الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

الجــــــــــــــولان لنـــــــــــا..تَنورية

 

 

فوق أرض بركانية منبسطة تتكئ قرية تنورية على كتف وادي الفحَّام، وتغسل وجهها برذاذ مياهه العذبة الرَّخيّة، فتفوح المرابع عطراً وجمالاً باهراً ساحراً. وقد مَتَحَت القرية اسمها من بقايا تَنّور أثري قديم يعود للعصور الغابرة.
تلامس حدود قرية تنورية قرى: النّخيلة وواديا الناشف والخشنية، نِجيل والمنصورة، الفَحّام والفرج وأم الدنانير، تل بيزوق ووادي دير قروح.
تمتاز قرية تنورية بكثرة عيونها وينابيعها، ووفرة مياهها ومن ينابيعها: عين تنورية، عين فاطمة، عين ملحة الغربية، عين ملحة الشرقية، عين بِلي، عيون الواويات، عين زنبوعة، عين سعدة المحمود، عيون دير مفضّل، عين قلق، عين البريصة الجنوبية، بئر حميدي، كما تتدفّق شتاء عشرات العيون التي تستمر حتى بدايات فصل الصيف، وفي وادي دير قروح تكثر أشجار الخرنوب والعنب والتين والصبار واللوز والخرنوب. كما تنبت بالقرية ربيعاً نباتات غذائية وطبية وعطرية مثل: الخبيزة، الرَّشاد، اللوف . المِرار، شقائق النعمان، الأقحوان، القريص، وتسكنها عائلات الرِّفاعية.
إعمار القرية قديم، وعُثر فيها على حجارة منحوتة مزخرفة، وقواعد أبنية وأعمدة مهدمة، وقبور كثيرة وفخاريات اكتشفت بمقبرة القرية، وفي جنوب غرب القرية تقع خربة دير مفضل الأثرية المرتفعة 650 متراً عن سطح البحر، وكشفت التنقيبات الأثرية التي جرت قبل عام 1967 م فيها عن جدار مزخرف عليه كتابات يونانية، تعود للعهد البيزنطي، إضافة لبقايا معصرة زيتون ومقبرة وفخاريات مختلفة، ومنذ عام 1967 ترزح القرية تحت سيطرة الاحتلال الصهيوني بعد أن هجَّر أهلها.
محمد غالب حسين