كنان أدناوي يختتم ورشة آلة العود بحفل موسيقي رفيع المستوى
بعد غيابه لسنوات عديدة عن سورية والمكان الذي تخرّج منه بقصد إتمام دراسته الأكاديمية العليا أطل عازف العود كنان أدناوي بحفل موسيقي رفيع المستوى أحياه في المعهد العالي للموسيقا، عزف فيه مقطوعات موسيقية من تأليفه كعزف منفرد ومقطوعات من التراث العربي والشرقي، ليرافقه بعدها طلاب آلة العود وقسم الموسيقا العربية بعزف جماعي ليكون هذا الحفل خير تتويج لورشة العمل التي أشرف ودعا إليها المعهد العالي للموسيقا مؤخراً، والتي استمرت على مدار يومين قدم فيها أدناوي للطلاب خلاصة خبرته وتجاربه على صعيد التأليف والعزف على آلة العود وقد بدا واضحاً على أدناوي سعادته الكبيرة بالعودة إلى المعهد الذي درس وتخرج منه.
وفاء للمكان
شكر المايسترو عدنان فتح الله عميد المعهد العالي للموسيقا العازف أدناوي الذي رحب بفكرة الورشة ليقيم في دمشق وفي المعهد العالي للموسيقا بالتحديد أول نشاط له بعد عودته لسورية وفاء للمكان الذي درس فيه وما زال يعني له الكثير، منوهاً إلى أهمية ورشات العمل التي اعتاد أن يقيمها المعهد لطلابه لأنها تتيح لهم التعرف على ثقافة جديدة فيما يخص الآلة التي يعزفون عليها، خاصة إذا كان المشرف على الورشة عازفاً موهوباً وله نتاج مهم على آلته كـ “كنان أدناوي” العازف المتميز الذي لديه فكر ورؤية مختلفة، خاصة بهذه الآلة وفي رصيده العديد من المؤلفات والتمارين الموسيقية الخاصة بها.. من هنا كانت الورشة برأيه مناسبة ليقدم فيها خلاصة فكره ورؤيته وتجربته في مجال العزف والكتابة، مبيناً فتح الله أن هذه الورشة تعني الكثير للطلاب لأنها تتيح لهم فرصة التعرف على أنماط وأساليب تُساهم في تكوينهم الموسيقي، ولأنها تفتح آفاقاً مهمة وجديدة على صعيد آلة العود لأن ما يكتسبه الطالب أثناء الورشة يشكل تراكماً له ليكون فيما بعد قادراً على تطوير أدواته في العزف ونظرته لآلة العود، خاصة وأن المشرف على الورشة عازف مهم ولديه مسيرة طويلة كوّنها عبر سنوات عديدة، وبالتالي فإن ما قدمه في الورشة هو خلاصة خبرة هذه السنوات.
وتوجه فتح الله بالشكر لرئيس قسم الموسيقا العربية في المعهد العالي للموسيقا محمد عثمان وأستاذ صف العود والبزق على إشرافه الكامل على سير عمل الورشة، مباركاً جهود الطلاب على مدى السنوات السابقة والتي كانت واضحة من خلال مجاراتهم لكل ما تم طرحه في الورشة، متمنياً أن يكونوا قد استفادوا من الخبرات والأفكار التي قدمت لهم خلالها.
العود من الآلات الصعبة
وأشار محمد عثمان الذي أشرف على سير عمل الورشة إلى أهميتها وقد أتاحت للطلاب فرصة الاحتكاك واللقاء مع أستاذ وعازف متميز والتعرف على أساليبه وطرقه الجديدة في العزف والتي اكتسبها أدناوي بعد تخرجه من المعهد تبعاً للتجارب العديدة والمهمة التي خاضها، ونتيجة اشتغاله على آلة العود سواء على صعيد المؤلفات الموسيقية أو العزف، إلى جانب ما يتعلمه الطلاب في المعهد عبر أساتذة لهم أيضاً أساليبهم وطرقهم في العزف، منوهاً في الوقت ذاته إلى أن الورشة أتاحت للطلاب فرصة التدريب لساعات طويلة والاستماع والتعلم من تجارب بعضهم، مبيناً أنه تم التركيز في الورشة على تقنيات العزف وتقديم قطع موسيقية لأدناوي ليستفيد الطلاب من تجربته الغنية لأن العازف بحاجة للاطلّاع على ما هو جديد بشكل دائم، مؤكداً عثمان أن آلة العود من الآلات الصعبة لأن صناعتها لم تتطور كالآلات الغربية، ولم تدخل فيها الكهرباء، وبالتالي فإن العزف عليها صعب ويحتاج إلى جهد كبير.
إحساس عالٍ
أما كنان أدناوي الذي تألق في حفل نهاية الورشة بعزفه وإحساسه العالي وحضوره الأنيق فقد بيَّن أن إقامة الورش في المعاهد الموسيقية هو تقليد متبع في جميع معاهد العالم الموسيقية، حيث تستعين أو تستضيف أقسام هذه المعاهد موسيقيين من مختلف المدارس الموسيقية لإقامة ورشات لطلابها لدعم ما يتعلمون من قِبَل أساتذتهم الأساسيين الذين يداومون بشكل دائم في المعهد ولذلك لبى دعوة المايسترو عدنان فتح الله عميد المعهد العالي للموسيقا ومحمد عثمان رئيس القسم الشرقي فيه لإقامة ورشة لطلاب آلة العود على مدار يومين كان فيها أدناوي حريصاً على تعريف الطلاب بالتقنيات الجديدة للعزف على آلة العود والموسيقا الشرقية وأسلوب التعامل الجديد مع القطعة الموسيقية التقليدية (سماعي-لونغا-تقاسيم) كما خصص جانباً من الورشة للحديث عن الارتجال، خاصة وأن عازف العود مطالب أن يكون على اطّلاع بفن التقاسيم وحفظ المقامات، مشيراً أدناوي إلى أن خلاصة هذه الورشة كانت إنجاز عدة معزوفات موسيقية تم الاشتغال عليها بأسلوب جديد، إلى جانب تقديم معزوفات أخرى من تأليفه والتركيز من خلالها على ما هو تقني، شاكراً جهود الطلاب ومثنياً على ما قدموه في هذه الورشة كطلاب أكاديميين قادرين على التعامل مع أية معزوفة بأسلوب جديد ومنفتح، ورأى أنهم لم يكونوا طلاباً وإنما محترفين لأن لديهم حصيلة من السنوات التي قضوها في المعهد بالتدريب والتفكير والتعامل مع أساليب موسيقية مختلفة، متمنياً أن يكون قد أنجز مع الطلاب ولو القليل مما أرادوه في هذه الورشة من أمور تقنية وفنية تخص ما يكتب حديثا لآلة العود، وما كُتب سابقاً من أعمال موسيقية من قبل مؤلفين وعازفين من مدارس مختلفة، موجهاً الشكر لفتح الله وعثمان ولكل من عمل على إقامة هذه الورشة.
أما الطلاب سلام البشر وأشرف أبو حسون وسيزار بورشينيوريان لحام فقد أشاروا إلى أهمية الورشات التي اعتاد المعهد العالي للموسيقا أن يقيمها باستمرار بإشراف شخصيات موسيقية مهمة، مؤكدين على أهمية ورشة آلة العود التي أشرف عليها عازف مهم هو أدناوي والتي كانت ضرورية لما قَدَّمه من جديد على صعيد تقنيات العزف على آلة العود إلى جانب الحس العالي الذي يعزف به والاستفادة من الخبرة التي اكتسبها خلال مسيرته الغنية والمتميزة.
أمينة عباس