“ســـر شرير” أزال حضـــارة المايــا
اكتشف علماء الآثار مؤخرا “كؤوس جماجم” في غابات بليز قد تحمل مفتاح اكتشاف سبب الانهيار غير المفهوم لحضارة المايا التي كانت قوية في السابق. ويقول العلماء إن الجماجم المكتشفة، المصنوعة من الحجر الجيري، والتي وضعت على صدر أحد المحاربين الشماليين، من المحتمل أنها تمثل رموزا للقوة العسكرية خاصة وأن كؤوس الحرب (تذكار الانتصار)، المدفونة مع المحارب، كانت مصنوعة من رؤوس الأعداء المهزومين، أما الجماجم المصممة بالحجر الجيري على شكل قلادة، فهي التي يرتديها الجنود المنتصرون. وتحمل الجماجم بقعا من الطلاء الأحمر تزين أحد الفكين، ونقشت عليها كتابة رمزية يعتقد كريستوف هلمكي، خبير كتابة المايا، أنها أول مثيل معروف لمصطلح “تذكار الجمجمة”.
وتقدم هذه الاكتشافات الحديثة، إلى جانب قائمة متزايدة من الاكتشافات المتناثرة من مواقع أخرى في بليز وهندوراس والمكسيك، دليلا إضافيا على السبب الرئيسي لانهيار حضارة المايا رغم قوتها آنذاك. وركزت الدراسات السابقة على تحديد سبب واحد لهذا الانهيار، والمتمثل في التدهور البيئي الناتج عن تزايد الطلب على المدن المكتظة بالسكان، والذي أدى إلى اندلاع الحرب، وبالتالي فقدان الثقة في القادة إلى جانب تفاقم الجفاف.