بوتين: العلاقات مع واشنطن من سيئ إلى أسوأ
أعربت موسكو عن قلقها من قرار وارسو وواشنطن نشر سرب طائرات مسيّرة في بولندا وما قد يترتّب عليه من زيادة التوتر في أوروبا، فيما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، أن العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة متدهورة وتنتقل من سيئ إلى أسوأ. وقال بوتين، في مقابلة تلفزيونية، “إن العلاقات بين موسكو وواشنطن متدهورة وتنتقل من سيئ إلى أسوأ”، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية اتخذت خلال الأعوام الأخيرة عشرات القرارات المتعلقة بالعقوبات على روسيا، وأعرب عن أمله بأن تنجح روسيا والولايات المتحدة في إيجاد حلول بناءة في مجال الاقتصاد العالمي أثناء قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في مدينة أوساكا اليابانية يومي الـ 28 والـ 29 من الشهر الجاري. وأكدت روسيا مراراً رفضها سياسة العقوبات التي تنتهجها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مشددة على أن أي عقوبات ضدها لن تغيّر سياسة موسكو ولن تمر دون اجراءات جوابية روسية.
وفي جانب آخر أكد بوتين أن روسيا ستدعم الرئيس المولدوفي الحالي، إيغور دودون، وشركاءه في الائتلاف البرلماني، للتخلص من الأوليغارشيا التي اغتصبت السلطة في البلاد، وقال: “إننا بلا شك سندعم الرئيس (المولدوفي إيغور) دودون وشركاءه الحاليين في الائتلاف ليتخلصوا أخيرا من هؤلاء الناس، ولا أعرف كيف يمكن تسميتهم بشكل مؤدب، الذين كانوا يغتصبون السلطة حتى الآونة الأخيرة في مولدوفا”. وقارن بوتين التطوّرات الأخيرة في مولدوفا بما حدث في أوكرانيا، وأضاف: “إن السلطة في مولدوفا، مثلما حصل الأمر في أوكرانيا، اغتصبتها الهياكل الأوليغارشية التي استحوذت على مؤسسات الدولة، وخاصة على أجهزة الأمن والبرلمان والمؤسسات الأخرى”.
من جانبه، أعرب نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف عن قلق موسكو من قرار وارسو وواشنطن نشر سرب طائرات مسيرة في بولندا، وقال: “هذا يعكس المسار نحو تأزيم التوتر العسكري في أوروبا، خاصة ما يعرف بالجانب الشرقي للناتو، وتحت ذرائع كاذبة تنفّذ برامج تؤدي إلى التصعيد وعدم الاستقرار”. وأضاف ريابكوف: “عواصم دول الناتو تسعى لإعادة صياغة الجغرافيا السياسية في المنطقة ما يخلق ظروفاً غير مريحة للتنمية بالنسبة لنا”، موضحاً أن موسكو عرضت مراراً وتكراراً على دول الحلف مناقشة التدابير الأمنية الرامية إلى الحد من التصعيد على خط الاتصال بين روسيا والناتو، بما فى ذلك منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا، ولفت إلى عدم وجود أي استعداد من التحالف أو الأمانة الدولية لهذه المجموعة بالاستماع إلى عروض موسكو بشكل منطقي في الوقت الحالي.
بدوره صرح عضو لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي فرانتس كلينتسيفيتش أن موسكو ستتخذ إجراءات جوابية رداً على قرار الولايات المتحدة الخاص بنشر طائرات دون طيار في بولندا، وكتب، في صفحته على شبكة الفيسبوك للتواصل الاجتماعي، “من شأن هذا القرار أنه يزيد من تفاقم الوضع في القارة الأوروبية فقط دون أن يغيّر شيئاً في ميزان القوى.. وبطبيعة الحال سنقوم باتخاذ جميع الإجراءات الجوابية اللازمة”، وأضاف: “يبدو أن الولايات المتحدة تفعل عمداً ما يجعل العلاقات بين بلدينا آخذة في التفاقم وما يزيدها سوءاً أكثر فأكثر.. واليوم لا أحد يعلم إلى أي مدى نحن بعيدون عنها”.
ويكثّف حلف الناتو وجوده العسكري في أوروبا، ولا سيما قرب الحدود الروسية، بينما تستعد الولايات المتحدة لإقامة قاعدة عسكرية ونشر فرقة مدرعة دائمة الوجود في بولندا، وهي خطوة حذّرت روسيا من الإقدام عليها نظراً لما تحمله من تهديدات لأمنها وأمن المنطقة برمتها.