“إلى البحر بجناح فراشة”.. محادثات في الفن التشكيلي
يتواصل الفنانون التشكيليون العرب عبر قنوات متعددة منها الرسمية المؤسساتية والجماعية عبر الملتقيات الفنية ومنها ما هو فردي يجمعهم تقارب الهواجس الإبداعية والإنسانية، فيتواصلون عبر لغة حوارية منفتحة على وجهات نظر قد تكون متباينة، لكنها تتضمن التقارب والتشابه والتشارك أيضا، وفي نية تأليف صيغة حوار تشكيلي نقدي عربي يحمل كل وجهات النظر المطروحة فقد تقدم الفنان والناقد البحريني عباس يوسف منذ أكثر من عشرين سنة نحو فتح بعض هذه القنوات الثقافية بين المبدعين العرب في خطوة تتخطى العائق السياسي والجغرافي عبر تواصله مع عديد من الكتاب والشعراء وأصحاب التجارب التشكيلية والنقدية العربية وتوصل في النهاية إلى مجموع من الأفكار ضمها كتابه “إلى البحر بجناح فراشة –محادثات في الفن التشكيلي” هذا الكتاب الصادر عن وزارة الإعلام والثقافة والتراث الوطني في البحرين، ويعرف عن الكاتب الفنان أنه شارك في عدة معارض وملتقيات تشكيلية في سورية وله أصدقاء كثر من الفنانين السوريين مثلما تربطه صداقات طيبة مع الكثير من الفنانين العرب والعالميين، فقد استطاع ربط حوارات بين فناني المغرب العربي ومشرقه وجمعها في مؤلفاته مما منح هذه الكتب صيغة التنوع والغنى وتوفر الكتابة العميقة والرفيعة والمسؤولة لأن المشاركين فيه يمثلون نخبة الثقافة التشكيلية العربية ومن العاملين في حقلها.
ورد في الكتاب للناقد والفنان الأردني محمد العامري: إنني أغبط كل فنان وكل مبدع صادق هذه الأيام على تماسكه وإصراره على التعبير والصمود في وجه هذا المد التدميري لذات الإنسان.. نعم قد أكون مرتبكا جدا وأحتمي بما أفعل من الخوف القادم العظيم الذي فرضته العولمة وسيطرة القوة الغبية والجشعة على العالم، تطمح إلى تحويل الإنسان إلى كائن معدني أو”روبوت” أصبحت أخشى أن يكون هناك آخر اسمه محمد العامري منسوخ من غابة ما ويفكر بطريقة مختلفة، لكنه على شكلي.. هذا الرعب الذي لا يحتمل إضافة إلى اضطهاد الشاشة للإنسان العربي الذي تمارس ضده الماكينة الأمريكية والصهيونية دورها في قلب الحقيقة إلى كذب.. كل هذا جعل الإنسان يدور في فلك غير متوازن ولا يذكرك إلا بكونك طريدة قد يقبض عليها في أي لحظة ولن تجد ما يحميك وبشكل ماكر إلا بعض ألوانك أو بعض القصائد..!
أكسم طلاع