إحباط هجمات إرهابية على محور تل ملح في ريف حماة.. و”قسد” تعتقل العشرات في ريف دير الزور
أحبطت وحدات من قواتنا المسلحة أمس هجمات إرهابية على محور تل ملح بريف حماة الشمالي بعد أن أوقعت العديد من الإرهابيين بين قتيل ومصاب، ودمّرت آليات لهم بعضها مزود برشاشات، فيما أمعنت التنظيمات الإرهابية في اعتداءاتها على المناطق الآمنة، حيث طالت القذائف الصاروخية 6 قرى وبلدات بريف حماة، وأسفرت عن وقوع دمار في منازل الأهالي وممتلكاتهم.
بالتزامن، واصلت ميليشيا “قسد” المدعومة من الاحتلال الأمريكي أعمال الخطف والتنكيل بالمدنيين وسرقة أرزاقهم وإحراق محاصيلهم في المناطق التي تنتشر فيها، حيث اعتقلت أمس أكثر من 111 شخصاً من قريتي الطيانة وشويحان بريف دير الزور بسبب رفضهم بيع محاصيلهم الزراعية للميليشيا.
وفيما أكدت روسيا أن الغرب أنفق مليارات الدولارات لدعم من كان يسميهم “المعارضة المسلحة” في سورية ليصبح فيما بعد عاجزاً عن فصلهم عن الإرهابيين المتطرفين، شدد العراق على ضرورة حل الأزمة بشكل سياسي ومواجهة الإرهاب لإنهاء معاناة الشعب السوري.
وفي التفاصيل، اشتبكت وحدات من الجيش مع مجموعات إرهابية من تنظيم جبهة النصرة شنت هجوماً واسعاً على النقاط العسكرية المتمركزة في محور تل ملح بريف حماة الشمالي، وانتهت الاشتباكات بإحباط الهجوم بعد مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين وتدمير عربة مصفحة وعتاد وآليات لهم بعضها مزود برشاشات.
وفي المحور الشمالي الغربي أيضاً أفشلت وحدات من الجيش هجوم مجموعات أخرى من إرهابيي ما يسمى حراس الدين وأنصار التوحيد وكتائب العزة على النقاط العسكرية عبر وادي عثمان بالتزامن مع الهجوم عبر محور تل ملح المجاور، ودمّرت عربة مفخخة للإرهابيين قبل وصولها إلى هدفها، وقضت على عدد منهم.
في غضون ذلك، اعتدت المجموعات الإرهابية المنتشرة في منطقة خفض التصعيد ولا سيما في بلدتي كفر زيتا واللطامنة بريف حماة الشمالي والأطراف الجنوبية لبلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي بالصواريخ على منازل المدنيين وأراضيهم في قرى وبلدات كرناز والحماميات والشيخ حديد وكفرهود والجديدة والجلمة، وأدت الاعتداءات إلى وقوع أضرار مادية في بعض المنازل والممتلكات العامة والخاصة وعدد من الحقول الزراعية.
وردت وحدات الجيش العاملة بريف حماة على الفور على مصادر الاعتداءات ودمّرت مقرات ومنصات إطلاق الصواريخ للمجموعات الإرهابية مركّزة ضرباتها على بلدتي اللطامنة وكفر زيتا، حيث تتجمع أعداد كبيرة من إرهابيي جبهة النصرة وكتائب العزة.
وفي إطار اعتداءاتها المتكررة على المواطنين، ذكرت مصادر أهلية وإعلامية متطابقة أن عناصر من ميليشيا “قسد” شنت حملة اعتقالات في عدد من قرى ريف دير الزور، حيث قامت وبدعم من طائرات التحالف الأمريكي بمحاصرة بلدة الطيانة جنوب شرق مدينة الميادين واقتحامها وسط إطلاق نار كثيف، واعتقلت نحو 100 من أبنائها.
وإلى الشمال من مدينة دير الزور أشارت المصادر إلى أن مجموعات من الميليشيا المذكورة مدججة بالأسلحة تقلها سيارات محمّلة برشاشات اقتحمت قرية شويحان، واعتقلت 11 شخصاً من أبنائها في ظل حالة من الهلع بين الأهالي، وأكدت المصادر أن سبب تلك الاعتقالات والاعتداءات يعود لرفض الأهالي تسليم محاصيلهم من القمح والشعير لميليشيا قسد.
يذكر أن معظم مناطق ريف دير الزور الواقعة تحت سيطرة ميليشيا “قسد” تشهد احتجاجات شعبية واسعة تطالب بطرد هذه الميليشيات المدعومة من الاحتلال الأمريكي من قراهم وبلداتهم جراء الممارسات التي تقوم بها ضد السكان المدنيين، كما تسبب إطلاق الرصاص الحي على المظاهرات خلال الشهر الفائت من قبل “قسد” باستشهاد عدد من المدنيين وإصابة آخرين.
إلى ذلك، قال رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين: إن المتطرفين الهاربين من الضربات التي يتلقونها على يد الجيش السوري بدؤوا بالارتداد إلى المدن الأوروبية، وعلى دول الغرب الآن التوقف عن محاولتها مغازلة المجموعات الإرهابية في سورية والعراق لأن هذا الأمر خطير للغاية، وتابع المسؤول الروسي: يبدو أن هذه الدول كانت تأمل بانتقال الجبهة الإرهابية بعد هزيمتها في الأراضي السورية والعراقية إلى منطقة أخرى بعيداً عن أوروبا كأفغانستان أو آسيا الوسطى، مشيراً إلى أن واشنطن تفرض إجراءات اقتصادية قسرية أحادية على الدول الأخرى بشكل اعتباطي دون حتى أن تأخذ بعين الاعتبار رأي أقرب حلفائها، موضحاً أنه ليس سراً أن العقوبات أصبحت وسيلة مفضلة للسياسة الأمريكية خلال السنوات القليلة الماضية، وما يثير الانزعاج بشكل خاص هو أن القيود يتم تطبيقها بشكل تعسفي وإفرادي وبتهور.
سياسياً، قال الرئيس العراقي برهم صالح خلال لقائه في بغداد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف والوفد المرافق له: إن هناك أهمية لتعزيز أواصر الصداقة وتوسيع التعاون بين العراق وروسيا في المجالات السياسية والاقتصادية وبما يخدم مصالح الشعبين الصديقين، منوهاً بالدور الروسي في الحرب ضد الإرهاب ودعم العراق في هذا السياق، كما تم خلال اللقاء بحث تطورات الأوضاع في المنطقة والتأكيد على وجوب اعتماد الحوار الإيجابي والصريح بين جميع الأطراف لحل الأزمات بما يضمن استقرارها وازدهارها ويحقق تطلعات شعوبها.
وفي وقت لاحق، بحث رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري مع لافرنتييف التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة، كما استعرض الجانبان خلال اللقاء الذي حضره نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين والسفير الروسي في بيروت الكسندر زاسبيكين الأوضاع في سورية وموضوع عودة المهجّرين السوريين إلى وطنهم.