الإيجابية والمصداقية في تدخل السورية للتجارة
حمص – نزار جمول
يأتي تدخل المؤسسة السورية للتجارة في مكانه فيما يخص المواد الاستهلاكية المختلفة والمتنوعة التي يحتاجها المواطنون من خلال صالاتها وبأسعار تنافس السوق، وهذا من ضمن عملها. ومن المفيد أن نذكر أن المؤسسة كانت قد تدخلت من أجل تسويق أحد المنتجات الزراعية التي تعاني من سوء التصريف داخلياً وخارجياً على سبيل المثال، وقد تدخلت في توفير منتج محدد بسعر أقل من السوق لتوفر على المواطنين بعضاً من تكاليفهم المادية الكثيرة، وتتدخل أحياناً بشكل موسمي، كأن تؤمن القرطاسية والملابس المدرسية قبل افتتاح المدارس، أو بعض ملابس العيد قبل قدوم الأعياد.
ولكن ما يؤرق المواطن في ظل الواقع المعيشي الصعب، ماهية دور أو أدوار هذه المؤسسة بأن تدخلها الإيجابي لم يسرِ على كل المنتجات والسلع وبشكل دائم؛ مما يعطي للتجار وأطماعهم سبيلاً لزيادة أرباحهم على حساب المواطن ولقمة عيشه، كما يجب أن نشير إلى أن هذه المؤسسة تقوم في الكثير من الأحيان بشراء بعض السلع بسعر أعلى من أسعارها في الأسواق، وهذا الأمر يؤدي لكساد هذه المواد ومن ثم يتم إتلافها بسبب انتهاء صلاحيتها، فمن المستفيد من هذا الإجراء؟!
وفي الواقع فإن دور المؤسسة السورية للتجارة هام جداً في ضبط الأسعار في الأسواق، ويمكن أن تكون إيجابيتها في التدخل فعالة كثيراً فيما لو تتم دراسة هذا التدخل من خلال رؤية إيجابية تتناسب مع ردع أطماع التجار، وتأمين ما يحتاجه المواطن من مواد وسلع بأسعار تنافسية وليتحول تدخلها الإيجابي إلى دور إيجابي يخدم المواطن من جهة، ويزيد من إيراداتها من جهة أخرى، وبالتالي يتحسن أداؤها، ومن هذا المنطلق أصبحت الكرة في مرمى المعنيين في هذه المؤسسة لتترجم التدخل الإيجابي بالمصداقية والأفعال..!