أخبارصحيفة البعث

 “إسرائيل” وراء الهجوم على الناقلتين

 

عند وقوع الهجوم على ناقلتي النفط في بحر عمان، سارعت الإدارة الأمريكية ومن لف لفيفها إلى توجيه أصابع الاتهام لإيران، وقامت وسائل الإعلام الغربية بترديد الرواية نفسها. ولكن تبقى هناك أصوات شفافة وجريئة لا تتوانى عن قول كلمة الحق، ولدى الجنرال الفرنسي دومينيك ديلاوارد إحداها، حيث قدّم تحليله حول الهجوم بالإشارة إلى أنه يعرف كافة الأطراف المشاركة في هذه القضية: الولايات المتحدة،  المملكة المتحدة، فرنسا، الكيان الإسرائيلي، الإمارات المتحدة، ويؤكّد أن الموساد متورط بشكل مباشر في القضية، بمساعدة أو من دون مساعدة من وكالة المخابرات المركزية والأمريكيين، ذلك أنه من الضروري حالياً أن يتخلّص الكيان الإسرائيلي من نظام الحكم في إيران، وكجزء من توسيع نفوذ هذا الكيان في الشرق الأدنى والأوسط  للتخلص من جميع “أعدائه” (سورية، العراق، اليمن).

عندما يتعلق الأمر بالبقاء،  لن تتوقّف “إسرائيل” عند أي شيء، وهي متحصّنة بالدعم اللا محدود الذي تقدّمه لها “عصابة الثلاثة” (الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا)، ووسائل الإعلام في هذه البلدان وقادتها الثلاثة الذين موّلوا حملاتهم الانتخابية من خلال جماعات الضغط التي تعمل لصالح الكيان الإسرائيلي.

ويلفت دومينيك إلى أنه هناك سوابق إسرائيلية مثبتة في الإرهاب الدولي تحت راية زائفة، بتقديم عدة أمثلة تشهد على ذلك: فهناك حالة سفينة يو إس إس ليبرتي التي تعرّضت لهجوم في 8  تموز عام 1967، أدى إلى مقتل 34 بحاراً أمريكياً. في البداية تمّ توجيه الاتهام إلى مصر، ولكن بعد الضغط زعم الإسرائيليون بأنهم شنوا الهجوم عن طريق الخطأ، ثم أخبر وزير الدفاع الأمريكي ماكنمارا الأميرال الأمريكي الذي كان يتعيّن عليه الرد: “الرئيس جونسون لن يبدأ حرباً أو يحرج حليفاً للأمريكيين من أجل عدد من البحارة”، ويتابع:  أنا لا أذكر حتى انفجار فندق الملك داود في 22 حزيران 1946، حيث سقط 91 قتيلاً و 46 جريحاً معظمهم من البريطانيين. ولا أذكر اغتيال المبعوث الخاص للأمم المتحدة فولك بيرنادو في 17 أيلول 1948 والعقيد الفرنسي أندريه سيروت، قائد مراقبي الأمم المتحدة في فلسطين، ولا أذكر أخيراً مذبحة دير ياسين في 9 نيسان 1948.

اليوم أكثر من الأمس، الكيان الإسرائيلي مطمئن من الإفلات من العقاب. ترامب وماي وماكرون يخضعون تماماً لسلطة جماعات الضغط المؤيدة لـ “إسرائيل” في بلدانهم. كل أولئك الذين يجرؤون على استرجاع دروس الماضي والذين هم على دراية بالجزء “الإسرائيلي” لحضورهم، يواجهون خطر التعرّض “للعنف” واتهامهم بـ “معاداة السامية”.

لا يزال هذا النوع من الإرهاب “المثقف” يعمل، حيث إن القليل منهم ذكروا الكيان الإسرائيلي باعتباره المشتبه به الأول في هجمات ناقلات النفط في الخليج أو حوله، والهدف من ذلك هو محاولة جر “التحالف الغربي” إلى تحالف جديد، “الحملة المناهضة لإيران”.

في القرائن التي تدعم هذه الأطروحة، هناك ردود أفعال سياسية وإعلامية متسرعة وعفوية إلى حد ما تنبثق من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وشركاء الكيان الإسرائيلي الأبديين، وتتهم إيران. هاتان الدولتان لن تتوقفان عند أي شيء، وتعتبران شعوب العالم أغبياء، وسيصدّقون أنه في يوم الزيارة الودية لرئيس الوزراء الياباني لإيران سيسعى الإيرانيون إلى إغراق اثنين من الناقلات تحت عيون الكاميرات الخارجية التي تواجدت على متن قاربين بالصدفة!.

هيفاء علي