرباً تجارية على الصين، وهذا يستتبع عواقب وخيمة على العالم بأسره كون الاقتصاد الصيني يعد من العناصر الأساسية المشكلة لنظام الاقتصاد العالمي، ويمثل 30 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي العالمي، لافتاً إلى أن أي تباطؤ في تنمية الصين سيؤثر سلباً على دول أخرى بما في ذلك روسيا التي تزود الصين بالسلع الاستثمارية اللازمة للنمو الاقتصادي.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صعّد من حربه التجارية ضد الصين، حيث قام بزيادة الرسوم الجمركية على بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار من 10 بالمئة إلى 25 بالمئة اعتباراً من الـ10 من أيار الماضي، وردت بكين على ذلك بزيادة الرسوم على بضائع أمريكية قيمتها أكثر من 60 مليار دولار.
في غضون ذلك، أطلقت الصين بنجاح صاروخاً حاملاً من منصة إطلاق متحرّكة في البحر الأصفر قبالة مقاطعة شاندونغ شرق البلاد، وأرسلت قمرين صناعيين للتجارب التكنولوجية وخمسة أقمار صناعية تجارية إلى الفضاء، وذكرت وكالة أنباء شينخوا أن الصاروخ الحامل انطلق بوقود دفعي صلب “لونغ مارش11” من المنصة المتحركة، ما يعد أول إطلاق صين إلى الفضاء من منصة بحرية فضلاً عن أنها المهمة الـ 306 لسلسلة الصواريخ الحاملة لونغ مارش.
ويطلق على الصاروخ أيضاً اسم سي زي دبليو اي واي/ بموجب اتفاقية بين الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا إطلاق المركبات والمؤسسة الصينية للفضاء ومؤسسة صينية لصناعة السيارات.
ومن المتوقّع أن يكثف القمران الصناعيان اللذان طورتهما الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا الفضاء الرصد في جميع الأحوال الجوية لحقول الرياح المحيطية وتحسين مراقبة الأعاصير ودقة تنبؤات الطقس في الصين.
ويعد الصاروخ الحامل “لونغ مارش11” الذي طورته الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا إطلاق المركبات الصاروخ الوحيد الذي يستخدم الوقود الدفعي الصلب بين الجيل الجديد من الصواريخ الحاملة في الصين، حيث يستخدم بشكل رئيسي في حمل أقمار صناعية صغيرة، ويمكنه أخذ أقمار صناعية متعددة إلى المدار في الوقت نفسه.