إدارة ترامب” تفضيل الحرب على السلام”
ترجمة: سمر سامي السمارة
عن موقع كومن دريمز 15/6/2019
بالنظر إلى تاريخ واشنطن في المنطقة، ينبغي أن نتوقف عند السرعة التي أطلقت فيها واشنطن الاتهام لطهران.
سارعت إدارة ترامب في توجيه أصابع الاتهام إلى إيران بعد انفجار ناقلتين نفطيتين من اليابان والنرويج في خليج عمان. وهنا لابد من التوقف قليلاً بعد هذا الاتهام، نظراً إلى تاريخ جون بولتون الطويل في فبركة المعلومات الاستخباراتية لصالح الحرب. فمجرد عملية جمع الأدلة حتى دون الوصول إلى أدلة قاطعة حول الطريقة التي تم من خلالها تنفيذ الهجوم مؤخراً ، ومن كان وراء ذلك يستغرق الأمر أياماً وأسابيع وليس ساعات.
في الواقع، تجنب وزير الخارجية مايك بومبيو في مؤتمره الصحفي، الادعاء بوجود أي دليل وقدم اتهاماته كـ “تقييم حكومي” ، وهو يختلف عن تقييم الاستخبارات الأمريكية، وبالطبع هذا يطرح سؤالاً آخر: إذا لم يكن لدى الإدارة أدلة ولا يمكنها سوى تقديم تقييم “حكومي” أي نظرية، إذاً لماذا تعقد مؤتمراً صحفياً في المقام الأول؟
بدلاً من تقديم الأدلة، قدم بومبيو سلسلة من الاتهامات المزعومة لأنشطة سابقة لإيران، وكرر مزاعمه السابقة – دون تقديم أية أدلة – بأن إيران كانت وراء الهجوم على أربع سفن تجارية أخرى بالقرب من مضيق هرمز في الثاني عشر من شهر أيار الفائت. وقال أنه يشتبه في تحرك الصواريخ الإيرانية في وقت سابق من هذا الشهر، بعد تهديد ترامب لإيران بالإبادة الجماعية في تغريده له عبر تويتر.
كان بولتون، مستشار الأمن القومي، قد حاول في وقت سابق تقديم هذه الإجراءات على أنها هجومية، على الرغم من أن الاستخبارات الأمريكية قد فسرتها على أنها مناورات دفاعية. حتى أن بومبيو لمحَ إلى أن الهجوم الذي شنته حركة طالبان ضد القوات الأمريكية في أفغانستان – العدو اللدود لإيران – كان دليلاً على العدوان الإيراني.
ولكن بالنظر إلى العلاقة المعقدة لإدارة ترامب مع الحقائق، بما في ذلك تاريخ بولتون في التلاعب بالمعلومات الاستخباراتية، يجب أن تخضع هذه الاتهامات لتدقيق مكثف.
مع ذلك، فقد تحولت الأنظار إلى طهران مع انتشار الأخبار عن الانفجارات، على الرغم من أنه يمكن لإيران أن تحقق معظم أهدافها – إن لم يكن كلها – من خلال اتخاذ تدابير عملية أكثر بكثير من شن الهجمات على ناقلات النفط، يمكنها، على سبيل المثال، توسيع برنامجها النووي ببطء والاقتراب من حدود هامش ما تسمح به الصفقة النووية التي قام ترامب بإلغائها. وقد فعلت طهران ذلك الشهر الماضي عندما هددت بتجاهل بعض القيود التي فرضها الاتفاق النووي، ما لم يكن يوفر الاتحاد الأوروبي الفوائد الاقتصادية التي وعد بها.
من ناحية أخرى، لن تستفد إيران من التصعيد العنيف حيث سيتم النظر إليها كمعتدي ، الأمر الذي سوف يسمح لإدارة ترامب بتصوير سياستها العدائية على أنها دفاعية ومبررة. علاوة على ذلك، فإن حقيقة أن إحدى الناقلات وهي “كوكوكا كاريدجس” تتعلق بشركة يابانية يثير أسئلة إضافية، حيث وقع الهجوم عليها بينما كان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي يجتمع مع آية الله علي خامنئي.
إذا كانت الحكومة الإيرانية وراء الهجوم، فذلك يعني إذلال آبي. ماذا يمكن لإيران أن تستفيد من مثل هذا العداء غير المبرر. فإذا كانت طهران غير مهتمة بعرض آبي للوساطة ، لكان من الممكن أن ترفض ببساطة طلبه بزيارة البلاد لهذا لن تكون هناك حاجة لإذلاله وبالتالي توتر العلاقات الإيرانية اليابانية.
مرة أخرى، إن ما يفعله مهندسو “التقييم الحكومي” في الولايات المتحدة هو تفضيل الحرب على السلام.