اللقاء الفاصل
تتجه الأنظار في الرابع والعشرين من الشهر الجاري إلى ملعب الفيحاء بدمشق لمتابعة الحدث الكروي الأهم في هذا الموسم، المنقول تلفزيونياً، والذي يجمع الحرية والجزيرة لحسم بطاقة التأهل إلى دوري الممتاز، وطي صفحة دوري الدرجة الأولى الذي شابه الكثير من اللغط والجدل بعد تبادل الاتهامات حول وجود تلاعب بالنتائج في المباريات الحاسمة، ما أثار حفيظة واعتراض نادي الحرية الذي قدم البراهين والدلائل القاطعة بوجود تواطؤ في مباراة الجارين: الجهاد والجزيرة التي انتهت إلى فوز الأخير بسبعة أهداف لهدف، وهي نتيجة صادمة وغير منطقية لم يتقبّلها الشارع الكروي وجماهير نادي الحرية.
وبعيداً عن الغوص في التفاصيل والتحقيقات التي أجرتها القيادة الرياضية، وقرارها النهائي بإقامة مباراة فاصلة بين الفريقين لحسم هذه القضية، وما اعتبره أنصار كرة الحرية بأنه، أي القرار، لم يتسم بالعدالة والإنصاف في ضوء المعطيات، ونتائج التحقيقات، يواصل فريق الحرية استعداده لهذه الموقعة بجدية عالية، بالرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها إدارياً وفنياً ومالياً، وهو ما يقلق مدرب الفريق الذي يسعى جاهداً لتفادي الثغرات التي قد تؤثر على مستوى ونتيجة الفريق لاحقاً، وتقصيه عن تحقيق حلمه بالعودة إلى مصاف النخبة الكروية.
وعلى مبدأ “الجود بالموجود” تبقى الاحتمالات والتوقعات مفتوحة، إلا أن أرجحية الفوز بمقعد الممتاز تبقى مرهونة بقدرة الفريق على توظيف العامل النفسي قبل الفني في تحقيق التناغم والانسجام الكاملين بين قديم وجديد الفريق، وسد الفجوة الناتجة عن غياب بعض اللاعبين المؤثرين، وفي السياق ذاته نجد أن الحماسة الزائدة والمفرطة، وضغط الحاجة لتحقيق نتيجة إيجابية قد تأتي مفاعيلها عكسية، وبالتالي لابد من الحذر ما أمكن من الاندفاع غير المحسوب في مثل هذه المباريات النهائية التي لا تقبل أنصاف الحلول.
فالمباراة “الحدث” صعبة على الفريقين، وهي بمثابة امتحان حقيقي لهما لإثبات أحقيتهما ببلوغ دوري الممتاز، وبالتالي لن ننتظر منهما أي أداء فني رفيع أو متوسط ، وفي المحصلة هي لعبة مدربين قبل أن تكون سجالاً بين اللاعبين، ولا شك أن الفريق الأكثر انضباطاً في الجانب التكتيكي سيكون أقرب إلى الفوز.
معن الغادري