غداً.. إضراب عام في الجولان ضد “مخطط التوربينات” الاستيطاني
أعلن أهلنا في الجولان السوري المحتل تنظيم إضراب عام غداً الثلاثاء، وذلك في كل مرافق الحياة العامة بقرى مجدل شمس وبقعاثا ومسعدة وعين قنية، ضد المخطط الاستيطاني الجديد لكيان الاحتلال الإسرائيلي، والمتضمّن تركيب مراوح هوائية كبيرة على أراضيهم الزراعية.
ولم يكن “مخطط التوربينات”، أو ما يعرف بالمراوح الهوائية، الذي يحاول كيان الاحتلال تمريره بحجة توليد الكهرباء من طاقة الرياح، إلا مراوغة وصولاً إلى مصادرة أكثر من ستة آلاف دونم من الأراضي التي تعود ملكيتها لأبناء قرى مجدل شمس وبقعاثا ومسعدة وعين قنية، وتهجير السكان من منازلهم وأراضيهم، بسبب الآثار التي سيتركها هذا المخطط.
وأدان أهلنا في الجولان عقد اجتماع لحكومة الاحتلال على أرض الجولان، وتسمية مستوطنة باسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدين أنها إجراءات باطلة ومخالفة للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة، ولن تغيّر من حقيقة الجولان التاريخية بأنه أرض عربية سورية، مجددين حقهم بالتصدي لكل مخططات الاحتلال في الجولان المحتل.
وشدّد أهلنا في قرى مجدل شمس ومسعدة وبقعاثا وعين قنية على أن عقد هذا الاجتماع على أرض الجولان السوري هو تدنيس لقدسية هذه الأرض، وضرب عرض الحائط بكل القرارات الأممية الصادرة تجاه الجولان، التي تؤكد أنه أرض سورية محتلة.
ووصف الأسير المحرّر الشيخ سليمان المقت هذه الخطوة بالعدوانية، وتعبّر عن سياسة الاحتلال، التي لا تقيم وزناً للمواثيق والقوانين الدولية، مؤكداً أن جميع أشكال المخططات الإسرائيلية لا تعدو كونها فقاعات في الهواء، ولا تغيّر من حقيقة الجولان التاريخية والجغرافية وهويته العربية السورية، مبيناً أن مصيرها الفشل بفضل صمود أهلنا وتشبثهم بأرضهم وانتمائهم التاريخي لوطنهم الأم سورية.
مختار الجولان عصام شعلان، شدّد على تمسك السوريين بكل شبر من أرض الجولان المحتل وإصرارهم على تحريره، مشيراً إلى أن القضاء على الإرهاب الذي تعاني منه سورية يعد انتصاراً على الكيان الصهيوني والولايات المتحدة وحلفائها.
وأكد الأسير المحرر علي اليونس رئيس لجنة دعم الأسرى السوريين المحررين والمعتقلين في سجون الاحتلال أن عقد اجتماع حكومة الاحتلال على أرض الجولان هو استكمال لسياستها الاستفزازية والتوسعية التي تتماهى إلى درجة كبيرة مع سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الرامية إلى نهب ثروات الجولان وتشريد سكانه وتهجيرهم من ديارهم.
من جانبهما مرزوق شعلان وحسن فخر الدين من أهالي الجولان، أكدا أن الجولان المحتل أرض سورية كانت وستبقى لأنها أرض الآباء والأجداد نحميها بدمائنا وأرواحنا، ولا نتنازل عنها وأن الاحتلال إلى زوال، مشيرين إلى أن سلطات الاحتلال جهدت منذ الأيام الأولى لاحتلالها الجولان إلى تغيير معالمه، ولكنها فشلت، ولم تستطع محو أو تزييف هويته العربية السورية، واليوم سيكون الفشل الذريع مصير الإجراءات الجديدة.
