الصفحة الاولىصحيفة البعث

ردّاً على الاستفزازات الأمريكية روسيا تعزّز قواتها على حدود بولندا

لا تنفك الإدارة الأمريكية الحالية تمارس الاستفزازات ضد روسيا في جميع الاتجاهات، وآخر ما حرّر في هذا الإطار نشر الجيش الأمريكي 6 نقاط مراقبة له في بولندا على الحدود الغربية لروسيا، الأمر الذي استدعى ردّاً روسياً مباشراً. فقد أعلن النائب الأول لرئيس اللجنة الدولية بمجلس الاتحاد الروسي، فلاديمير جباروف، أن روسيا ستعزّز قواتها هناك ردّاً على تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في بولندا.

وقال جباروف، أمس ردّاً على تصريحات وزير الدفاع البولندي، ماريوش بلاشاك، بشأن نية الجيش الأمريكي نشر 6 نقاط له عند الحدود الشرقية لبولندا على وجه الخصوص: “بالطبع روسيا ستعزز وجودها العسكري في تلك المنطقة”.

ووفقاً له، فإن بولندا ستصبح “هدفاً للضربات” إذا جرت مهاجمة روسيا من أراضيها، وتابع: “يبدو أنهم في بولندا لا يفهمون ذلك. قد يرغبون أن يكونوا قاعدة عسكرية لأحد ما”.

وأعلن وزير الدفاع البولندي، في وقت سابق أمس، أن الجيش الأمريكي سينشر 6 نقاط له عند الحدود الشرقية على وجه الخصوص، وقال: “توصّلنا إلى اتفاق يشير إلى 6 نقاط ستنتشر فيها الوحدات الأمريكية”.

جاء ذلك في الوقت الذي أعلن فيه المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، أن الجانب الأمريكي لم يصُغ بعد مقترحاتٍ لإجراء محادثات محتملة بين الزعيمين الروسي والأمريكي خلال قمة مجموعة العشرين باليابان.

وقال بيسكوف للصحفيين أمس: “لا أخبار بخصوص اجتماع كامل محتمل بين الرئيسين بوتين وترامب في أوساكا، وهذا يعني أن الجانب الأمريكي لم يضَع حتى الآن أي مبادرات أو مقترحات بشأن هذا الموضوع”، مشيراً إلى أن المحادثات المختصرة “على الأقدام”، لا يمكن اعتبارها اجتماعاً كاملاً.

وأكد الكرملين، أمس الأول، استعداده لتنظيم لقاء بين الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والأمريكي، دونالد ترامب، قبيل قمة “مجموعة العشرين”، لكنه أشار إلى عدم وجود إشارات من واشنطن حول هذا الموضوع.

وفي شأن آخر له علاقة بالاستفزازات الأمريكية لبلاده، قال بيسكوف: إن هناك مؤشرات على حرب الكترونية ضد روسيا، مشيراً بهذا الخصوص إلى قيام مؤسسات الدولة الأمريكية بشن هجمات الكترونية ضد روسيا.

وفي تعليقه على مقالة صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، التي تؤكد أن واشنطن أدخلت برامج الكترونية مضرّة في نظام الطاقة الروسي، يمكن أن تستخدمها حال تدهور العلاقات الثنائية، قال بيسكوف للصحفيين أمس: “كما أعرف فإن ترامب نفى صحة هذه المعلومات بشكل قاطع”، وأضاف: “إذا تصوّرنا أن مؤسسات ما تابعة للدولة تقوم بذلك دون إبلاغ الرئيس ترامب بذلك، فيدل هذا بلا شك على وجود مؤشرات على حرب الكترونية ضد روسيا”، وتابع: “كانت المجالات الاستراتيجية الحيوية لاقتصادنا ولا تزال تتعرّض لهجمات الكترونية من الخارج، ويمكننا تأكيد ذلك للأسف الشديد، وتقوم مؤسساتنا بمكافحة هذه الهجمات لمنع إلحاق أي ضرر باقتصادنا ومجالاته الحساسة”.

وذكر بيسكوف أن الرئيس الروسي يحاول دوماً “تشجيع التعاون الدولي لمواجهة كل أشكال الجرائم الالكترونية بشكل مشترك”، مضيفاً: “لكن شركاءنا الأمريكيين، للأسف، لم يردّوا بشكل أو بآخر على اقتراحاتنا”.

وفي إطار ردّها على اتهامات الجانب الأمريكي لها بانتهاك معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن كل الاتهامات التي توجّهها الولايات المتحدة لروسيا بانتهاك المعاهدة غير صحيحة تماماً.

وجاء في بيان للخارجية الروسية نشر على موقعها الرسمي: “تواصل الولايات المتحدة توجيه اتهامات لا أساس لها بانتهاك روسيا لمعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، والآن سمعنا ذلك في بيان الدائرة الاستخباراتية لوزارة الدفاع الأمريكية الذي تم نشره في 13 حزيران الجاري، ولا يمكننا تقييمه إلا كـ”تغطية” للخطوات الأمريكية الهادفة إلى انسحابها من هذه المعاهدة واستئناف إجراء التجارب النووية الشاملة”.

ونشرت الدائرة الاستخباراتية لوزارة الدفاع الأمريكية سابقاً بياناً أكدت فيه أن “الحكومة الأمريكية، بما فيها الاستخبارات، توصّلت إلى استنتاج أن روسيا كانت تجري تجارب نووية”، ولم تقدّم الدائرة أي تفاصيل أو أدلة على صحة تأكيداتها، وكان هذا البيان يهدف إلى “تفسير” تصريح رئيس المخابرات العسكرية الأمريكية، روبرت أيشلي، الذي عبّر في وقت سابق عن اعتقاده بأن روسيا “على الأرجح لا تراعي الحظر المفروض على إجراء التجارب النووية..”، ولم يقدّم أيشلي أي أدلة أيضاً.