“العال”.. جودة المناخ وطيب السكنى
مَتَحَت قرية العال الجولانية اسمها من جودة مناخها وطيب سُكناها ووفرة مياها وخصوبة أراضيها، حيث كان يُقال لسكاني أرضها الأوّل: ما هي حال دياركم؟ فيقولون بفرح وسرور وفخر: إنها أرض عال، وبعضهم يُرجح أن الاسم جاء من ارتفاعها الذي ينوف على كل القرى المجاورة.
يُضرب بسكان أهل قرية العال مثل يقول: أهل العال يريحون البال، نظراً لسماحتهم وأريحيتهم وحُسن معاملتهم وودّهم، لكن أهل القرى المجاورة عندما يغضبون منهم، يقولون لهم على سبيل الطرافة والفكاهة: أهل العال يحيرون البال.
تلامس قرية العال وادي السمك الذي يفصلها عن جَديا وعمرة الفريج وقرى الياقوصة، حيتل، جبين، ناب، بور سعيد، سكوفية، فيق.
مياه العال كثيرة وفيرة، ففيها بئران بشمال القرية وجنوبها، إضافة لعين شبلاق شمال شرقها وعين العجوز غربها. أما أغزر ينابيعها فعين الفارعة جنوب القرية.
كانت تسكن القرية عائلات كثيرة منها: الرفاعية، السّلامات، الهوادي، السكافنة، إضافة لبعض العائلات الفلسطينية التي سكنت القرية بعد نكبة عام 1948 م.
البناء في القرية قديم، تمر منها طريق رومانية مرصوفة، وعُثر فيها على بقايا أعمدة بازلتية وتيجانها، وأضرحة بازلتية عليها نقوش وكتابات يونانية وصور نافرة، إضافة للُقى زجاجية وخزفية وحلي ذهبية بعضها محفوظ في المتحف الوطني بدمشق تعود للعصرين الهلنستي والروماني.
إثر العدوان الصهيوني في الخامس من حزيران عام 1967، احتلت القرية من قبل العدو الصهيوني وطرد سكانها الذين يتوزعون الآن في دمشق ودرعا وريف دمشق، وهم واثقون من تحرير كل ذرة من تراب الجولان، لأن الاحتلال إلى زوال.
محمد غالب حسين