ارتفاع التكاليف يخنق تربية النحل
درعا – دعاء الرفاعي
تعتبر تربية النحل في محافظة درعا من قطاعات الإنتاج الزراعي الرديف لقطاعات الزراعة الأخرى حيث تكون مصدراً لزيادة الدخل.
وتؤكد المعطيات أن المحافظة تتميز بواقع بيئي وتنوع مناخي وحيوي نباتي وحيواني كبيرين، حيث يوجد في منطقة حوض اليرموك ولاسيما في ناحية الشجرة مئات الأنواع النباتية؛ ما يجعل هناك فرصة لنشاط تربية النحل في درعا طيلة أشهر السنة.
وذكر المهندس طلعت محسن رئيس دائرة زراعة الشجرة أن تربية النحل في المحافظة قديمة العهد نسبياً، حيث يعمل بها أغلب سكان ناحية الشجرة لاعتبارها من أفضل المناطق للتربية حيث يقوم الكربون في الفترة الشتوية بإنزال الخلايا إلى وادي اليرموك باعتباره بيئة ملائمة لتربية النحل، ولغناه بالنباتات الطبية والبرية والزهرية.
وتعاني تربية النحل في المحافظة من عدة معوقات، أهمها ارتفاع تكاليف إنتاج العسل، وارتفاع أجور نقل خلايا النحل وترحيلها إلى المراعي، إضافة لوضع الطرقات الخطر، عدا عن رش الأشجار في فترة الأزهار بمبيدات ومثبتات العقد؛ ما يؤدي إلى تسمم النحل.
وعانت تربية النحل في منطقة حوض اليرموك كما في سورية عموماً من مخلفات الحرب بأوجه عدة، منها: تراجع مساحة الأراضي البرية الآمنة التي يمكن ترحيل النحل إليها؛ ما أدى لنقص المراعي وبالتالي تراجع في عدد المربين وعدد الخلايا، ونقص أدوية مكافحة أمراض النحل أدى إلى ضعف القدرة على العناية بالمنحل ما تسبب بفتك بعض الأمراض وعدم القدرة على علاجها بالشكل الأمثل، ومن المؤكد أن بعض التراجع في قطاع تربية النحل هو عدم قدرة النحالين على تعويض خسائرهم بسبب ارتفاع أسعار المستلزمات والخلايا لحدود عشرة أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب.
وأشار المحسن إلى أن أهم الآفات التي قد تؤدي إلى نفوق خلايا النحل هي الفاروا، وقراد المحل والتكلس والأمراض الفطرية، لافتاً إلى أن مكافحة هذه الآفات والأمراض يحتاج إلى أدوية وهي مكلفة، حيث أدى كل ذلك إلى قيام المربي برفع سعر كغ العسل لنحو ١١ ألف ليرة. لافتاً إلى أنه يوجد في مجال عمل ناحية الشجرة نحو9000 خلية نحل، إضافة لوجود 250 مربياً. وفي هذا الموسم زاد عدد الخلايا والمربين بسبب موسم الطريد والتكاثر الطبيعي للنحل في فصل الربيع من كل عام، حيث تراوح إنتاج الخلية الواحدة في موسم القطع الواحد من 12 ل25كغ، بينما كان سابقاً خلال فترة سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على المنطقة لا يتجاوز 5كغ.
وذكر المحسن أنه لابد من تضافر الجهود وتقديم الدعم للمربين، وتأمين مستلزمات الإنتاج عن طريق جمعية النحالين بالتعاون مع الجهات المعنية لتوفير الأدوية اللازمة لمكافحة أمراض النحل وتقديم المنح المساعدة لهم.