“حلول استثنائية”
يبدو أن المشكلة المرورية التي تعاني منها حلب وربما باقي المحافظات الكبيرة أصبحت عصية على الحلول لأسباب عدة، لعل أبرزها التداخل العمراني والاستخدامات غير المنظمة والمنضبطة للأسواق والمحال التجارية التي تغزو بشكل كبير الأحياء والمناطق السكنية، يضاف إلى ذلك التعديات الصارخة على الأرصفة والشوارع الرئيسية والفرعية والتغيير في مواصفات المناطق المأهولة، والانتفاع غير المشروع من الوجائب والأملاك العامة، ناهيك عن عشوائية وضعف البنية التنظيمية للمدينة وسوء الخدمات المقدمة على مستوى البنية التحتية والتي تحول دون إيجاد مخارج وبدائل مبتكرة ومتطورة تنهي حالة الازدحامات والاختناقات المروية في معظم محاور المدينة.
ومع تزايد الكثافة السكانية وتنامي الحياة الاقتصادية والتجارية في الآونة الأخيرة تبدو الحاجة أكثر من ماسة لتطوير منظومة المواصلات والنقل، وهو ما تفرضه أيضاً المتبدلات اليومية ومستلزمات ومقومات النهوض المطلوبة، وبالتالي لابد من إعادة النظر بالخريطة المرورية للمحافظة، وفق رؤية تنظيمية واضحة وشاملة بعيدة الأجل، وبما يعزز من مشروع البناء الاستراتيجي واللحاق بركب المدن الأكثر حداثة وتطوراً، حيث لم يعد مقبولاً الاستمرار بهذا الواقع الفوضوي والمتضارب والمتداخل، وبالتالي لا بد لهذا الملف أن يحظى بالاهتمام والدعم الكافيين من الحكومة، وابتكار حلول استثنائية فعالة، وإزالة كل العقبات أمام تحديث المنظومة المرورية والتقيد بها واحترام قواعدها، وإقامة ممرات خاصة للمشاة وإنشاء الأنفاق والجسور والعقد المرورية خاصة في المناطق المكتظة، كساحة الجامعة وتقاطع دوار الشرطة في حي الفرقان والممتد إلى دوار ما يسمى بالصخرة كأولية ملحة.
وهذا يُرتّب ومن دون أدنى شكّ مسؤوليّةً مضاعفة على واضعي المخطط التنظيمي الجديد للمدينة، وعلى المهندسين المتخصصين والشركات والمؤسسات والنقابات المعنية، والمطلوب منهم البدء على الفور برسم ملامح جديدة للمدينة نابعة من سياسة عمرانية واضحة، والإفادة من تطبيقات المدن الذكية في حل المشكلات العمرانية وبشكل خاص المشكلات المرورية المزمنة والمعقدة، فهل تفعل.؟!
معن الغادري