الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

أداة الجريمة في مزاد

في السابع والعشرين من تموز عام 1890 دلف فنسنت فان غوغ إلى حقلٍ للقمح، وأطلق النار على صدره، وذلك بعد 18 شهراً من معاناته من اضطرابات نفسية وعقلية، منذ أن بتر أذنه اليسرى بشفرة، في عام 1888، وقد تهرب مؤرخو الفن على مدار قرنٍ من الزمان عن الدافع الذي أدى بفان غوغ إلى قطع أذنه، حتى جاء الكاتب مارتن بيلي الذي أرجع تلك الحادثة إلى خطابٍ كان فنسنت قد تلقّاه من أخيه ثيو يوم الحادثة تحديداً يضم 10 فرنكات وخبرٍ بالزواج، فأخاه الذي سانده في حياته لسنواتٍ طويلة، قد قرر الزواج، وهو ما أربك الأخ من فقدان عائله وصديقه الوحيد، وعن الدوافع الأخرى وراء الحادث، فيرويها خوشبين الصديق المقرب لفنسنت في تحليله لشخصية فان غوغ بمجلة «هارفارد»، في يوم الحادثة؛ كان هناك عراك كبير بين غوغان وفنسنت، وحينها سمع فنسنت أصواتاً في أذنه تخبره بأن عليه أن يقتل غوغان، فأمسك بالشفرة الحادة، مهاجماً شريكه، إلا أنه تذكر قول الكتاب المقدس، «وإن أعثرتك عينك فاقلعها. خيرٌ لك أن تدخل الحياة أعور من أن تُلقى في جهنم النار ولك عينان»، فأدار الشفرة ضد أذنه التي أساءت إليه. يبرر خوشبين تصرف فنسنت، بأنه قد عانى في فتراتٍ متقطعة من حياته نوعاً خاصاً لاضطراب الشخصية، مرتبطاً بالصرع، والذي تحول إلى سلوك عدواني أدى به إلى إطلاق النار على نفسه من مسدس كان بحوزته.

يعود اليوم هذا المسدس المشؤوم إلى دائرة الضوء حيث تم عرضه في مزاد علني  بقاعة “دروو” في باريس، وقدرت دار المزادات سعر المسدس المشؤوم وهو من ماركة “لوفوشو” وعيار 7 مليمترات بين 40 و60 ألف يورو. يكسو المسدس صدأ شديدا، عُثِرَ عليه في عام 1960 تقريباً، في الحقول الواقعة خلف المنزل الريفي الكائن في قرية أوفير شيرواز، وتفيد دار “أوكشن آرت” أن تحليل المسدس العلمي أثبت أنه بقي مطموراً تحت التراب لفترة من الزمن قد تتوافق مع عام 1890. وفي عام 2011، طرح باحثون أمريكيون فرضية أن فنسنت فان غوغ لم يقدم على الانتحار بل أصابه عرضاً شابان كانا يلهوان بالمسدس.