رواية جديدة عن الحرب القذرة على سورية
يكشف كتاب “رواية جديدة عن الحرب القذرة على سورية”: السياسات التدخلية والدفاع المزعوم عن حقوق الإنسان للسفير د. غسان عباس كيف أن الحرب القذرة على سورية لا تهدف إلى بناء الديمقراطية وإنما هي غزو وعدوان يقوم به تحالف عربي-أطلسي بالاعتماد على المرتزقة والإرهابيين، بهدف التحكم بالطرق التجارية والممرات البحرية وبسط النفوذ على أنابيب النفط والغاز والسيطرة على الثروات الطبيعية للبلدان العربية وكذلك إطباق الخناق على الجزء الشرقي من البحر المتوسط للتمكن من إغلاقه في وجه الإيرانيين والروس والصينيين، محاولاً الكاتب في هذا الكتاب تقديم رواية موضوعية للأحداث في سورية بشكل مغاير للحقيقة الافتراضية التي تنشرها وسائل الإعلام الغربية ومن يدور في فلكها التابعة للشركات متعددة الجنسيات، حيث يوضح في الفصل الأول منه التاريخ القديم لسورية ويشرح في الثاني الإسلام النقي والإسلام الانجليزي والأمريكي، متناولاً في الفصل الثالث الرمال المتحركة في الشرق الأوسط في القرنين التاسع عشر والعشرين، فقد قامت القوى الاستعمارية الأوروبية بزرع قواعد عدم الاستقرار والتقسيم الإقليمي والخلاف الذي نراه اليوم في الشرق الأوسط. كما يبين في الفصل الرابع ما سُمِّيَ زوراً الربيع العربي والفوضى الخلافة أو الحرب القذرة التي خططت لها القوى الاستعمارية الجديدة، موضحاً في الفصل الخامس إستراتيجية استخدام الجماعات الإرهابية مثل الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام (داعش) وأخواتها، شارحاً في الفصل السادس الثورة السلمية المزعومة في سورية وإعطاء تفسيرات حول الخطط الحقيقية لدول حلف شمال الأطلسي (الناتو) وبعض دول التعاون الخليجي التي تستهدف سورية، وفي الفصل الأخير يشير إلى الخطوات التي يمكن أن تنهي الحرب القذرة في سورية، مركزاً على مقاومة الشعب السوري وحلفائه لهذا المشروع المخطط له في الغرف المظلمة لوكالات الاستخبارات العربية من أجل الاستيلاء على ثروات المنطقة مثل النفط والغاز.
فصل جديد من الاستعمار
ومما جاء في الكتاب: إن سياسات الدول الغربية وبعض الدول العربية الرجعية ساهمت في خلق حالة الفوضى في العالمين العربي والإسلامي، والعنف الذي قُدِّم له باسم شاعري -الربيع العربي -هو في الأمر الواقع فصل جديد من الاستعمار المصنّع في دوائر وكالات الاستخبارات الغربية للاستيلاء على ثروات المنطقة وإخضاع شعبها، لكن شعبنا العربي ولا سيما في العراق وسورية ولبنان وفلسطين يأبى الاستسلام لمخطط الامبرياليين الذين يسعون لتحويل مهد الحضارات إلى بلدان تابعة بغية التخلص من عقدة التاريخ والماضي المجيد لهذه الشعوب، لذا يعملون على اجتثاث ذاكرة تلك الشعوب الثقافية ولكنهم لن يستطيعوا فقد تغلبنا على إمبراطوريات همجية وواجهنا عصوراً أكثر دموياً وغزوات بربرية، وها نحن في القرن الحادي والعشرين نتكلم لغتنا العربية الممتدة إلى عصور ما قبل التاريخ، بينما هناك الكثير من الشعوب انقرضت ودُفِنَت تحت أنقاض التاريخ نتيجة السياسات الاستعمارية الإمبريالية.
يقع الكتاب الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب في 292 صفحة من القطع الكبير.
أمينة عباس