خريجو الجامعات وفرص العمل المؤجلة
حمص ــ نزار جمول
باتت الشهادة الجامعية للخريجين عبئاً عليهم بعد أن أصبح استثمار شهاداتهم في سوق العمل ضرباً من ضروب المعاناة، فبعد سنوات الدراسة المتعبة والتخرج بطموحات لخوض غمار الحياة العملية بنفس العزيمة التي أمضوا فيها سنين الدراسة اصطدموا بحقيقة بأن شهادتهم أصبحت إحباطاً لهم؛ وذلك لأن فرص العمل محدودة في ظل الظروف التي أنتجتها الحرب الإرهابية المريرة، ومع كل هذه المعاناة والواقع الصعب لم يألُ جيل الشباب الجامعي أي جهد من أجل رحلة البحث عن عمل يليق بشهادتهم، وبنفس الوقت زادتهم الظروف الصعبة إصراراً وتحدياً ليتجدد عندهم الأمل لتحقيق المستحيل “الوظيفة” التي باتت حلماً في ظل الوساطات والمحسوبيات التي تحرم الأكفأ من فرصته بالعمل عند إجراء أية مسابقة.
الكثير من طلاب جامعة البعث الذين تخرجوا والذين على أبواب التخرج اعتبروا أن الحصول على عمل يتناسب مع شهاداتهم أصبح صعب المنال، حتى إن بعضهم أكد أنه بحث عن عمل في المدينة الصناعية بحسياء حتى لو لم يناسب شهادتهم العلمية، وتفاجأ أن الوظائف الشاغرة لعمال بأعمال شاقة وبدوام طويل تجاوز 12 ساعة وبدون أية إجازات وبراتب لم يتجاوز السبعين ألف ليرة سورية، وهو قليل قياساً لطبيعة العمل الخطرة وللوقت والجهد المبذولين فيه، أحدهم اعتبر العمل الليلي بعد منتصف الليل هروباً من الواقع الذي واجهه في رحلة البحث عن عمل لائق.
خريجو الجامعات أو الذين سيتخرجون منها باختصاصات متعددة باتوا قلقين وهم يعرفون أن فرص العمل لشهاداتهم نادرة إن لم تكن معدومة، ولم يبقَ على المعنيين إلا أن يدرسوا بتمعن معاناة هؤلاء الخريجين الذين نفذ صبرهم وهم في عز شبابهم وحماسهم ليبنوا المستقبل.