بيلوسي: ترامب “القائد الأعلى للتشتيت”
انتقدت رئيسة مجلس النواب الأمريكي الديمقراطية نانسي بيلوسي بشدة تصرفات ونهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ووصفت بيلوسي في سياق مؤتمر في واشنطن ترامب بأنه “القائد الأعلى للتشتيت”، وبأنه يختلق الجدل لصرف الانتباه عن القضايا الأكثر أهمية.
وقالت بيلوسي رداً على إهانات شخصية وجهها ترامب إليها: إنها سئمت من الحديث عن الأخير.
وكان ترامب وصف بيلوسي الأسبوع الماضي بأنها “عار وشخص بغيض وكريه ومحب للانتقام”، قائلاً لشبكة فوكس: “أسميها نانسي العصبية.. نانسي بيلوسي كارثة.. إنها كارثة”، كما شنّ هجوماً على الحزب الديمقراطي، واصفاً أعضاءه بـ “المعتوهين”.
وكان البيت الأبيض أعلن في شهر آذار الماضي تسلّمه مذكّرة استدعاء من اللجنة القضائية في مجلس النواب الأميركي، تضمّنت إحدى وثمانين شخصية ومؤسّسة، بينها نجلا الرئيس دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر، إضافة إلى مجموعة شركات ترامب، فيما وصفت المتحدّثة باسم الرئاسة الأميركية سارة ساندرز التحقيق بشأن مزاعم عرقلة ترامب للعدالة وسوء استغلاله لمنصبه بالشائن والتعسفي.
وكان ترامب قد علّق يومها على هذا التحقيق بالقول: إنّه “فارغ”، مؤكِّداً في الوقت نفسه أنه سيتعاون معه.
إلى ذلك قال رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب الأميركي جيري نادلر: إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة، فيما يتعلّق بعزل ترامب، وأضاف: إن الأخير يعتبر نفسه فوق القانون، وهو ليس كذلك.
كلام نادلر يأتي فيما صوّت مجلس النواب على قرار لتوجيه تهمة لوزير العدل وليام بار والمستشار القانوني السابق للبيت الأبيض دون ماكغان بازدراء المجلس، ويتيح القرار للجنة القضائية اللجوء إلى المحكمة للحصول على معلومات عن هيئة المحلفين الخاصة بتقرير المحقق روبرت مولر، واستدعاء الشهود، وبينهم مديرة الاتصالات السابقة في البيت الأبيض هوب هيكس.
يأتي ذلك فيما وضع ترامب نفسه في موقف محرج أمام وسائل الإعلام بسبب إطلاقه كذبة جديدة حول وجود بنود سرية في اتفاق الهجرة مع المكسيك، وتفاخره بالتوصل لهذا الاتفاق، ليتضح فيما بعد زيف ادعاءاته جملة وتفصيلاً.
ترامب، الذي اعتاد التفوه بالأكاذيب في شتى المناسبات، أكد، أمام وسائل الإعلام، أن جزءاً من اتفاقه حول الهجرة مع المكسيك مازال سرياً، وعمد إلى إغاظة الصحفيين بتلويحه بنسخة من الاتفاق المزعوم أمامهم، لكن سرعان ما انقلب الأمر عليه بعد أن تمكّن عدد من الحضور من الكشف عن محتوى الورقة، التي لم تتضمّن أي بنود جديدة أو سرية.
صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أكدت في تقرير لها أن معظم الإجراءات الواردة في نسخة الاتفاق السري الذي لوّح به ترامب أمام وسائل الإعلام تمّ الاتفاق عليها مسبقاً، مقللة من أهمية محتوى النص.
تفنيد الكذبة، التي أطلقها ترامب حول البنود السرية في اتفاق الهجرة، جاء أيضاً وبشكل محرج للغاية للرئيس الأمريكي على لسان وزير الخارجية المكسيكي مارسيلو ابرارد، الذي أعلن أنه “ما من شيء إضافي في اتفاقية الهجرة”، نافياً وجود أي بند سري.
ومن بين السطور التي تمكن الصحفيون من قراءتها بعد التدقيق بالصور التي التقطت للورقة التي لوّح بها ترامب أمام الكاميرات أن “الولايات المتحدة ستقيم التقدّم المحرز على الحدود الجنوبية بعد 45 يوماً من توقيع الاتفاقية”، بيد أن هذا البند ليس سرياً، فقد أكدت المكسيك مسبقاً على ذلك.
وليست هذه المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة التي يحرج فيها ترامب نفسه بسبب أكاذيبه، فبحسب بيانات لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، فإن ترامب أطلق 10 آلاف و796 كذبة وادعاء مضللاً منذ تسلمه منصبه في عام 2016، مسجّلاً بذلك رقماً قياسياً لم يتمكن أي رئيس أمريكي أو سياسي دولي من تحقيقه.