الصفحة الاولىصحيفة البعث

طهران: على ماكرون متابعة شؤون بلاده الداخلية

عشية زيارة الوفد الألماني لطهران، أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن “الأوروبيين ليسوا مؤهلين لانتقاد إيران، حتى في القضايا التي لا تخص الاتفاق النووي”، وأشار إلى أن “واجب الأوروبيين وبقية الأعضاء في الاتفاق النووي هو إعادة العلاقات الاقتصادية مع إيران إلى وضعها الطبيعي، وماهية الخطوات التي اتخذتها أوروبا بالنسبة للاتفاق النووي ليست مهمة بقدر النتائج التي تحققها تلك الخطوات”.

وأضاف ظريف: إن “سياسات أوروبا في منطقتنا لم تؤدّ إلا إلى إلحاق الضرر بدول هذه المنطقة”، موضحاً أن “بعض الدول مثل ألمانيا توقّفت عن بيع الأسلحة للسعودية لقصف الشعب اليمني، لكن في النهاية، فإن الغرب يسمح للأنظمة الاستبدادية بارتكاب جرائم”، مشيراً إلى أن “الرئيس الأميركي دونالد ترامب يفرض قانون الغاب على العالم، ولقد ارتكب أخطاء كبيرة، والحرب الاقتصادية التي تتبناها واشنطن ضدنا هي نوع من الإرهاب، لأنها تستهدف المواطنين الإيرانيين”.

وأكد وزير الخارجية الإيراني أن أميركا فشلت في تحقيق أهدافها في سورية والعراق ولبنان واليمن، لأن شعوب المنطقة ترفض سياساتها وتواجهها، وأضاف: إن أميركا اليوم في موقف ضعف بعد أن ارتكبت العديد من الأخطاء.

في السياق ذاته انتقد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني خطاب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وما طرحه تجاه إيران.

واعتبر “أن الخطاب كان محبطاً جداً وساذجاً.. ولم يكن مستغرباً لو كانت هذه التصريحات تطلق من قبل ترامب إلا أن المستغرب أنها لا تتفق أبداً مع ما يقوله ماكرون في محادثاته الشخصية والهاتفية مع الرئيس روحاني.. ويبدو أن محادثاته تتغيّر وفقاً للطرف الذي تجري المحادثات معه”، وأضاف: إذا كان ماكرون متمرساً وصادقاً، فليتابع الشؤون الداخلية لبلاده حتى لا نرى المزيد من القتلى في الاحتجاجات الداخلية الفرنسية.

وفي وقت سابق، قالت الخارجية الإيرانية عقب لقاء ترامب – ماكرون في النورماندي: إن “المواقف السياسية للأوروبيين لم تؤمن الأرضية اللازمة لانتفاع إيران بشكل كامل من الاتفاق”.

وكان ترامب قد أكد مجدداً استعداد واشنطن لفتح حوار جديد مع إيران، مشيراً إلى أن العقوبات الأميركية ضد طهران كانت “فعالة ومؤثرة”، فيما وافق ماكرون بدوره على كلام الرئيس الأميركي، وقال: “يجب أن نتفاوض مع إيران مجدداً”، و”من الأفضل أن تعود إيران والولايات المتحدة للحوار الطبيعي”.

من جهته أكد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي أن الأمريكيين يدركون بأن إيران تمتلك قدرة كبيرة للرد على أي اعتداء عسكري ضدها، موضحاً أن المنطقة بأسرها ستشتعل إذا حصل مثل هذا الاعتداء. وأشار رضائي إلى أن سبب امتناع أمريكا عن الدخول في حرب ومواجهة مع إيران هو معرفتها بقدرات إيران الدفاعية، لافتاً إلى أن أمريكا تعتبر تقدّم إيران وتطوّرها أمراً يضر بمصالحها، لأن تبلور قوة كبرى ومستقلة في منطقة الخليج، التي تعد مركز الطاقة في العالم، أمر لا يحتمل بالنسبة لها. ودعا رضائي إلى العمل لإجهاض إجراءات الحظر الأمريكية الراهنة على إيران، وقال: “إن أمريكا تسعى لخلق الشقاق في الداخل، وتريد عبر الضغوط الاقتصادية تحريض الشعب الإيراني على التمرد لزعزعة الأمن في الداخل”، معتبراً أن الطريق لمواجهة ذلك يتمثّل “بانتهاج المقاومة الثورية والفاعلة لكل هذه المحاولات”.

وشدد رضائي على أن إيران لن تستسلم للضغوط، موضحاً أنه إلى جانب المقاومة السياسية والدفاعية يجب أن تكون هناك مقاومة اقتصادية أيضاً عبر الاستفادة من فرصة خفض صادرات النفط لتفعيل سائر جوانب الاقتصاد والتطور الصناعي في البلاد.

من جهة ثانية أكد رضائي أن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لن يمدد مهلة الشهرين التي أعطيت لأطراف الاتفاق النووي لتنفيذ تعهداتها ولو ليوم واحد، وقال: بسبب ضغوط أمريكا أصبحنا نمتلك منظومة أمنية قوية وقدرة دفاعية كبيرة، وكلما زادت قوتنا انخفضت قوة الولايات المتحدة.

وكانت إيران أعلنت في أيار الماضي تعليق بعض التزاماتها في الاتفاق النووي الإيراني عقب الإجراءات الأمريكية المعادية لها، كما أعطت الأطراف الدولية الأخرى الموقّعة على الاتفاق مهلة 60 يوماً لتنفيذ التزاماتها وتعهداتها في إطار الاتفاق المذكور.