إطلالة العيد تحمل التفاؤل بالمستقبل
ها قد أطل العيد هذه المرة مختلفاً، فهو الآن يحمل في طياته أفراح النصر، وتحرير الأراضي، وعودة الأهالي المهجّرين إلى منازلهم، ولكن بالرغم من ذلك مازالت هناك الكثير من التحديات والمنغصات التي يتغلب عليها الناس بالصبر والعزيمة.
لهيب الأسعار!!
نلاحظ من خلال متابعة أسواق العيد كمية العروض، والتنزيلات، والمزايا، وعوامل الجذب الأخرى، ولكن مع ذلك فإن الأسعار بقيت تدور في فلك الخيال بالنسبة لذوي الدخل المحدود، وخاصة الموظفين، فالراتب لا يكفي لتغطية متطلبات الملابس والأحذية، بحسب المواطن أسعد الأحمد، سواء له أو لأولاده، وهم حالياً يجولون السوق لمجرد التنزه، والخروج من الجو النفسي السلبي الذي لطالما عانوه خلال سني الأزمة، ولا يوجد أي تدخل من الجهات العامة لخلق روح المنافسة مع القطاع الخاص، فهم حتى وإن تدخلوا فأسعارهم مشابهة لأسعار القطاع الخاص، هذا إن لم تكن أعلى!.
عيد بلا كعك
لم أتمكن من شراء شيء من أصناف الحلويات، فالأسعار عالية، والأنواع رديئة جداً، بما فيها الماركات التي كانت تحظى بالاحترام فيما سبق، بحسب المواطنة أم محمد، فلا رقابة من التموين، أو التسعير، أو حتى لمطابقة الشروط، ولا يمكن صناعة سوى الحلويات البسيطة في المنزل الخالية من المكسرات، أو أية إضافات أخرى نظراً للغلاء الفاحش لتلك المكونات، ففرحة العيد يجب أن يشعر بها الأطفال على الأقل، فهم ينتظرونه بكل فرح وأمل، ولايدركون حجم ما يعانيه الأهل في سبيل لقمة عيشهم.
حرمنا السفر
المواطن عادل أكد أن العيد بالنسبة له ولعائلته هو السفر لرؤية ذويه ومشاركة مراسم الفرح معهم كونه ابن الريف، ويعيش في المدينة، ولكن في هذا العيد قرر عدم السفر رغم حزن أولاده الشديد الذين لطالما خططوا لرؤية جدهم وجدتهم، واللعب مع الأقارب، والترفيه عن النفس بعد انتهاء العام الدراسي، وذلك بسبب تضاعف أجور النقل مؤخراً التي بالأصل لم تكن قليلة، إضافة لارتفاع الأسعار للمتطلبات المعيشية الأساسية، وخاصة بعد شهر رمضان، واستغلاله من قبل التجار الذين لم يعلّمهم هذا الشهر قيم الرحمة، والإحساس بالفقراء، بل استغلوا الشهر أبشع استغلال!.
لابد أن يستمر الفرح
أبو محمد أكد أن كل شيء متوفر، وهذا الأهم، فرغم ارتفاع الأسعار لا يشعر بالسوء، ورغم الحصار الذي تمر به البلاد لا يشعر بالضيق، فهو يقارن دائماً بين الأعياد السابقة وهذا العيد قائلاً: يكفينا أن العيد خال من قذائف الحقد، وأخبار القتل والدمار، وها هي ذي شمس العيد تشرق مجدداً ليتقاسمها كل أطياف الشعب السوري الذين طالما آمنوا بالعيش المشترك، واحترام الآخر، فالحياة قائمة على الاختلاف، والحكمة تكمن في التعايش والتكامل والتحاور، وأبدى تفاؤله الشديد بتحسن الأوضاع قريباً مع إقلاع شتى المشروعات الزراعية والصناعية.
بشار محي الدين المحمد