نقاط قبل المؤتمر
بعد انتظار طال لأشهر، وافق اتحاد كرة القدم أخيراً على مصارحة الإعلام عبر مؤتمر صحفي للجهاز الفني لمنتخبنا الوطني للرجال عقب الهزيمتين أمام إيران وأوزبكستان اللتين أعادتا للأذهان الفترة السيئة التي عاشتها كرتنا في السنوات الماضية، وكلفتنا الابتعاد عن واجهة منتخبات القارة.
المؤتمر من ناحية التوقيت جاء ليضع الشارع الرياضي في أجواء رحلة المنتخب، والظروف التي عاشها، لكننا نتمنى أن يكون من ناحية المضمون مختلفاً عن المتوقع، فإذا كانت الحجج الجاهزة والتبريرات المسبقة هي التي تطغى من قبيل نقص الجاهزية الفنية، والغيابات، والإصابات، فهذا الأمر لن يكون مقبولا، أما إن كان المؤتمر للمكاشفة والمصارحة والاعتراف بخطأ الاختيارات من المدرب، وغياب الانضباط الإداري من قبل اتحاد اللعبة المعني الأول عن المنتخب، فضلاً عن الكشف عن الخطوات المقبلة لتصحيح المسار، فعندها يمكن اعتبار المؤتمر قد حقق أهدافه.
ربما على اتحاد الكرة والجهاز الفني قبل انطلاق المؤتمر أن يدركا أن المنتخب تحول لحالة وطنية وشأن عام، وكل ما يجري في كواليسه بات في متناول الجميع، وعليه فمحاولات إخفاء بعض القصص، وتمييع بعض المواقف التي تتطلب إجراءات حاسمة، لم تعد واردة، فالكل ينتظر ما يشفي الغليل، ويعوض حالة الإحباط التي باتت سمة مرافقة لمباريات المنتخب الأخيرة، وليس الأمر متعلقاً بما يجري داخل الملعب، بل بما يرشح عن تصرفات خارجه أيضاً.
على العموم من الخطأ في هذا التوقيت تحميل الجهاز الفني المسؤولية الكاملة عما حصل كونه حلقة من سلسلة متكاملة مليئة بالأخطاء، وبالتالي محاولة وضعه خلال المؤتمر في “بوز المدفع” لن تنجح، وسنكون أمام مرحلة جديدة من المراوحة في المكان، فالمشكلة ليست بالأسماء فقط، بل بطريقة التفكير والعمل.
مؤيد البش