حيلة العنكبوت”.. فرح مضاعف لأطفالنا في العيد
مع أول أيام العيد بدأ المخرج غسان الدبس بتقديم عرضه المسرحي “حيلة العنكبوت” اقتباس جوان جان، وهو عرض مسرحي موجه للأطفال من إنتاج مديرية المسارح والموسيقا– مسرح الطفل- وقد عبَّر الدبس عن سعادته الكبيرة بتقديم عرضه خلال فترة العيد ليضيف فرحاً إضافياً للأطفال وللمشاركين فيه، مشيراً إلى أهمية أن يشكّل المسرح بالنسبة لأطفالنا طقساً من طقوس العيد والفرح، فهو الأصعب على الرغم من وجود تجارب مسرحية له في مسرح الكبار تمثيلاً وإخراجاً إلا أن مسرح الطفل يغري الدبس كثيراً على الرغم من قناعته أن العمل في المسرحَيْن بالنسبة له لا يُجَزَّأ، آسفاً لأن الكثيرين يستسهلون العمل في مسرح الطفل، وهذا يؤدي أحياناً إلى إنجاز أعمال لا قيمة لها، مشيراً وهو الذي أنجز العديد من الأعمال المسرحية الموجهة للطفل كانت آخرها مسرحية “دو ري مي” التي قُدِّمَت في العيد الماضي إلى أن لكل عمل خصوصيته وإشكالياته وطبيعته، مبيناً أن خصوصية “حيلة العنكبوت” تنبع من مضمونه الذي يتناول قصة الخروف الضائع الذي تاه عن أمه فيجد نفسه في حظيرة مزرعة من المزارع وتحاول الحيوانات الموجودة في الحظيرة مساعدته في البحث عن أمه، والعرض بذلك يتناول فكرة الأم ووجودها النفسي والمعنوي وحالة الفقد التي عانى منها أطفالنا في فترة الحرب، مبيناً الدبس أنه اعتمد كمخرج طريقة اللعب مع الممثلين ولكن ضمن آلية مدروسة تؤدي إلى إنجاز عمل مسرحي يحاكي الطفل ويحترمه باعتباره حالة إبداعية وليس كائناً من الدرجة الثانية.
وعن نهاية الحكاية في العرض المسرحي بيَّن الدبس أنها نهاية تتماشى مع القواعد والأسس الاجتماعية بعدم كسر حالة الفرح لدى أطفالنا وتجسدت بإيجاد أم الخروف بمساعدة الجميع لعبة الطفل، وبعيداً عن الشأن الأكاديمي تحدث الدبس عن علاقته مع الممثلين الذين يشاركون في هذا العرض ومحاولته إدخالهم في لعبة الطفل، فكانت أولوياته إيصال كل ما يريد كمخرج من خلال اللعب، معترفاً أن هذه المرحلة كانت من أصعب المراحل في عمله الإخراجي لأنه كان يقوم على إخراج الطفل الذي بداخل كل ممثل، مؤكداً أن الممثل الذي لا ينجح في إخراج هذا الطفل من داخله أثناء البروفات لا يمكنه الاستمرار معه، مشيراً إلى الجهود الجبارة التي بذلها الممثلون للوصول إلى هذه المرحلة بعيداً عن التنظير من خلال التغلغل في عالم الطفل بشكل بسيط، موضحاً الدبس أن النص يتضمن الكثير من الحوارات، منها ما استعاض عنه بمشاهد بصرية، ومنها ما اعتمده لأنه يتضمن تقديم معلومة أساسية هي هدف المسرحية بالأساس، موضحاً أن المخرج يجب ألا يكون هدفه وغايته دائماً الاستعاضة عن كل الحوارات بآليات مشهدية دون مبرر حقيقي، بل أن يسعى لتقديم عمل مسرحي يتضمن وجبة فنية متكاملة على صعيد الحوار والديكور والإضاءة والصوت والموسيقا، فكل هذه العناصر يجب التفكير والاهتمام بها لأنها تخدم الفكرة الأساسية التي يسعى لإيصالها كل عرض مسرحي، لذلك كان من الطبيعي بالنسبة للدبس في “حيلة العنكبوت” أن يكون الحوار والنقاش مع المختصين الفنيين طويلاً لتقديم رؤية فنية متكاملة، الممثل المناسب وعلى الرغم من تكرار أسماء بعض الممثلين في مسرحه إلا أن الدبس يؤكد أن شخصيات العمل هي التي تفرض ممثليها دائماً، وهو لا يبحث عن ممثل بعينه وإنما عن الممثل المناسب لأداء شخصية من الشخصيات، موضحاً أن لكل ممثل أدواته، وهو في أعماله يرسم كمخرج خطوطه العريضة تاركاً للممثل حرية البحث وتقديم الاقتراحات ضمن الإطار العام للعمل وضمن معطى مفهوم مسرح الطفل، منوهاً وهو الذي غالباً ما يستعين بوجوه جديدة في أعماله إلى أن التعامل مع الوجوه الجديدة بالنسبة له ليس بمحض المصادفة، وهو حين يستعين بهم إنما يراهن على العمل ككل، وهو لا يطالبهم بأداء معين بل يفسح المجال ليُقَدِّم الممثل نفسه بما يملك من إمكانيات وأفكار، مكتفياً الدبس بتقديم مفاتيح وأطر عامة للإبحار فيها.
وأكد الدبس أنه أنجز ما كان يدور في رأسه في “حيلة العنكبوت” ضمن الإمكانيات المتاحة في مديرية المسارح والموسيقا التي وجَّه الشكر لها لأنها لم تُقَصِّر ضمن إمكانياتها، دون أن يخفي أن مسرح الطفل يحتاج لإمكانيات مادية كثيرة قد لا تتوفر أحياناً، ليبقى على المسرحيين حينها أن يُقَدِّموا أعمالهم ضمن ما هو متوفر، موجهاً التحية لجميع المشاركين في العمل دون استثناء، داعياً الآباء والأمهات والأطفال لحضور مسرحية “حيلة العنكبوت” التي ما زالت مستمرة يومياً على خشبة مسرح القباني الخامسة مساء، وهي من تمثيل: تماضر غانم- إنعام الدبس- رشا الزغبي-علا سعيد- ناصر الشبلي- محمد سالم- إسماعيل هابيل- عماد النجار- ألمى ناصر.
أمينة عباس