وفي السياق ذاته أصدرت لجنة دعم الأسرى السوريين المحررين والمعتقلين في سجون الاحتلال بياناً أدانت فيه عقد اجتماع لحكومة الكيان على أرض الجولان السوري المحتل، وقالت: تواصل سلطات الكيان الصهيوني سياساتها القمعية والتوسعية بحق الجولان السوري المحتل ضاربة عرض الحائط بكل المواثيق والقرارات الدولية مستندة في سياساتها العدوانية إلى دعم الإدارة الأمريكية، وأضافت: مهما تآمرت قوى العدوان، فسيبقى الجولان أرضاً عربية سورية، وسيعود محرراً إلى كنف الدولة السورية رغم أنف الاحتلال، داعية منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى وضع حد للسياسات التوسعية والعنصرية التي دأبت سلطات الكيان الصهيوني على تنفيذها، وأكدت أن السوريين متمسّكون اليوم بأرضهم أكثر من أي وقت مضى، وهم على موعد قريب مع تحرير كل ذرة تراب من الجولان السوري المحتل.
يأتي ذلك فيما أكد الأسير المحرّر الشيخ سليمان المقت في اتصال هاتفي أن إعلان هذا الإضراب الوطني يأتي عقب اجتماع ضم مشايخ الجولان بقرية مسعدة الليلة قبل الماضية للتأكيد على التمسّك بالهوية العربية السورية لأهلنا في الجولان، وأن الجولان المحتل جزء لا يتجزأ من أراضي سورية، وسيعود إلى كنف السيادة الوطنية السورية مهما طال ليل الاحتلال، وشدّد على أن أهالي الجولان المحتل، ومن خلال هذا الإضراب، يؤكّدون رفضهم لكل ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحقهم، وآخرها محاولة إقامة ما يسمى بالانتخابات المحلية ومخطط التوربينات.
ويشكّل هذا المخطط -والذي يتضمّن تركيب نحو 52 مروحة هوائية عملاقة ومصادرة نحو 600 دونم من أراضي أبناء الجولان المحتل- خطراً كبيراً على أهالي الجولان المحتل لما له من آثار سلبية وأخطار صحية عليهم، ولا سيما على الواقعة منازلهم بالقرب من التوربينات، كما أن إقامتها وسط البساتين ستقلل من المساحات المزروعة، وستكون ذريعة إضافية لمصادرة المزيد من المساحات المزروعة من قبل قوات الاحتلال.
وفي منتصف الشهر الماضي، جدّد أبناء الجولان السوري المحتل، خلال اجتماع في بلدة مجدل شمس المحتلة، رفضهم المطلق والقاطع للمخطط الاستيطاني الصهيوني بإقامة مراوح هوائية “توربينات” على ممتلكات الأهالي من أبناء بلدة مجدل شمس ومصادرة أراضيهم بالقوة، وأكدوا أن تنفيذ المخطط على أراضي وأملاك أبناء الجولان هو أحد أوجه الاستيطان الرامي إلى سرقة ونهب خيرات الجولان، مشددين على مواصلة العمل لإسقاط هذا المخطط والتصدّي له مهما كانت العواقب. وأوائل آذار الماضي، أكد أهلنا في الجولان، في الوثيقة الوطنية التي جمعت تواقيع أهالي قرى مجدل شمس ومسعدة وبقعاثا وعين قنية الصادرة عن الهيئات الدينية والفعاليات الاجتماعية في القرى المذكورة، استعدادهم لمواصلة معركة الدفاع عن الأرض، وإسقاط مخططات التهويد والتهجير القسرية بحق الجولان، أرضاً وسكاناً وتاريخاً، مشدّدين على تشبثهم بأرضهم، التي توارثوها عن الآباء والأجداد منذ آلاف السنين، والمسجّلة في السجلات العقارية السورية، وأنهم لن يتخلّوا عنها، وسيروونها بدمائهم كما رووها من قبل بعرقهم ودمهم.
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين، وفي رسالة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، أكدت أن استمرار سلطات الاحتلال في سياستها الاستيطانية العدوانية في الجولان السوري المحتل، والضغط على أهلنا لإجبارهم على تسجيل أراضيهم المملوكة عن آبائهم وأجدادهم لدى دائرة الملكية التابعة لسلطات الاحتلال، وكذلك مسح الأراضي الزراعية بهدف وضع اليد عليها تشكّل انتهاكاً للقانون الدولي، داعية مجلس الأمن والأمم المتحدة للتحرّك لوقف هذه الإجراءات العدوانية، وتابعت: إن الجمهورية العربية السورية تكرّر التأكيد على أن الجولان السوري المحتل هو جزء لا يتجزأ من أراضيها، وستعمل على إعادة كل ذرة من ترابه إلى الوطن بكل الوسائل المتاحة، باعتباره حقاً أبدياً لا يسقط بالتقادم.