شن هجوماً طال كل معارضي سياساته ترامب يتعهّد بـ “زلزال” في صناديق الاقتراع!
بعد ساعات قليلة من تهديده بقطع المساعدات عن دول أمريكا الوسطى على خلفية مسألة الهجرة إلى الولايات المتحدة، صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي يستعد لخوض معركة الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة عام 2020، حملته العنصرية ضد المهاجرين، بإعلانه التحرّك لطرد ملايين منهم خلال الأيام القليلة المقبلة، كما شن هجوماً شد كل معارضيه، ولم تسلم حتى الصحافة من لسانه. ويستغل ترامب موضوع المهاجرين لتحفيز قاعدته الانتخابية ومهاجمة الديمقراطيين الذين يتهمهم “بالتراخي في هذه المسألة”.
كما أطلق ترامب رسمياً حملته الانتخابية لولاية ثانية، وذلك خلال مهرجان في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا.
وأمام نحو 20 ألفاً من مناصريه، الذين ارتدوا قبعات البيسبول الحمراء التي تحمل شعار “اجعلوا أمريكا عظيمة مجدداً”، تعهّد ترامب بـ”زلزال في صناديق الاقتراع”، وقال: “لقد فعلناها مرّة، وسنفعلها مجدّداً، وهذه المرة سننهي المهمة”.
وتباهى الرئيس الأمريكي بقوله: إن “اقتصادنا موضع حسد العالم”، في إشارة إلى أنه يراهن على النمو القوي في الوظائف لمساعدته في إقناع الأمريكيين بانتخابه لولاية ثانية، وخاطب الحشد: “سنحافظ على الولايات المتحدة عظيمة مرة أخرى.. وأفضل من أي وقت مضى.. لهذا أقف أمامكم لإطلاق حملتي الانتخابية رسمياً لولاية ثانية كرئيس للولايات المتحدة”.
وشجّع ترامب الحشد مراراً على الهتاف ضد الصحفيين الذين يغطون المهرجان، والذين اتهمهم أكثر من مرة بأنهم ينشرون “الأخبار المضلّلة”.
ويشير مراقبون إلى أن الأداء الإعلامي للصحافة وشبكات التلفزيون الأميركية شهد تراجعاً مع وصول ترامب إلى البيت الأبيض، والذى أجج الخطاب المعادي لحرية التعبير، وتهجّم بشكل متكرّر على الإعلام، ليصل به الأمر حد وصف وسائل الإعلام بأنها “عدوة الشعب”.
ووسط صيحات الحشد، قال ترامب: “الكراهية والتعصب والغضب هي التي تقود خصومنا الديمقراطيين المتطرّفين. إنهم يريدون تدميركم، ويريدون تدمير بلادنا كما نعرفها”، مضيفاً: “هذا ليس مقبولاً، وهذا لن يحدث”.
وتوجه ترامب، المتهم شخصياً بالفساد، إلى الحشد بالقول: إنهم شكّلوا معاً “حركة سياسية عظيمة” أجبرت “مؤسسة سياسية معطلة فاسدة” على أن تشيح بوجهها.
يشار إلى أن شعبية ترامب تواصل الهبوط بشكل متواصل منذ انتخابه ليكون بين الرؤساء الأمريكيين الأقل شعبية، وخاصة بعد تنصّله من المعاهدات والاتفاقيات سواء الدولية منها أو الثنائية، ضارباً عرض الحائط بالمواثيق والعهود التي وقّعت عليها واشنطن، وأعلنت الالتزام بها، فضلاً عن سياساته التدخلية بشؤون الدول المستقلة.
وفي أول تعليق، أكدت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، أن تهديدات ترامب ضد المهاجرين تمثّل “عملاً خبيثاً ومتعصّباً”، مشيرة إلى أنه يحاول من خلال ذلك “تخويف” المجتمع الأمريكي، وقالت، في بيان نشر على موقع رئاسة مجلس النواب: “ينبغي على ترامب التخلي عن هذه الإجراءات القاسية وغير الفعّالة والتمييزية، والعمل مع الديمقراطيين لدعم الإصلاح المعقول والفعّال للهجرة”.
وفي وقت سابق، اشترطت الإدارة الأمريكية على كل من “السلفادور وغواتيمالا وهندوراس” اتخاذ إجراءات صارمة تجاه المهاجرين غير الشرعيين في مقابل الحصول على أي مساعدات أمريكية إضافية، وقالت المتحدّثة باسم الخارجية الأمريكية مورغان أورتيغاس: “لقد انتهينا من مراجعة برامج المساعدات المخصصة للدول”، مضيفة: إن واشنطن ستواصل العمل ببعض البرامج “ذات الأولوية” والتي تهدف إلى الحد من الهجرة غير الشرعية، والتي خصص لها مبلغ 432 مليون دولار لسنة 2018 المالية.
قرار الخارجية الأمريكية كان محل انتقاد السيناتور الديمقراطي بوب منينديز، الذي وصفه بأنه خطوة “غير مسؤولة من شأنها الحد من قدرة الولايات المتحدة على المساعدة في مواجهة التحديات التي تجبر الناس على الهجرة إليها”.