ثقافةصحيفة البعث

عرض راقص للأطفال برائحة الحبق

تفوح رائحة نبتة الحبق عندما تلمس اليد أوراقها، ويُقال أنها تكون سعيدة بهذه الحركة، وفي المركز الثقافي العربي –المزة- كان حبق الأطفال يرقص وينتشر بسرعة البرق مع الموسيقا ليبعثوا السعادة والجمال والبراءة في قلوب كل من حضر العرض الراقص الذي حمل عنوان “حبق” بمشاركة مجموعة من مواهب الأطفال المميزة.

“حبق”
يملك مخرج العرض نورس برو شيئاً أهم من الصبر والبال الطويل، ليس بحاجة الزواج ليكون لديه أبناء فأطفال فرقة سورية للمسرح الراقص هم بمثابة أولاده، يأخذ منهم الجانب الجميل والمبدع ويحوله ليظهر على المسرح فنا جميلا ، وعن عرض “حبق” قال: هو نشاط من نشاطات الأطفال ينتمي لمسرح الطفل، فالفرقة تضم ثلاثة أجيال: الأطفال والكبار والأمهات، ونحن نحرص دائماً على كسر حاجز الرهبة عند الأطفال أمام الجمهور، ليملكوا شخصية وحضوراً عل المسرح، لذلك نقدم نشاطات متعددة على مستوى المراكز الثقافية حتى يصبحوا قادرين على تقديم عمل فني يليق بهم، هؤلاء الأطفال منهم من انضم منذ سنوات ومنهم من عدة شهور وتعلموا بداية الرقص معنا. ولديهم عروضاً قادمة منها عرض على مسرح الحمرا، وفي معرض دمشق الدولي بدورته القادمة.

هموم الكبار
على المسرح كان الأطفال يقدمون أنفسهم وكأنهم فراشات ينتقلون بكل رشاقة على إيقاع الموسيقى، قدموا العرض بكل خبراتهم وحركاتهم الجميلة إلا أن الأغاني التي رقصوا عليها كانت للكبار، ولم تكن خاصة بالأطفال أو موسيقا للصغار، بالإضافة إلى المونولوجات التي قدمها كل طفل حملت مواضيع “كبيرة” عليهم –نوعاً ما- إلا أنها واقع مثل الشهادة والوطن والهجرة وإعمار البلد ووجع الحرب ومرض التوحد، وعن هذه النقطة قال برو: خرجنا اليوم بعد ثماني سنوات حرب، وفي هذه الفترة تربى جيل بطريقة مشوهة وبالتأكيد هذا واضح للجميع، في الشارع نجد ألعابهم عبارة عن أسلحة ومسدسات بسبب التأثر بالحرب، في الواقع يحتاج الطفل إلى تعامل واع وعقل ناضج يستمع إليه ولرغباته، وحرصت فرقة “سورية للمسرح الراقص” منذ اليوم الأول للحرب على إبعاد الطفل عن هذا الواقع المرير، ويراها بطريقة لها علاقة بتوجه الفرقة بالعقلية الناضجة، واليوم عندما نسمع هذه المونولوجات النابعة من إحساس الأطفال بلغتهم وكلماتهم وصوتهم الجميل الرنان وأغاني الكبار ببساطة يمكن القول أننا نرى الحرب من وجهة نظرهم وليس من الضروري وضعهم في خانة “هالصيصان” لذلك قدمنا عرض “حبق”.

نشاطات متميزة
بدورها قالت مديرة النشاطات الثقافية وفاء شباط عن العرض: اعتدنا في المركز الثقافي –المزة- تقديم فعاليات تُعنى بتنمية الفكر والجمال الحسي لدى الأطفال، كما اعتدنا التواصل مع فنانين وهواة لتقديم نشاطات لهؤلاء الأطفال خاصة بعد معاناتهم في الحرب التي نعيشها، وعرض “حبق” هذه النبتة التي لا يخلُو أي منزل منها ستفوح رائحتها على خشبة مسرح المركز.

الأطفال
أما الأطفال فتشاركوا جميعاً بجملة “الأستاذ نورس شجعنا ونحبه كثيراً” وقدم الدعم الكامل ليتميزوا بالرقص، وقالت ناي سلطان إحدى المشاركات في العرض: تعلمت الرقص في الفرقة منذ الصغر وقدمت العديد من العروض، وقالت والدتها: يجب إعطاء الأطفال الثقة بالدرجة الأولى بأنهم قادرون على تقديم كل الحركات والتعبير عن مشاعرهم بالرقص، خاصة أنها ميولهم، لذلك يجب تشجعيهم وتقديم المساعدة والدعم المعنوي لهم ونكون جنباً إلى جنب معهم.
وكفراشة بيضاء كانت جودي عبد الحي تشعر بثقتها المطلقة على المسرح، ترقص في البيت لوحدها دون أغاني، دخلت إلى فرقة الرقص بالصدفة بتشجيع من والدتها وأستاذها، وعن هوايتها قالت: أنا أحب الرقص كثيراً وأتمنى أن أصبح راقصة باليه. وتغزلت بالطفل سام سلطان –الفتى الوحيد في الفرقة- والذي قدم خلال العرض فقرة مثلت الجندي السوري، وقلت له عندما تكبر وترتدي البذلة العسكرية ستكون أجمل شاب يرتديها فأجابني ببراءة الأطفال أعتقد أنها جميلة على كل الشباب، وعن العرض قال:
قدمت ثلاثة عروض سابقاً، وأنا أحب الرقص كثيراً وأتدرب على الحركات التي أتعلمها دائماً لكي أتطور وأصبح راقصاً بارعاً مع الأيام.
جمان بركات