ترامب لا يستحق رسالة من طهران
ترجمة : لمى عجاج
عن موقع فورين بوليسي 14/6/2019
بعد يوم من الهجوم على ناقلتين نفطيتين في خليج عمان تردد بعض حلفاء الولايات المتحدة في الانضمام إلى إدارة ترامب في إلقاء اللوم على إيران بشكل مباشر وصريح وخاصةً مع وجود كل هذه الروايات المتضاربة مما أضفى شعوراً من الريبة والشك الذي زاد من حدة التوتر بين واشنطن وطهران.
سرعان ما ألقت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باللوم على إيران في هجمات الخميس الماضي التي استهدفت سفينة نرويجية وسفينة يابانية تحمل منتجات نفطية في المنطقة الإستراتيجية التي يتم عبرها نقل معظم النفط العالمي. ونشرت وزارة الدفاع الأمريكية لقطات لفيديو بالأبيض والأسود يزعم بأن إيران تقف وراء الهجوم، لكن البعض من حلفاء الولايات المتحدة تريثوا ولم يسارعوا في إلقاء اللوم على إيران بشكلٍ صريحٍ ومباشر وعلى رأسهم اليابان والنروج. كما نفت الحكومة الإيرانية من جانبها الاتهامات الأمريكية بتورطها في هذا الهجوم.
لقد اتخذت القيادة المركزية الأمريكية خطوة غير مسبوقة بنشر لقطات للحادث تظهر أن القوات الخاصة الإيرانية كانت تحاول إزالة لغم غير منفجر من جانب إحدى ناقلات النفط التي تضررت في الحادث، ولكن بعد ساعات قليلة على الانفجار خرج المالك الياباني لإحدى الناقلات ليناقض الرواية التي عرضها الجيش الأمريكي قائلاً أن السفينة انفجرت نتيجة إصابتها بقذيفة وليست بسبب لغم أو طوربيد مما زاد من البلبلة والشعور بعدم اليقين. من جهتها دعمت المملكة المتحدة اتهامات الولايات المتحدة لإيران فبعد أن أجرت حكومة بريطانيا تقييمها الخاص صرح وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت عن دعم بريطانيا للولايات المتحدة في بيان قال فيه أنه: من المؤكد بأن فيلق الحرس الثوري الإيراني هو من كان وراء الهجمات ودعا طهران إلى وقف جميع أشكال النشاط المزعزع للاستقرار، لكن حلفاء الولايات المتحدة الذين لم يوافقوا واشنطن على انسحابها من الاتفاقية النووية مع إيران في عام 2015 استبعدوا هذا الاتهام ولم يتقبلوه لتخوفهم من تفاقم الأزمة الدبلوماسية بين واشنطن وطهران، وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن الفيديو ليس كافياً بحد ذاته لاستخدامه كدليل حيث قال للصحفيين في زيارةٍ قام فيها لأوسلو في النرويج “إن ما يعرضه الفيديو يجعلنا بالفعل نفهم ما حدث لكنه غير كافي بالنسبة لإجراء تقييمٍ نهائي”.
وفي وقتٍ متأخرٍ من يوم الخميس أصدر مركز “سنتكوم” للمعلومات جدولا زمنيا مفصلا للأحداث لتسليط الضوء على الحادث والتحقق من ادعاءات الولايات المتحدة، وأكد أن نداء الاستغاثة الأول جاء من سفينة “فرونت ألتير” المملوكة لمجموعة فرونتلاين النرويجية في الساعة 6:12 صباحاً، بينما جاء النداء الثاني من سفينة “كوكوكا كاريدجس” المملوكة من اليابان في الساعة السابعة تقريباً، ووفقاً لسنتكوم رصدت طائرة أمريكية زورقاً دورياً تابعاً للحرس الثوري الإيراني إلى جانب مركبات أخرى للهجوم السريع وذلك في الساعة التاسعة وستة وعشرين دقيقة صباحاً، وبأن القوات الإيرانية التي أنقذت البحارة من ألتير السفينة التي تعرضت للهجوم طالبت السفينة بتسليم طاقمها وتم نقل الطاقم، وهذا ما أكدته وكالة الأنباء الإيرانية “تسنيم” حيث أفادت بأن زورقاً بحرياً إيرانياً كان يحاول السيطرة على الحريق في ناقلة “فرونت ألتير” النرويجية في خليج عمان في 13 حزيران في نهاية هذا الأسبوع، غير أن الشركاء الإقليميون للولايات المتحدة في المنطقة أي (السعودية والإمارات المتحدة ) حاولوا أن يظهروا نوعاً من ضبط النفس لا لشيء إلا لأنهم يدركون أن الصراع الأمريكي الإيراني لا يصب في مصلحتهم ولأنهم في الوقت نفسه يريدون من الولايات المتحدة أن تقوم ببذل المزيد من الجهد لتأمين الحماية اللازمة لهم.
من جهته أدان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الاتهامات الأمريكية واعتبر بأنها وُجهت لإيران من دون وجود أية أدلة فعلية أو ملموسة وذهب ظريف لأبعد من ذلك ليتهم الولايات المتحدة بالتدبير لهذا الحادث مغرداً عبر حسابه على تويتر” يسارعون دوماً إلى توجيه التهم إلى إيران دون أي دليل فالشكوك لا تعني بالضرورة أنها الحقيقة ” هذا وقد تزامنت هذه الهجمات مع اللقاء الذي جمع بين رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي والمرشد الأعلى الإيراني في طهران لإجراء محادثاتٍ في محاولةٍ لفتح حوارٍ بين طهران وترامب واحتواء التوتر الحاصل بين البلدين، لكن خامنئي رفض التفاوض مع ترامب وكان رده بأن ” ترامب لا يستحق رسالة من طهران .. وأن طهران لن تتفاوض مع أمريكا فهو لا يستحق حتى تبادل الرسالة ” فترامب ليس لديه أي سبب مقنع لتبرير سياسته تجاه إيران.