الاحتلال يشدّد الحصار على غزة.. والاستيطان يتسارع في الخليل
اعتدى مستوطنون إسرائيليون، أمس، على أراضي الفلسطينيين في البلدة القديمة بمدينة الخليل في الضفة الغربية، وبدؤوا بإقامة مستوطنة جديدة، فيما صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها القمعية ضد الفلسطينيين، وأغلقت منطقة الصيد البحري في غزة أمام الصيادين، وبالتالي فرضت حصاراً بحرياً كاملاً على القطاع المحاصر منذ أعوام، في وقت جدّدت طائرات الاحتلال عدوانها على القطاع، وأغارت على أراض زراعية في منطقة كرم أبو معمر شرق رفح، دون الإبلاغ عن إصابات.
وأفاد مدير عام لجنة إعادة إعمار الخليل عماد حمدان بأن المستوطنين بحماية سلطات الاحتلال بدؤوا بإقامة الوحدات الاستيطانية الجديدة في منطقة سوق الذهب المغلق بالبلدة القديمة، بعد أقل من أسبوعين من استيلائهم على محطة وقود شارع الشهداء، وإقامتهم سياجاً مرتفعاً في محيطها لإخفاء ما يجري خلفها من عمليات توسع استيطاني، وحذّر من تسارع اعتداءات المستوطنين واستيلائهم على ممتلكات الفلسطينيين في البلدة القديمة بالخليل، وخاصة في شارع الشهداء وعين عسكر وسوق الذهب ومحطة الباصات القديمة وسوق الجملة والحسبة القديمة وخان شاهين لإقامة بؤر استيطانية جديدة.
ودعا حمدان المؤسسات الحقوقية والمنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياتهم ووقف اعتداءات سلطات الاحتلال ومستوطنيه على الشعب الفلسطيني وأرضه.
كما اقتحم مستوطنون قرية عينابوس جنوب نابلس ومنطقة برك سليمان جنوب بيت لحم بالضفة الغربية، بحماية قوات الاحتلال، وأعطبوا إطارات عدد من المركبات، وخطّوا شعارات عنصرية على جدران منازل الفلسطينيين ومسجد وعيادة القرية.
كما اقتحم عشرات المستوطنين منطقة برك سليمان جنوب بيت لحم ونفذوا جولات استفزازية فيها، بحراسة من قوات الاحتلال.
إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال مدن بيت لحم وسلفيت والخليل بالضفة الغربية واعتقلت 10 فلسطينيين، فيما استولت سلطات الاحتلال على آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين جنوب مدينة الخليل بالضفة، وقال منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان راتب الجبور: “إن قوات الاحتلال استولت على 4800 دونم من أراضي الفلسطينيين في جنوب مدينة الخليل وفي بلدتي بني نعيم ويطا جنوب المدينة لتوسيع مستوطنة مقامة على أراضي الفلسطينيين في المنطقة”.
كما اقتحمت قوات الاحتلال المسجد الأقصى واعتقلت اثنين من موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس المحتلة، وقال مسؤول الإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة فراس الدبس: “إن قوات الاحتلال اقتحمت المسجد واعتقلت مدير الإعمار بسام الحلاق والموظف في لجنة الإعمار محمد الهدرة أثناء محاولتهما إصلاح أرضية أحد ممرات الأقصى بجانب باب القطانين”، وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تمنع أعمال الترميم في الأقصى وتلاحق طواقم لجنة الإعمار بالاعتقال والإبعاد عن الأقصى.
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن الانحياز الأمريكي الكامل لسلطات الاحتلال يشجعها على تكثيف الاستيطان لفرض أمر واقع جديد يحقق مخططاتها الاستعمارية التوسعية على حساب الأرض الفلسطينية المحتلة، ولفتت إلى تصعيد سلطات الاحتلال والمستوطنين من اعتداءاتهم على أراضي الفلسطينيين وممتلكاتهم، مشيرةً إلى بدء المستوطنين بإقامة مستوطنة جديدة في البلدة القديمة بمدينة الخليل واستيلاء سلطات الاحتلال على عشرات الدونمات من أراضي قريتي بورين وعصيرة القبلية في نابلس وتصعيد عمليات هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم الاقتصادية وخاصة في مدينة القدس المحتلة والخليل والأغوار الشمالية.
وأدانت الخارجية حرب الاحتلال المفتوحة على وجود الشعب الفلسطيني، مشدّدةً على أن ممارسات سلطات الاحتلال تكذب المزاعم والادعاءات الأمريكية بشأن وجود “خطة لتحقيق السلام”.